x

التفاصيل الكاملة لعملية إسقاط علم إسرائيل.. ورفع علم مصر

الأحد 21-08-2011 17:58 | كتب: مصطفى المرصفاوي |
تصوير : حسام فضل


«الشماريخ والألعاب النارية» كانت الطريقة الوحيدة للمحتجين الذين قضوا ليلة الجمعة الماضية أمام السفارة الإسرائيلية لإحراق العلم الإسرائيلى، هدف واحد تجمعوا وراءه منذ مساء هذا اليوم عندما احتشد الآلاف أعلى كوبرى الجامعة وبميدان نهضة مصر احتجاجاً على سقوط شهداء مصريين برصاص قوات إسرائيلية على الحدود مساء يوم الخميس الماضى.


عقارب الساعة كانت تقترب من الثانية عشرة والجميع يهتف: «نزل العلم نزل العلم»، الأعداد كانت لا تتوقف عن الزيادة والجميع بدأ فى البحث عن مكان قريب لشراء وجبة السحور عازماً على المبيت بالمكان لليلة الثانية حتى يتم تنفيذ المطالب، التى أهمها طرد السفير الإسرائيلى وإنزال العلم الإسرائيلى من فوق العمارة المتواجد بها مقر السفارة.


على الرغم من ارتفاع مبنى السفارة لنحو 22 طابقاً، حيث يقع مقر السفارة الإسرائيلية فى الطابق الأخير، إلا أن محاولات إحراق العلم الإسرائيلى باستخدام الألعاب النارية والشماريخ لم تتوقف، تتصاعد الآهات، وتعلوا أصوات الصفارات كلما اقترب صاروخ من العلم، ووسط الزحام جاء شاب يمسك بطائرة بلاستيكية بدأ فى إطلاقها فى الهواء بعد أن سكب عليها كميات من البنزين محاولاً إلصاقها بالعلم الإسرائيلى وإطلاق شمروخ يشعل النيران بهما سوياً لكنها لم تنجح. المحاولات الفاشلة لم تتوقف، حتى جاءت الساعة الواحدة والنصف ليبدأ شاب نحيف فى العقد الثانى من العمر فى تنفيذ خطته فى تسلق واجهة مبنى السفارة المكون من 22 طابقاً، يصعد منه دون تردد الطابقين الأول والثانى سريعاً، الجميع كان لا يصدق ويطالبه بالنزول بسبب صعوبة وصوله إلى الهدف، الهتاف بدأ يتوحد «انزل انزل».. لكنه دون تردد أيضاً بدأ يكمل مسيرته وهو يعلق على ظهره العلم المصرى حتى وصل إلى الطابق الخامس لتشتبك قدماه بإحدى البلكونات، يسود الصمت بين الجميع والهتاف يتوحد أيضاً «كل الناس بتقول يارب.. يارب»، «يلّا يا بطل نزل العلم.. يلّا يا بطل نزل العلم».


يعود الشاب لإكمال مسيرته دون خوف وتبدأ خطواته فى التسارع وسط هتافات بالتشجيع وأنفاس كتمها الخوف حتى وصل إلى الطابق العاشر وبدأ فى تغيير مساره والاتجاه إلى المبنى الملاصق لمبنى السفارة، ليظهر بوضوح كيف أعد الشاب خطته من قبل الصعود، وأنه يعرف طريق الوصول جيداً.


يكمل الشاب مسيرته حتى يصل إلى الطابق الأخير من المبنى الملاصق للسفارة، يعتقد البعض أنه سيكتفى بذلك وسيرفع العلم المصرى فوق المبنى الملاصق، ولكن مع بدء الهتافات المطالبة بإكمال مسيرته اختفى الشاب عن الأنظار لما يقرب من 4 دقائق ليعتقد الجميع أن القوات المكلفة بتأمين السفارة ألقت القبض عليه لتتصاعد الهتافات «سيبه.. سيبه».


عدد قليل فقط من المحتجين الذين كانوا يقفون أعلى كوبرى الجامعة ويشاهدون الجانب الأيمن للمبنى استطاعوا أن يشاهدوا الشاب الذى لم يكن يعلم أى من الحاضرين اسمه وهو يصعد إلى مبنى السفارة مستخدماً سلم الطوارئ ليصل إلى هدفه أخيراً وسط هتافات فرحة بالنصر، وفى انتظار مشهد كان يحضر فى خيالهم فقط، وهو اختفاء العلم الإسرائيلى وتنكيسه ليبدأ الشاب بفك العلم وربط العلم المصرى مكانه لترتفع الألعاب النارية فى الهواء وترفرف الأعلام المصرية. «ارفع راسك فوق انت مصرى».. «بص شوف المصرى بيعمل إيه»، كانا الهتافين الوحيدين اللذين يتم ترديدهما بين جموع المتظاهرين الذين لم يصدق أحدهم أن ما حدث حدث بالفعل، السجود كان إحدى علامات النصر بين الحاضرين، وتبادل الأحضان والقبلات كانت سمة أخرى للانتصار.


يبدأ الشاب فى النزول سريعاً من خلال سلم الطوارئ، حتى يصل إلى سطح المبنى الملاصق ويبدأ فى النزول فى خطوات سريعة ليطالبه الشباب بالتوقف حتى إعداد قطعة كبيرة من القماش خوفاً من سقوطه ليرفض التوقف ويبدأ النزول مجدداً حتى يصل إلى طابق كانت تظهر منه سيدة وابنتها وتطالبه بالدخول إلى شقتها والنزول، ووسط الهتافات التى تطالبه بالنزول سريعاً، ليوافق على عرض السيدة ويدخل إلى شقتها ليظهر بعد قليل وهو يخرج من مدخل المبنى، يحمله بعض الشباب فوق أعناقهم وهم يرددون «أهو أهو البطل المصرى أهو».


يقف الشاب لدقائق معدودة فوق مدرعة تابعة للقوات المسلحة كانت مخصصة لمنع أى هجوم على السفارة، يتبادل الأحضان مع الحاضرين ويلقى التحية بيده للمحتجين ليحمله البعض فوق أعناقهم ويسيروا به فوق كوبرى الجامعة فى طريقهم إلى سيارات الإسعاف التى تقف أمام حديقة الحيوان للاطمئنان على صحته. ووسط تجمع عدد كبير من الشباب الذين قرروا منع سيارة الإسعاف من التحرك به إلى أى مستشفى خوفاً من القبض عليه ظهر الدكتور صفوت حجازى ودخل إلى سيارة الإسعاف واصطحبه خلال سيارته الخاصة إلى مكان بعيد عن السفارة خوفاً من القبض عليه، يهرول البعض وراء السيارة أملاً فى اللحاق بهم لكن دون فائدة.


يعلم المحتجون باسمه من خلال سيارة الإسعاف لينتشر اسمه ويهتف الجميع «أحمد الشحات البطل.. أحمد الشحات البطل».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية