هى الموناليزا أو (الجيوكاندا) واللوحة المثيرة، سواء فيما يتعلق بالشخصية التى رسمها الإيطالى ليوناردو دافينشى أو حول تفسير ابتسامتها الغامضة أو حول حادث سرقتها، وهى موجودة بمتحف اللوفر بباريس، وهى بالألوان الزيتية ومقاسها 77 × 53 سنتيمترا بدأ دافينشى رسمها فى 1503 واستغرقت 4 أعوام، وقيل عن الشخصية الأصلية التى رسمها دافينشى إنها سيدة إيطالية تدعى ليزا، وكانت زوجة للتاجر الفلورنسى فرانسيسكو جيوكوندو صديق دافينشى، الذى طلب منه رسم اللوحة لزوجته ولكن ليزا لم تحبّ زوجها الذى كان متزوجاً من اثنتين قبلها، كما أن الرجل الذى أحبته تُوفى، وهذا ما يفسر نظرتها وابتسامتها الحزينة، وقد اختلفت الروايات حول شخصية الموناليزا ومن أحدثها بحث للإيطالى جوزيبى بالانتى الذى أمضى 25 عاماً فى البحث فى وثائق تسجيل العقارات والزواج التى تمت فى تسعينيات القرن الخامس عشر، وأثبت أن الموناليزا شخصية حقيقية، وأن عائلة دافينشى كانت على صلة بزوجها جيوكوندو الذى كان زبونا عند والد ليوناردو (كاتب العدل فى فلورنسا)، غير أن بعض المؤرخين شككوا فى أبحاث بالانتى. أما عن المسار التاريخى للعمل، فقد ذكرت المصادر أن دافينشى جلبها إلى فرنسا فى 1516 واشتراها ملك فرنسا فرنسيس الأول وتم وضعها أولاً فى قصر شاتو فونتابلو ثم نقلت إلى قصر فرساى، بعد الثورة الفرنسية وعلقها نابليون الأول بغرفة نومه إلى أن استقر بها المقام فى متحف اللوفر فى باريس، وفى مثل هذا اليوم 22 أغسطس 1911، تعرضت اللوحة للسرقة بواسطة شاب فرنسى هو بيروجى كان يقوم بترميم بعض إطارات الصور بالمتحف وأخفاها لديه لعامين وفى 1913 باعها لفنان إيطالى هو ألفريدو جيرى، الذى تأكد أنها الموناليزا الأصلية فأبلغ السلطات الإيطالية التى ألقت القبض على اللص وأودعت اللوحة فى متحف بوفير جاليرى، ولمّا علمت فرنسا بالأمر جرت مفاوضات دبلوماسية بين فرنساوإيطاليا، واستطاعت فرنسا أن تُرغم إيطاليا على إعادة اللوحة والسارق أيضاً، وكان يوم محاكمة بيروجى يوماً مشهوداً وتسابق كبار المحامين الفرنسيين للدفاع عنه، وفى معرض دفاعه عن نفسه قال بيروجى إن دافعه على السرقة أنه كان يحب فتاة تدعى ماتيلدا حباً شديداً، لكنها توفيت بعد علاقة قصيرة بينهما، فلما شاهد الموناليزا باللوفر وجد فيها ماتيلدا فسرقها، وقد صدر الحكم عليه بالسجن لمدة عام واحد فقط.