ذكرت صحف أجنبية، الأحد، أن سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، أطلق العنان للشعب المصري للتعبير عن «غضبه الجامح» ضد كيان إسرائيل، مشيرةً إلى محاولات عدد من الدبلوماسيين الغربيين نزع فتيل التوتر بين البلدين، واصفين تلك الأحداث بأنها أول أزمة دبلوماسية منذ وقت طويل.
وأكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن المجلس العسكري يواجه «ورطة»، موضحةً أنه لو قام برد فعل ضعيف فسينقلب عليه الرأي العام، ولو أجاب برد فعل قوي فمن الممكن أن تتعرض علاقات مصر مع إسرائيل للخطر.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن دول العالم تتسابق من أجل نزع فتيل حدوث أزمة بين مصر وإسرائيل، مشيرةً إلى محاولات دبلوماسيين غربيين تفادي حدوث أزمة في العلاقات بين مصر وإسرائيل في ظل تواصل التوترات بين البلدين، واصفة إعلان مصر بسحب سفيرها في تل أبيب بأنها «أسوأ مرحلة وصلت إليها البلدان منذ عقد معاهدة كامب ديفيد للسلام منذ ثلاثة عقود».
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي، رفض الكشف عن هويته نظراً لحساسية المحادثات، قوله إن عدد من الدبلوماسيين من دول أخرى سارعوا إلى التوسط لإنهاء الطريق المسدود بين المصريين والإسرائيليين.
واعتبرت الصحيفة أن إزالة حكومة الرئيس السابق حسني مبارك أدت إلى إطلاق العنان للشعب المصري المكبوت ليعبر عن غضبه تجاه إسرائيل بسبب سوء معاملتها للفلسطينيين.
وأشارت الصحيفة إلى وجود «قلق متزايد» في إسرائيل حول مستقبل عملية السلام التي استمرت لمدة ثلاثينعاماً، مؤكدةً أن ذلك السلام أنقذ إسرائيل من الحروب في لبنان وقطاع غزة فضلاً عن اثنين من الانتفاضات الفلسطينية.
وفي السياق نفسه، اعتبرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أن اعتذار إسرائيل عن سقوط جنود مصريين على الحدود المشتركة بين البلدين، يكشف أن تل أبيب «حريصة على تجنب أزمة دبلوماسية مع أهم شريك في السلام»، مشيرةً إلى ارتفاع حدة الانتقادات تجاه إسرائيل في القاهرة منذ قيام الثورة لإجبارها على إعادة تقويم سياستها.
وأضافت الصحيفة أنمبارك احتفظ بـ«سلام بارد» مع إسرائيل وكتم المشاعر المعادية لها من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي تشمل مكافحة التطرف الإسلامي والحفاظ على علاقات وثيقة مع واشنطن، مؤكدةً أن المجلس العسكري الحاكم «حساس» تجاه الرأي العام وعادة ما يعبر عن استيائه من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
من جهتها، قالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إن أحداث العنف الأخيرة بين البلدين تعتبر «اختباراً» لمعاهدة السلام عام 1979 بين مصر وإسرائيل، مضيفةً أن الكمين الذي دشنه البعض على الحدود بين البلدين يكشف عن «إذكاء العنف الانتقامي» ضد إسرائيل.
وأضافت الوكالة أن إسرائيل كانت تعتبر مبارك «مصدراً للاستقرار» لتحقيق المصالح المشتركة بشأن احتواء إيران ووكلائها الإسلاميين الراديكاليين في المنطقة، بما في ذلك نشطاء حماس الذين يديرون قطاع غزة.
وأوضحت إذاعة «صوت أمريكا» أن الاحتجاجات العارمة تنتشر في الشوارع المصرية للتعبير عن الغضب خارج السفارة الإسرائيلية، مشيرةً إلى «الحرب الكلامية» التي تشنها وسائل الإعلام المصرية ضد كيان الدولة اليهودية.
وفي فرنسا، قالت صحيفة «لوفيجارو» إنه رغم أسف إسرائيل؛ إلا أن هذا لم يرضي السلطات المصرية التي طالبت باعتذار رسمي، مضيفةً أن إعلان سحب السفير المصري من تل أبيب لم يهدأ من غضب الشعب المصري.
وأضافت الصحيفة أن هذه «أول أزمة دبلوماسية» بين البلدين منذ سقوط نظام حسني مبارك حليف إسرائيل.
وفي سياق مواز، قالت صحيفة «لوموند» الفرنسية إن الاعتداءات الإسرائيلية تعد خرقا لمعاهدة سلام 1979، وإن توالي الأحداث يهدد بتدخلات جديدة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وتابعت الصحيفة أنه وفقا للقوات الدولية والمراقبين (FMO) فإن إسرائيل وقعت في خطأين، أولهما الدخول في الأراضي المصرية وثانيهما إطلاق النار على الجانب المصري.
وفي نفس السياق، قالت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية إن الضباط المصريين قتلوا في «ظروف غير واضحة» في سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية على مجموعة فلسطينية، تسللت إلى شبه جزيرة سيناء، وفقا للجانب الإسرائيلي، مما يتناقض مع تقرير الـ(FMO).
وذكرت الصحيفة أن مصر هي أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل في 1979، وهذه تعد المرة الثانية التي تسحب مصر سفيرها فيها حيث كانت المرة الأولى سنة 2000 احتجاجاً على استخدام العنف المفرط ضد الفلسطينيين بعد اندلاع الانتفاضة الثانية.