لم يكتسب الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي رشحه الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمنصب وزير الدفاع- لقب «الكلب المجنون» أو «الراهب المحارب» من فراغ، فقد أشرف ماتيس (66 عاما) لعدة سنوات على جهود الحرب الأمريكية في الشرق الأوسط، وترأس كتيبة قوات مشاة البحرية «مارينز» خلال حرب الخليج الأولى، وفرقة تابعة لقوات المارينز خلال غزو العراق في 2003، وفى 2010 رشح رئيسا للقيادة الأمريكية العسكرية الوسطى، ومنحه ذلك سلطة على القوات في العراق، حيث ساعد على وضع مقاربة ضد التمرد قبل أن يشرف على الانسحاب الأمريكى من العراق، وكذلك في أفغانستان، حيث نفذ عملية زيادة لعديد القوات، كما منحه ذلك مسؤولية على منطقة تشمل سوريا واليمن وإيران.
أخبار متعلقة
وحصل ماتيس على لقب «الكلب المجنون» بسبب مشيته المختالة التي اكتسبها في المعارك التي شارك فيها، ولغته الفظة التي يشتهر بها عناصر قوات المارينز، ونقل عنه قوله «كن مؤدبًا، كن مهنيًا، ولكن لتكن لديك خطة لتقتل جميع من تقابلهم».
ورغم ذلك، فإن ماتيس يتمتع بجانب آخر ثقافى، فقد أصدر قائمة بالكتب التي يجب أن يقرأها عناصر المارينز تحت قيادته، وقال لهم إن أهم منطقة في المعركة هي المنطقة «التى تقع بين أذنيكم»، وتحوى مكتبته الشخصية على أكثر من 7 آلاف مجلد، كما أنه لم يتزوج، ما أكسبه لقب «الراهب المحارب». ويعتبر ماتيس من «الصقور»، خاصة في موقفه تجاه إيران التي يصفها بالتهديد الأخطر لاستقرار وسلام الشرق الأوسط، وكان من أشد المعارضين للاتفاق النووى الذي أبرمته إدارة الرئيس باراك أوباما مع طهران، كما انتقد بشدة موقف الإدارة الأمريكية التي عجزت عن ردع إيران ومنعها من دعم النظام السورى بالسلاح والعتاد والرجال، وتهريبها الأسلحة للميليشيات في اليمن.
وهو صاحب تصريحات صادمة، سببت له في بعض المرات انتقادات لاذعة، ففى العام 2005، قال متحدثاً عن أفغانستان: «لديكم هناك رجال يعنفون زوجاتهم لأنهن لم يرتدين الحجاب، مثل هؤلاء لا يتمتعون بالرجولة أو الإنسانية، لذلك من الممتع فعلاً قتلهم».
انخرط ماتيس في قوات المارينز بعمر الـ19، وخدم أكثر من 4 عقود في قوات مشاة البحرية، حتى وصل إلى منصب رئيس القيادة المركزية الأمريكية في أغسطس 2011، إلا أنه تقاعد في مارس 2013، وعمل بعد تقاعده مستشارا في معهد «هوفر» التابع لجامعة ستانفورد.
يذكر أن القانون الأمريكى يفرض على وزير الدفاع إذا كان جنرالاً سابقاً أن يكون قد تقاعد لأكثر من 7 سنوات، إلا أنه يمكن للكونجرس أن يصوت أو يمنح تفويضًا بخلاف ذلك، وهذا ما يتوقع حدوثه مع ماتيس.
