على مدار تاريخ العلاقات بين مصر وإسرائيل برزت أسماء عديدة لمصريين قاوموا إسرائيل، بعضهم نفذ عمليات داخلها سواء كانت مخابراتية أو فدائية، وبعضهم أعلن بقوة معارضته لها سياسيا.بدأت مسيرة المصريين ضد إسرائيل منذ عام 1948 عندما خاضت مصر حربا لتحرير فلسطين، مرورا ببطولات المصريين فى العدوان الثلاثى عام 1956، وشجاعة أبطال السويس، وحرب 1967، وحرب الاستنزاف، وصولا إلى بطولات حرب أكتوبر 1973، لتأتى معاهدة السلام التى تصور البعض أنها ستضع حدا لنزيف الدم المصرى على يد القوات الإسرائيلية، لكن الموضوع لم ينته، واستمر سقوط ضحايا مصريين بنيران إسرائيلية على الحدود.
وفى مقابل ذلك لم تنته بطولات المصريين بعد توقيع اتفاقية السلام بل استمرت رفضا للممارسات الإسرائيلية فى فلسطين، لتظهر أسماء أخرى مثل سليمان خاطر وسعد حلاوة وأيمن حسن، وغيرهم وصولا إلى أحمد الشحات الشاب الذى أنزل علم إسرائيل من فوق مبنى السفارة واستبدله بعلم مصر السبت
.ومنذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 سقط العديد من الشهداء المصريين، ما بين ضابط ومجند كانت مهمتهم حماية الحدود المصرية مع إسرائيل وقطاع غزة، ورغم عدم وجود إحصاء دقيق بعدد هؤلاء فإن مراقبين ومحللين يقدرونه بنحو 29 شهيدا، اعتمادا على الأخبار التى كانت تنشرها وسائل الإعلام عن حوادث قتل وإصابة الجنود على الحدود الإسرائيلية.
أيمن حسن21.. إسرائيلياً مقابل «العلم»
بطل من أبطال مصر لا يعرفه الكثيرون، لقب ببطل سيناء بسبب قتله 21 جنديا إسرائيليا.. أيمن محمد حسن، الجندى المصرى، الذى تمت محاكمته وسجن 10 سنوات بعد تسليمه نفسه. تبدأ أحداث حكاية الجندى المصرى، الذى ولد بمحافظة الشرقية عام 1967، عندما رأى أحد الجنود الإسرائيليين فى عام 1990 وهو يمسح حذاءه بالعلم المصرى، وازداد غضب البطل المصرى بعد أن رأى الجندى الإسرائيلى وهو يمارس الجنس مع جندية إسرائيلية على العلم المصرى.
وتأثر «أيمن» كثيرا بأحداث الهجوم الشرس من الإسرائيليين على المسجد الأقصى، وهو ما دفعه إلى التفكير فى رد الاعتبار إلى كل مصرى، وعندها قرر «أيمن»، الذى كان يعمل بفريق الرماية بمنطقة رأس النقب بوادى سهل القمر أمام المطار الإسرائيلى، أن ينتقم، فانطلق يوم 26 نوفمبر 1990 داخل الحدود الإسرائيلية من موقعه العسكرى على التبة الصفراء بمنطقة رأس النقب فى جنوب سيناء وحمل معه الأسلحة والذخيرة لقتل أكبر عدد من الضباط والجنود وعلماء مفاعل ديمونة النووى من العسكريين وجيش الدفاع.
وبدأ البطل المصرى تنفيذ عمليته، ونجح فى عبور الأسلاك الشائكة على الحدود مع إسرائيل، ثم قام بإعداد كمين عسكرى للاختفاء فيه، وعندها لمحته سيارة تحمل إمدادات وأغذية وقرر أن يتعامل معها وقام بقتل سائقها، ثم فوجئ بعدها بسيارة أخرى تابعة للمخابرات الإسرائيلية فى طريقها لمطار النقب وكان يقودها ضابط كبير برتبة عميد، فقتله أيضا، وكان يعمل بمفاعل ديمونة النووى.
