داخل مبنى la rinascente وبينما تعلقت بعض الدراجات فى أماكن العرض المخصصة لها أعلى الحائط، تبادل بعض من أهم الشخصيات والمشاهير ومحبى الدراجات حول العالم أطراف الحديث حول معرض EICMA ونظروا عبر الزجاج فى الغرفة المرتفعة إلى كاتدرائية ميلانو الشهيرة الـDuomo، هذا الحفل الذى يقام كل عام فى وسط مدينة ميلانو هو إشارة البدء لـ«أسبوع الدراجة النارية» أو ما يحب الإيطاليون أن يطلقوا عليه «Week of Moto» حيث تبدأ فعاليات معرض EICMA، المعرض الأكبر ليس فقط حجما ولكن مضمونا فى إيطاليا وواحد من أكبرها فى أوروبا والعالم. وبعد أسبوع من الإثارة المستمرة، اختتم المعرض الدولى للدراجات الهوائية والدراجات النارية EICMA فعالياته الأحد 13 نوفمبر بعد ستة أيام من افتتاحه الرسمى فى مركز فييرا ميلانو الذى يقع فى الشمال الغربى للمدينة الإيطالية ويعد واحدا من أكبر مراكز العرض الدولية فى إيطاليا على مساحة تمتد إلى 280 ألف متر مربع، وقد أكدت نسخة هذا العام على أهميته كنقطة مرجعية لعالم الدراجات، وبعد تاريخ يمتد لأكثر من مائة عام شهدت دورة عام 2016 فى نسخته الـ74 ارتفاعا فى عدد الزوار سواء بالنسبة للعارضين أو وسائل الإعلام والجمهور أيضا. وبين العارضين المباشرين وسلاسل التوريد والرعاة والعروض غير المباشرة المرتبطة بالمعرض، بلغ عدد العارضين 1143 عارض بزيادة 8.6% مقارنة بعام 2014. ويؤكد هذا الرقم أيضا زيادة فى المساحة التى احتلها المعرض هذا العام والتى ارتفعت بنسبة 19.6% مقارنة بنفس العام، مما يدل على أن الشركات لم تكن موجودة فقط بأعداد أكبر، بل أيضا بمساحة عرض أوسع، وذلك برهانا على أن الشركات كانت أكثر استعدادا للاستثمار فى EICMA من خلال أجنحة أكثر اتساعا وأنشطة خارجية تتفاعل من خلالها مع الزوار بشكل أكبر. العارضين جاؤوا إلى ميلانو من 41 دولة، لتصل نسبة المشاركة الدولية إلى 45.5% من العارضين غير الإيطاليين، كما شهد المعرض نموا بنسبة 35% من العارضين الجدد اللذين يشاركون فى EICMA للمرة الأولى أو يعودون له بعد فترة غياب طويلة. وبالرغم من أن مشاركة الإعلاميين كانت على نفس المستوى خلال الأعوام السابقة إلا أن نسخة هذا العام من المعرض سجلت عدد زوار أكبر بنسبة 9.38% عن النسخة الأخيرة. ويأتى معرض EICMA بعد شهر واحد فقط بعد من أغلق معرض INTERMOT الألمانى أبوابه، ولكن EICMA سمح لموجة ثانية من موديلات العام الجديد بالخروج إلى السوق الأوروبية والعالم. وبخلاف العديد من الموديلات الجديدة التى ملأت عناوين الصحف، كان 2016 EICMA بمثابة عرض لعلامات قوية لتعافى مصنعى الدراجات النارية فى أوروبا. كما أن معايير الانبعاثات الأوروبية الجديدة Euro 4 أثبتت أنها قوة دافعة رئيسية فى معرض هذا العام، فى كثير من الدراجات نجد أن الشركة المصنعة قامت بتعديل المكونات لتلتزم بتلك المعايير وتعديلات بسيطة فى الشكل لدراجات كانت ضمن مجموعتها بالفعل. هوندا، على سبيل المثال، قدمت ما لا يقل عن 23 نموذج جديد فى EICMA هذا العام، إلا أن الكثير منها ما هو إلا ترجمة لدراجة موجودة بالفعل بعد أن تم تحسين شكلها وتغيير الألوان والامتثال إلى معايير EU4. الأسواق الآسيوية الناشئة كانت بدورها تشارك بشكل أكثر وضوحا من أى وقت مضى، حيث وضع المصنعين من تلك الأسواق رهانا كبيرا على المحركات الصغيرة. ويبدو أن نقطة الالتقاء الناجحة بين الشرق الآسيوى والغرب الأوروبى كان فى محركات سعة 300 سى سى، وهى فئة يمكن تسويقها بشكل واقعى بنفس المواصفات فى كل ركن من أركان العالم، ولكن التسويق فى أوروبا سيكون الأكثر يسرا، لأن الدراجات النارية الصغيرة عثرت على جمهور جديد واسع، وهو جمهور ينقسم بين الرغبة فى التنقل بأسعار معقولة فى البلدان التى تعانى ضائقة مالية، أو الأعداد المتزايدة ممن يدركون المشاكل البيئية ويعتبرون الكفاءة فى استهلاك الوقود قيمة أكبر من مجرد توفير المال. فى EICMA هذا العام، لاحظنا أيضا وجود مكثف لثلاثة لاعبين أساسيين من الهند والصين، وهم Royal Enfield وHero وZONGSHEN اللذين وضعوا الكثير من الاستثمارات فى أجنحة ضخمة ومنتجات متعددة فى توجه واضح وصارخ للتوسع نحو الأسواق الأوروبية تحديدا. وبالطبع كان من الطبيعى أن يشهد المعرض تواجدا قويا للاعبين الأوروبيين الأكبر حجما مثل BMW ودوكاتى وKTM وMV Agusta ومجموعة بياچيو وترايمف، إلا أن EICMA أيضا حظى على عدد من المشاركات الأوروبية الأصغر من شركات تحاول العودة الى اللعبة، على غرار پينيلى التى حصلت على الدعم الصينى القوى، وفانتيك موتور وموتو مورينى وإيطالچيت التى بدروها كشفت عن خططها التوسعية ببعض الدراجات الجديدة المثيرة جدا، فى حين هوسكفارنا التى شاركت لتمتين مكانتها تحت مظلة KTM. وكما كان الحال مع كافة معراض الدراجات هذا العام، أعطى EICMA مساحة ثمينة للدراجات الكهربائية، التى تعد واحدة من الفئات التى تشهد توسعا بشكل متنامى خاصة فى المدن الأوروبية المزدحمة، حيث أصبحت تلك الدراجات ليست مجرد سلعة أنيقة أو لعبة، بل أساسا للانتقال السريع ومنخفض التكلفة كما أنه لا يترك أثرا بيئيا أكثر ضررا، وفى هذا السياق كانت كل من «ڤيسپا» الإيطالية التقليدية واحدة من أكثر الدراجات لفتا للانتباه بسكوتر كهربائى جديد، وأيضا Gogoro التاياونية التى تعد واحدة من رواد صناعة تلك الدراجات حول العالم.