موقف الرئيس المنتخب دونالد ترامب الحاسم نحو اتفاقيات التجارة الحرة الأمريكية يمكنه أن يؤثر تأثيرا خطيرا على أعمال مجموعة فيات كرايسلر FCA للسيارات فى سوق أمريكا الشمالية، وذلك وفقا للمدير التنفيذى للمجموعة الإيطالية الأمريكية سيرجيو ماركونى. حيث قال رئيس FCA فى تصريحات حديثة لـ بلومبرج: «بالتأكيد ترامب سيغير قواعد اللعبة، وذلك أساسيا لأننى أعتقد أن هناك عددا من الظروف تحيط بصناعة السيارات فى الولايات المتحدة التى لم يتم الالتفات إليها بعد» التصريح جاء أثناء زيارة ماركونى لمصنع ألفاروميو فى كاسينو بإيطاليا. خلال حديثة قام بوصف موقف ترامب من التجارة بأنه قد يشكل «مشكلة كبيرة» لما له من تأثير لاتفاقية التجارة الحرة فى أمريكا الشمالية على عمليات شركة فيات فى الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
ترامب كان يصف اتفاقيات NAFTA فى كثير من الأحيان خلال حملته الانتخابية بأنها أسوأ صفقة فى تاريخ الولايات المتحدة وحملها مسؤولية فقدان الوظائف فى البلاد عدة مرات خلال حملته الانتخابية. وقد خص الرئيس المنتخب شركة فورد ببعض من تلك الدعوات بعد أن اتجهت إلى صناعة السيارات فى المكسيك، ودعا آنذاك إلى فرض تعريفة إضافية نسبتها 35% على المنتجات المصنوعة من قبل الشركات التى تنقل إنتاجها من الولايات المتحدة إلى دول أخرى. منذ عام 2010 أعلنت تسع شركات فى قطاع صناعة السيارات أنها ستقوم باستثمارات مجموعها أكثر من 24 مليار دولار فى المكسيك، وكان من ضمن تلك الشركات كل من چنرال موتورز وفورد وفيات. بالنسبة لفيات فإن الولايات المتحدة وسوق أمريكا الشمالية تستحوذ على حصة الأسد من أرباحها، وتصل حصة الصناعة المكسيكية من المبيعات إلى حوالى 17% من مجموع السيارات التى باعتها المجموعة فى تلك المنطقة فى الأشهر العشر الأولى. بيعت كل تلك السيارات تقريبا فى الولايات المتحدة وكندا. ويقول محلل الصناعة فى بلومبرج كيفن تينان أن: «الشركة ستتكبد تكاليف باهظة إذا كانت إدارة ترامب قادرة على فرض الضريبة بنسبة 35% على المركبات وقطع الغيار المستوردة إلى الولايات المتحدة». وكان ماركونى قد حذر فى يونيو الماضى أن انتصار ترامب قد يؤثر على خيارات إنتاج شركات صناعة السيارات فى أمريكا الشمالية، وهذا يتوقف على الطريقة التى سيدير بها اتفاقية التجارة الحرة NAFTA وتساءل عما إذا كان سيدعم وجهات النظر التى من مصلحتها حماية تلك الصناعة. وقال الرئيس التنفيذى لشركة فيات أنه لم يتحدث مع ترامب ولكنه سيعمل مع الإدارة الجديدة.
التغيير فى قيادة الولايات المتحدة لن يؤثر فقط على آفاق التجارة وشركات صناعة السيارات، حتى وقبل أن يبدأ تفعيل سلطاتها، فقد ارتفعت أسهم شركة فيات 14% منذ انتخابات 8 نوفمبر، وقفزت مجددا فى وقت لاحق وتحديدا بعد ثلاثة أيام من إعلان النتائج، فى هذا اليوم تحديدا كان ترامب قد قام باختيار واحدا من أبرز المشككين فى مشكلات تغير المناخ والبيئة ليرأس فريقه الانتقالى لدى وكالة حماية البيئة. هذا الاختيار كان من شأنه أن يغذى التكهنات بأن الإدارة الجديدة قد تخفف قواعد الاقتصاد فى استهلاك الوقود، والتى يمكن أن يستفيد منها صانعى المحركات التقليدية. وقال ماركونى أنه بالإضافة إلى ذلك، مكاسب الدولار الأمريكى لشركة فيات منذ الانتخابات جاءت إيجابية جدا.