وبعدها فوجئ المجند المصرى باقتراب باص يحمل أفرادا وجنودا وفنيين عاملين بمطار النقب العسكرى الإسرائيلى يعبر بوابة أمن المطار الخارجية فى طريقها إليه، بعد أن وصل لكمينه الذى اختفى فيه والذى يقع بين نقطتى العلامتين الحدوديتين «80، 82»، وعندها ركز البطل المصرى أيمن حسن على أن يكون الباص هو هدفه الأول المخطط لعمليته العسكرية، أما الهدفان الثانى والثالث فهما محض مصادفة ولم يخطط لهما.وعندما اقترب الباص من أيمن أطلق الرصاص على سائقه لإيقافه وأفرغ فى صدره خزينة سلاح كاملة، ثم وصل الباص الثانى، حاملا ضباط مطار النقب العسكرى الإسرائيلى، وقام بإجراء مناورة للتمويه حتى يشاهد الضباط الباص الأول المضروب، فيتوقفوا ليحاولوا إنقاذ ركابه الجرحى، وبالفعل توقف الباص، فباغتهم بإطلاق نيرانى مفاجئ على مقدمته ولقى سائقه حتفه فورا، ثم واصل إطلاق الرصاص وقتل الضباط الأربعة فوراً واختبأ الفرد الذى يجلس بالمقعد الفردى على الباب الأمامى المجاور للسائق وخفض رأسه وقام بغلق أبواب الباص حتى لا يمكنه من الصعود، وظل «أيمن» يطلق الرصاص على الجنود بالباص الإسرائيلى حتى أصيب بطلقة سطحية بفروة رأسه، وبعدها تماسك حتى نجح فى الاختباء ومواصلة إطلاق النيران عليهم، وقابله قائد المنطقة العسكرية الذى قال له: «أشعر بالفخر لما قمت به». وتمت بعدها محاكمة أيمن حسن عسكريا، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات، وخرج فى عام 2000 ليعمل سباكا باليومية.
سليمان خاطر ..الرصاص حلّ القضية
«سليمان قالها قوية.. الرصاص حل القضية» لم يكن مجرد شعار رفعه الطلاب المتظاهرون طلبا لثأر الجندى مجند سليمان خاطر، هذا الفتى الشرقاوى الذى دافع عن حدود الوطن فكان جزاؤه محاكمة عسكرية قضت بسجنه 25 عاما، لم ترض عنها إسرائيل.
الفتى سليمان من مواليد عام 1961 قرية أكياد فى محافظة الشرقية، وهو الأخير من خمسة أبناء فى أسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان، فى طفولته شهد آثار قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة فى 8 أبريل سنة 1970.
فى هذا الاعتداء استخدمت القوات الجوية الإسرائيلية طائرات الفانتوم الأمريكية لنسف المدرسة مخلفين 30 طفلا شهيدا، حينها كان سليمان خاطر يبلغ التاسعة من عمره، قالت شقيقته فى لقاء مع قناة الجزيرة الفضائية إن سليمان «جرى بسرعة لمشاهدة ما حدث وعاد مذهولا مما رأى».
التحق سليمان بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجندا فى وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزى، وفى 5 أكتوبر عام 1985، وأثناء قيامه بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برجة بجنوب سيناء فوجئ بمجموعة من السياح الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التى تقع عليها نقطة حراسته فحاول منعهم وأخبرهم بالإنجليزية أن هذه المنطقة ممنوع العبور فيها، إلا أنهم لم يلتزموا بالتعليمات وواصلوا سيرهم بجوار نقطة الحراسة التى توجد بها أجهزة وأسلحة خاصة فأطلق عليهم الرصاص وأسقط منهم 7.
