ألقى سامح شكري، وزير الخارجية، في المنتدى السنوي الثالث عشر الذي ينظمه مركز «السابان لسياسات الشرق الأوسط» التابع لمؤسسة «بروكنجز»، الكلمة الرئيسية بعنوان «رؤية ودور مصر في الشرق الأوسط»، وتعد هذه المشاركة هي الأولى لوزير مصري كمتحدث في هذا المنتدى الهام الذي يشارك فيه مجموعة من المسؤولين والشخصيات السياسية الهامة بالشرق الأوسط.
وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن وزير الخارجية استعرض في كلمته ثوابت السياسة الخارجية المصرية تجاه منطقة الشرق الأوسط، والمبادئ التي تحكمها، فضلا عن رؤية القيادة المصرية حول طرق التعامل مع المنطقة التي باتت متخمة بالصراعات والأزمات، موضحا أن موجه التغيير التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط عام ٢٠١١، جاءت لتغير واقع مرفوض استمر لعقود، وقد سارعت العديد من الدول إلى دعم التغيير السريع والفوضوي الذي ولد اضطرابا في دول الشرق الأوسط.
وقال «شكري»، إن «مصر كانت حريصة على تبني نهجا يدعم التغيير المنظم الذي يحقق تطلعات الملايين من الشباب في الشرق الأوسط ويحافظ على سلامة واستقرار مؤسسات الدول القومية، لاسيما وأن تجربة السنوات الخمس الماضية أظهرت أن إضعاف مؤسسات الدولة القومية يخلق فراغا سياسيا واجتماعيا، ويمكن الميليشيات الطائفية والإرهابية، كما هو الحال في سوريا وليبيا والعراق واليمن»، مضيفا أن مصر بعد ثورتي يناير ويونيو استطاعت أن «تستعيد دورها الإقليمي وتحقق التغيير المنشود من خلال برنامج الأكثر طموحا للإصلاح السياسي والاقتصادي في تاريخها الحديث دون المساس بوحدة الدولة وبمؤسساتها».
وتناول الوزير، الرؤية المصرية حيال الأزمة السورية، وأوضح أن الموقف المصري يرتكز على ركنين أساسيين، الأول هو الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلامة الإقليمية للدولة السورية، ومنع انهيار مؤسساتها، والثاني هو دعم التطلعات المشروعة للشعب السوري في إعادة بناء دولتهم، من خلال حل سياسي مقبول، يسمح بجهود إعادة الإعمار.
وحول الشأن الليبي، أكد شكري، التزام مصر بدعم تنفيذ اتفاق الصخيرات، وتشجيع مجلس الرئاسة لتشكيل حكومة جديدة للوفاق الوطني أكثر شمولية وتمثيلا للأطراف الليبية، كما أكد التزام مصر بدعم إقامة الدولة الفلسطينية، منوها بأهمية العودة إلى المفاوضات، مشيرا إلى مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي بدعم أية مفاوضات قادمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وختم وزير الخارجية كلمته بالتأكيد على حرص مصر على التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة، للتصدي للتحديات الكثيرة التي تشهدها المنطقة، خاصة أن هناك توافقا للرؤى ما بين الجانبين، وأن هناك حاجة لإعادة إحياء الشراكة الاستراتيجية المصرية الأمريكية من أجل العمل سويا لحلحلة أزمات المنطقة.