رسمت مجلة «إيكونوميست» البريطانية، صورة قاتمة للشباب العربي، بعد 6 سنوات من ثورات الربيع العربي، وقالت مجلة إن الحكومة المصرية، ناقشت في ديسمبر 2010، نتائج استطلاع رأي استهدف الشباب، أشار إلى أن 16% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 سنة شاركوا في الانتخابات، وأن 2% يعملون بالأنشطة التطوعية.
وأضافت أن الاجتماع الحكومي خلص إلى أن الشباب جيل «لامبالي»، الأمر الذي تغير بعد أسابيع، حيث تدفق الشباب للشوارع مطالبين بخلع الرئيس الأسبق، حسني مبارك.
وأشارت المجلة إلى تقرير الأمم المتحدة للتنمية العربية، الصادر أمس، إلى أنه بعد 5 سنوات من الربيع العربي التي أطاح بأربع زعماء في المنطقة، لازالت الأنظمة العربية تصد المعارضة، غير مبالية بها، وقالت إن احتمالات المشاركة السياسية للشباب العربي أقل من المتوسط العالمي، لكن احتمالات ميل الشباب العربي للاحتجاج أكثر بكثير، إذ يفضل الشباب العرب «المزيد من الوسائل الأكثر عنفا، خصوصا إذا كان على قناعة بأن الآليات القائمة على المشاركة والمساءلة عديمة الفائدة»
ونقلت المجلة عن تقرير الأمم المتحدة أن حركات الاحتجاج العربية تأتي في دورات مدتها 5 سنوات، نظرا لصعود الاضطرابات في شمال أفريقيا، أعوام 2001 و2006 و2011، في كل مرة تكون أكثر حدة من سابقتها، وقالت المجلة إنه يبدو اقتراب موعد نوبة جديدة من الاحتجاجات.
وقال التقرير إن الجيل الجديد، هو «الأكبر عددا، والأحسن تعليما وتحضرا، والأكثر تطورا في تاريخ المنطقة العربية»، وأنه بفضل وسائل الإعلام الاجتماعية، أكثر انسجاما مع العالم من أي وقت مضى، إذا عرف فقط حكامهم ما يجب القيام به معهم.
وأوضحت «إيكونوميست» أنه مع انهيار الدول يلجأ الشباب إلى الدين، أوالجماعة، أوالقبيلة مبتعدين عن الدولة، بالأخذ في الاعتبار أنه في عام 2002، كانت هناك 5 دول عربية تعاني من أزمات وحروب، أما الآن، تستعر الأزمات في11 دولة، وتوقع تقرير الأمم المتحدة، أنه بحلول عام 2020، سيعيش حوالي 3 من كل 4 مواطنين عرب «في دول عرضة للنزاعات».
ورأت المجلة أن توقعات التقرير «مرعبة»، لأنه على الرغم من أن نسبة عدد سكان العالم العربي، 5% فقط من سكان العالم، لكن في عام 2014، شكل مواطنو العالم العربي 45% من الإرهاب العالمي، ويمثلون 68% من الوفيات الناجمة عن المواجهات الإرهابية، بالإضافة إلى أن الإرهاب كان سببا مباشرا في 47% من المهجرين، 58% من اللاجئين من المنطقة، موضحة أن الحرب ليست فقط قتل وتشويه، ولكنها تدمر البنية التحتية الحيوية بسرعة.
وقالت المجلة إن معدل البطالة بين الشباب العربي يبلغ 30٪، أي أكثر من ضعف المعدل العالمي، وأن ما يقرب من نصف الشابات عاطلات عن العمل مقابل 16٪ عالميا، ومع ذلك لا يزال الحكم مترسخا في أيدي نخبة وراثية في كثير من الأحيان.
ويقول التقرير «يجتاح الشباب إحساس متأصل من التمييز ضدهم والإقصاء، بما يضعف التزامهم بالحفاظ على المؤسسات الحكومية»، وأوضحت أن العديد من المسؤولين يحاولون فعل أكثر من الكلام، بالدفع بالشباب في وزارات الرياضة الضعيفة.
وقال أحمد هنداوي، مبعوث الأمم المتحدة للشباب: «نحن في وضع أسوأ بكثير مما كان عليه قبل الربيع العربي»، وقالت المجلة إن الأنظمة العربية تميل للرد على التهديدات الأمنية بتشديد القبضة الأمنية، وتحويل المسار من تنمية رأس المال لشراء الأسلحة. وأضافت أن انعدام فرص الترقي الاجتماعي والسفر داخل أوطانهم، دفع الشباب العربي للسفر، لكن فرص الهروب مغلقة.
وقال جاد شعبان، المؤلف الرئيسي للتقرير، للمجلة أنه «في اللحظة التي أحظر خلالها السفر على المشردين والمهشمين للعمل، فأنا اتركهم ضحية للأفكار المتطرفة»، موضحا أن كثير من المتعلمين يلجأون إلى القوارب لمغادرة المنطقة.
وتسألت المجلة: هل فات الاوان للتغيير؟ مؤكدة أن بداية حل الأزمة، هو تسهيل السفر بين الدول العربية، وأنه من الأسهل الحصول على تأضيرة أو فرصة عمل في أوروبا، وإن أقامت المنطقة العربية اتحادا جمركيا، يمكن أن يزيد الناتج المحلي الإجمالي لها إلى 760 مليار دولار خلال 7 سنوات.