لا أحد يعرف من هو «خليل حمادة» المسمى باسمه ذلك الشارع الهادئ الذى أصبح بؤرة لأهم أحداث 2011، فالكل اعتاد تسمية أخرى «شارع الكنيسة والجامع» وإن لم يكتب الاسم فى المحررات الرسمية، فإنه ظل عالقا بألسنة سكان الشارع ورواده.
دون الكنيسة والجامع لا شىء يميز الشارع، الذى يقع على بعد خطوات قليلة من ضريح «سيدى بشر»، ترتفع مئذنتا المسجد أمام منارة الكنيسة وبرجها الفخم ذى الواجهة الزجاجية الذى يحمل نقشاً حجرياً بارزاً لعنقود عنب يتدلى من أحد فروعه.
ولا أحد يعلم أيضا أيهما أسبق فى الوجود، الأهالى أم الكنيسة والمسجد، فأغلب عقارات الشارع مرتفعة حديثاً، وتعكس حداثة سكانها، وإن كانت الروايات تؤكد أن أساس الكنيسة وضع عام 1971 على مساحة 900 متر، وفى فجر عيد الرسل من العام نفسه أقيم فيها أول قداس إلهى بعد تسميتها «كنيسة القديسين مارمرقس الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء»، وهما القديسان اللذان تتصدر صورة ضخمة لهما واجهة الكنيسة أعلى صليب كبير.
أما مسجد «شرق المدينة» الذى يقع فى مواجهة الكنيسة فأكدت الروايات أن أساسه وضع قبل 20 عاما، حيث يقع على مساحة 500 متر، ويتبع وزارة الأوقاف، ويعتبر من أشهر مساجد المدينة، ويتوافد عليه المصلون فى ليالى رمضان لحضور صلاة التراويح فيه.
أمر ثالث يميز الشارع، يظهر فى أيام الأعياد، فالشارع الذى لا يعرف الهدوء فى أى من أيام الأسبوع، نظرا لوجود المسجد والكنيسة، يشتعل بمظاهر فرحة أيام الأعياد تبدأ بالزحام غير العادى، سواء بالنسبة للمسيحيين أو المسلمين.
لم يعرف الشارع لغة الهدوء منذ أبريل 2006، عندما اقتحم شخص يدعى محمود صلاح عبد الرازق الكنيسة وطعن عدداً من المصلين عقب خروجهم منها، وتجددت أحزان الكنيسة مرة أخرى بوقوع الحادث الإرهابى الذى استهدفها فى الساعات الأولى من عام 2011.