من ميدان التحرير إلى سفارة إسرائيل فى الجيزة، انتقل الباعة الجائلون مع المتظاهرين المعتصمين أمام مقر السفارة لحين طرد السفير الإسرائيلى من مصر، حاملين معهم العربات التى يقدمون عليها بضائعهم من أطعمة ومشروبات ومسليات، وهى الطريقة التى يتحايلون بها على الرزق.. رافعين شعار «الرزق يحب الخفية».
محمد عبدالكريم، بائع ترمس ومقرمشات وتسالى، قال: تركت الميدان وجئت مع المتظاهرين لأن رزقى مرتبط بوجودهم، وسأظل معتصماً معهم حتى يرحل السفير الإسرئيلى، مؤكدا أنه مستعد لأن يحارب لو أعلن الجيش ذلك. عبدالكريم قال إنه يجد فى التظاهر وسيلة للرزق، فهو يبيع ويشترى ومن الطبيعى أن يبحث عن الأماكن المزدحمة، بالإضافه إلى أنه ثورى.
أحمد الشبرواى، بكالوريوس هندسة، بائع مشروبات غازية، قال إنه يعمل منذ تخرجه من عدة أشهر فى ميدان التحرير، لكنه انتقل منذ أمس الأول بفرشته إلى الجيزة حيث المعتصمون أمام السفارة الإسرائيلية. يقف الشبرواى منذ الصباح أمام السفارة حتى السحور يبيع المياه والمشروبات، لكنه فى ساعة الإفطار لا يأخذ أجرا من المتظاهرين أو المارة، حيث يوزع زجاجات المياه مجانا على المارة والمتظاهرين، وإلى جانب بضاعته حملت عربة الشبراوى لافتات وإعلام ثورة 25 يناير «حرية ثورة، كرامة، عدالة اجتماعية».
جمال محمد (26 سنة) بائع عرقسوس وتمر هندى ترك، مقره الرئيسى أمام باب جامعة القاهرة ليقف مع الثوار والمتظاهرين أمام السفاره الإسرئيلية ليوزع المشروبات ساعة الإفطار على الصائمين مجانا لمدة ربع الساعة يوميا، وأكد أن يحقق مكسبا وفيرا من بعد الإفطار حتى السحور: «أنا معتصم ومتظاهر ومع الثوار فى كل مطالبهم حتى يتم طرد السفير الإسرائيلى، كما أننى مع المتظاهرين فين ما يروحوا من أجل رزقى ولاسترداد كرامتنا كمصريين».
محمود شاب بسيط ترك ميدان التحرير وجاء إلى مقر السفارة حاملا فوق رأسه «سبت السميط» ويقول: «دمى بيغلى من اللى بيحصل للجنود المصريين على الحدود ونفسى أحارب الصهاينة ولو الجيش سلحنا هاروح أحارب وهاكون مع المتظاهرين والمحاربين فى أى مكان عشان كرامتنا وحريتنا ودم جنودنا مايروحش هدر».
محمود يعمل ويكسب من بيع السميط سواء فى التحرير أو أمام السفارة، لأن عمله مرتبط بالناس كما يقول، «فى التحرير أنا معاهم، أمام السفارة أنا برضه معاهم».