تمت محاكمته عسكريا، وخلال التحقيقات، قال سليمان إن الإسرائيليين تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وأنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار.سلم الفتى خاطر نفسه بعد الحادث، وصدر قرار جمهورى بموجب قانون الطوارئ بتحويل الشاب إلى محاكمة عسكرية، طعن محامى سليمان فى القرار الجمهورى وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعى وتم رفض الطعن، وأقيمت مؤتمرات وندوات وقدمت بيانات والتماسات إلى رئيس الجمهورية ولكن لم تتم الاستجابة لها.
وبعد محاكمته عسكريا، صدر الحكم عليه فى 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربى بمدينة نصر بالقاهرة.
وبعد أن صدر الحكم عليه تم نقله إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفى اليوم التاسع لحبسه، وتحديداً فى 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندى سليمان خاطر فى ظروف غامضة.
وقال التقرير النفسى الذى صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث إن سليمان «مختل نوعًا ما، و بناء على رأى أطباء وضباط وقضاة الحكومة، عوقب سليمان لأنهم أثبتوا أن الأشباح التى تخيفه فى الظلام اسمها صهيونية».فى المحكمة قال سليمان: «أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه، إنه قضاء الله وقدره لكننى أخشى أن يكون للحكم الذى سوف يصدر ضدى آثار سيئة على زملائى تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم». وقال تقرير الطب الشرعى إنه انتحر، وقال أخوه لقد ربيت أخى جيدا وأعرف مدى إيمانه وتدينه إنه لا يمكن أن يكون قد شنق نفسه، لقد قتلوه فى سجنه.
سعد إدريس حلاوة.. معارضة «التطبيع» بـ«رشاش» والرثاء لـ«نزار قبانى»
حسب النشرة الطبية الصادرة عن مستشفى قصر العينى فى القاهرة هو رجل متخلف عقليا، وحسب النشرة الوطنية بطل قومى بكل المقاييس.
سعد إدريس حلاوة المولود فى الثانى من مارس 1947 لأسرة ريفية متوسطة اقتصاديا، تمتلك عدة أفدنة زراعية بقرية أجهور الكبرى التى تبعد نحو30 كم عن القاهرة.سعد حلاوة أخ لخمسة أشقاء وشقيقة واحدة جميعهم تلقوا تعليماً عاليًا وتولوا وظائف حكومية باستثناء سعد الذى اكتفى بالمرحلة الثانوية واتجه إلى مساعدة والده فى زراعة الأرض.
وفى يوم الثلاثاء 26 فبراير 1980 وهو اليوم المحدد لاستقبال السادات للسفير الإسرائيلى إلياهو بن اليسار لتقديم أوراق اعتماده كأول سفير إسرائيلى فى مصر بعد معاهده كامب ديفيد، وهى الخطوة التى مضى فيها الرئيس السادات فى تنفيذ مخطط التطبيع مع إسرائيل بالرغم من الرفض الشامل لهذه الخطوة من جميع التيارات السياسية بمختلف توجهاتها - قرر سعد حلاوة التعبير عن رفضه لخطوة السادات باستقبال السفير الصهيونى، وقام باحتجاز اثنين من موظفى الوحدة المحلية للمطالبة بطرد السفير الإسرائيلى، حتى قام أحد القناصة بإنهاء حياة حلاوة، ورثاه الشاعر الكبير نزار قبانى فى قصيدة طويلة، قال فيها: مجنون واحد تفوق علينا جميعا واستحق مرتبة الشرف فى ممارسة الثورة التطبيقية قى حين بقينا نحن قى نطاق التجريد والتنظير، هذا المجنون العظيم اسمه سعد إدريس حلاوة، وعلاماته الفارقة مجنون.
سعد إدريس حلاوة كان مصريا مثقفا، ومتوازناً، وهادئ الطباع، نال شهادة البكالوريوس فى الهندسة الزراعية وربط قدره بتراب مصر، وبالنسبة لتاريخ المقاومة المصرية فإن سعد إدريس حلاوة هو أول مجنون عربى لم يحتمل رأسه رؤية السفير الإسرائيلى يركب عربة تجرها الخيول إلى قصر عابدين فى القاهرة ويقدم أوراق اعتماده إلى رئيس جمهورية مصر.
فأخد مدفعا رشاشاً واتجه إلى قاعة المجلس البلدى قى قرية أجهور فى محافظة القليوبية واحتجز سبع رهائن مطالباً من خلال مكبر الصوت الذى حمله معه بطرد السفير الإسرائيلى لقاء الإفراج عن رهائنه، هذا هو مجنون مصر أو مجنون الورد الذى تناقلت وكالات الأنباء قصته باهتمام كبير فى حين قرأ العرب قصته كما يقرأون قبل النوم قصة مجنون ليلى.
نظمى شاهين.. زميل نجل عبدالناصرفى «ثورة مصر» و4 عمليات ضد الإسرائيليين
من موقعه فى أحد مقاهى حى عابدين كان نظمى شاهين يجلس وسط الزبائن المشدوهين أمام شاشة التليفزيون يتابعون أخبار هذا التنظيم الغريب الذى يستهدف الإسرائيليين مرة كل عام.كان يحاول أن يبدو هادئا عند ذكر اسم التنظيم الذى كان كفيلا بإحداث رجفة فى جسد أى مسؤول دبلوماسى إسرائيلى فى الثمانينيات، لم يكن يعرف جيرانه.. أسرته.. أقرب أصدقائه أن نظمى شاهين أحد أعضاء تنظيم ثورة مصر، الذى استقبل أخباره المصريون بهتاف: «ثورة مصر طريق النصر».
انضم للتنظيم الذى أسسه الشقيقان محمود وعصام نورالدين، ونجل الرئيس جمال عبدالناصر، عام 1984 وألقى القبض عليه فى سبتمبر 1987، بإجمالى 4 عمليات فدائية، بدأت بالهجوم على زيفى كيدار أحد أعضاء الموساد عند خروجه من بيته فى المعادى يونيو 1984، وأصيب «كيدار» بجرح فى يده نتيجة لطلق نارى ونقل إلى مستشفى السلام بالمعادى.نظمى شاهين كان العامل الحركى فى التنظيم، فهو ابن البلد بخلاف محمود نورالدين، ضابط المخابرات السابق والعقل المدبر للتنظيم، وخالد عبدالناصر، الاسم الجاذب لتمويل العمليات عربيا.
«نظمى» قام بتجنيد اثنين فى التنظيم وهما الأسطى سامى عبدالفتاح، الشهير بـ«سامى فيشة الكهربائى»، والطالب حمادة شرف.العملية الثانية التى قام بها التنظيم كانت ضد مسؤول الأمن بالسفارة الإسرائيلية، وتمت بعد مراقبة أماكن تواجد البعثة الإسرائيلية بالمعادى، وعلى أثر المراقبة تحدد الهدف، وفى 20 أغسطس 1985 قام أربعة من التنظيم، هم محمود نورالدين ونظمى شاهين وحمادة شرف وسامى عبدالفتاح بإطلاق النارعلى ألبرت أتراكشى «37 سنة» وزوجته وسكرتيرته الشخصية، والحادث كان بالقرب من بيت السفير الإسرائيلى، وصدر بيان المنظمة ليعلن عن اغتيال أتراكشى وإرساله إلى الجحيم.
العملية الثالثة كانت فى مارس 1986 وعرفت بـ«عملية معرض القاهرة الدولى»، وجاءت على خلفية مشاركة إسرائيل فى سوق القاهرة الدولى بأرض المعارض بمدينة نصر.
وخرجت المظاهرات ترفض وتحتج على مشاركة إسرائيل، وهتف الطلبة فى المظاهرات «ثورة مصر طريق النصر»، وذلك بعد أن حفرت المنظمة لنفسها مكانا فى قلوب المصريين. فجاء الرد الفورى باغتيال «إيلى تايلور» مديرة الجناح الإسرائيلى بسوق القاهرة الدولى.
العملية الرابعة، التى قادت إلى القبض على التنظيم، جاءت ضد مسؤولى المخابرات الأمريكية بالقاهرة بسبب خطف إحدى الطائرات المدنية المصرية وإجبارها على الهبوط وتفتيش ركابها، فى الوقت الذى لم يتحدث فيه أى مسؤول رسمى لإدانة العملية، لكن «ثورة مصر» قرر التحرك.
نظمى شاهين وتنظيم ثورة مصر راحوا ضحية وشاية شقيق زعيم المنظمة عصام، الذى أبلغ المخابرات الأمريكية عن العملية وأسماء أعضاء المنظمة بمن فيهم شقيقه الكبير محمود، مقابل المكافأة التى أعلن عنها الأمريكان وقدرها نصف مليون دولار مقابل أى معلومة عن التنظيم.
المرارة الحقيقية يحكيها شاهين فى إحدى الجلسات الخاصة: «تم تهميشنا لصالح المشاهير من السياسيين الذين تبرأوا من (غلابة المنظمة) خوفا من أمن الدولة ولم يساعدونا، لدرجة أن أحدهم ويعمل صحفيا شهيرا وبعد 15 عاما قضيتها فى السجن رفض مساعدتى فى الحصول على ترخيص كشك سجائر أكسب منه قوتى».
هذه المرارة لا يلغيها سوى قوله: «أنا ندمان إنى ماقتلتش صهاينة أكتر فى العمليات بتاعتنا».
أحمد شعبان.. قناص إسرائيلى أنهى حياته.. والرد الرسمى: «للصبر حدود»
أعلى برج المراقبة على الحدود بين رفح المصرية والفلسطينية صعد أحمد شعبان ليقوم بخدمته، اعتاد عليها منذ تجنيده فى سلاح حرس الحدود.
جلس «أحمد» على الجانب المصرى، بينما فى الجانب الفلسطينى كانت حركة حماس تعقد مؤتمرا جماهيريا للتنديد بمصر بسبب رفضها إدخال قافلة شريان الحياة إلى غزة.
كانت الساعة تقترب من الثانية عشرة والنصف من ظهر يوم الأربعاء السادس من يناير 2010 عندما انطلقت رصاصة غادرة من الجانب الإسرائيلى لتنهى حياة أحمد الذى لم يكمل عامه الـ21، وتقضى على أحلامه فى الزواج من الفتاة التى خطبها قبل 3 شهور.
.كالعادة ودون تردد أعربت القاهرة عن أسفها للحادث وغضبها مما فعلته إسرائيل، وقالت فى بيان رسمى على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية فى ذلك الوقت: «إن أى محاولة أخرى لاستفزاز الأمن المصرى ستكون لها عواقبها»، وإن لصبرها حدوداً.
واكتست قرية أحمد شعبان فى بنى سويف باللون الأسود حزنا على استشهاد أحد أبنائها برصاص إسرائيلى، وشيعت جنازته بمشاركة مندوبى القوات المسلحة وأسرته وأقاربه، وسط مطالبات بأخذ الحق، أو الرد الرادع على كل من يقتل الجنود المصريين بدم بارد ودون تردد.جلس وقتها والده بين المشاركين فى العزاء حكى لهم عن أحمد الذى لم يتعد عمره 21 عاماً وكيف كان ينتظره للنزول فى إجازته لشراء احتياجات الزواج لإتمام مراسم الزواج فى نهاية شهر مارس، ولكن الشهادة كانت الأسرع وكانت من نصيبه
.الغضب الشعبى كان يتصاعد يومها والمعلومات المجهلة والتى كانت غير موثقة كانت تنتشر سريعا فى وسائل الإعلام دون توقف، حيث أكدت بعض المصادر أن من قتل الشاب أحد القناصة الإسرائيليين بينما أكدت مصادر أخرى أن قناصاً تابعاً لحماس نفذ عملية القتل اعتراضا على رفض مصر إدخال قافلة شريان الحرية.