استعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ذكريات طفولته إبّان مشاركة تل أبيب في العدوان الثلاثي على مصر، عام 1956.
وألقى نتنياهو كلمة خلال مراسم إحياء الذكرى الـ60 لما يُعرف بـ«حملة كاديش» أو «حملة سيناء»، حسبما نشر في صفحته على موقع «فيس بوك»، صباح الثلاثاء.
وقال نتنياهو في حديثه عن «حملة سيناء» للحاضرين من «عائلات الثكلى»: «دَعوني أذكرّكم بأنها وقعت بعد مضي 8 سنوات ليس إلا على حرب الاستقلال 1948، حيث كان أعداؤنا يتوعّدون بشن جولة ثانية من القتال فيما كانت العمليات الإرهابية للمتسللين والفدائيين تُسقط الضحايا، وكان الطوق حولنا يشتدّ باستمرار، لكننا كنا ندرك، كوننا شعباً يناشد الحياة، أنه يتحتم علينا اختراق هذا الطوق»، حسب تعبيره.
وتابع: «عندما حانت ساعة الصفر وتدفقت القوات العسكرية على عمق سيناء، كانت الجبهة الداخلية تشارك أيضاً في هذا المجهود العام، ولا أزال أذكر ذلك حيث كنت حينها طفلاً يبلغ 7 أعوام من العمر وكنتُ أساعد- مثل جميع أصدقائي- في إحكام إغلاق المصاريع في منزلي بأورشليم القدس، ولم نكن حينها على معرفة بما إذا كانت القوات الجوية المصرية ستقوم بعمليات قصف، ما جعلنا نلصق الأوراق على الشبابيك ونعتّم الأضواء تحسباً من هذا القصف المحتمل».
ويضيف: «كنت آنذاك تلميذاً في مدرسة (هداروم)، حيث تم نقلنا إلى غرفة صف كانت تقع تحت الدرج كإجراء احترازي، وكنا نتحلق حول المذياع عند حلول ساعات المساء ونحن متعطشون لأي فتات من المعلومات، حيث كنا نستمع إلى تقارير (صوت إسرائيل) من أورشليم القدس، ولا أزال أذكر المذيعين والمذيعات وكأنهم لم يتحدثوا إلا قبل لحظة، حيث كانوا يقدمون الأخبار حول سير المعارك، وقد انتهت الحملة بعد عدة أيام».
وواصل نتنياهو سرد ذكريات طفولته، بقوله: «لا أزال أذكر رب إحدى عائلات حيّنا، عائلة رفائيلي، حيث عاد والد الصبي يغآل وشقيقته إيلانا من خدمة الاحتياط التي أدَّاها في أقاصي المنطقة الجنوبية راكباً سيارة جيب وهو يرتدي الملابس المغبرَّة، علماً بأنه أحضر لنا الشوكولاتة قائلاً: (يا أولاد، كُلوا الشوكولاته، لقد اشتريتها في العريش)، حيث أذكر كيف كان يشدّد على مفردة (اشتريتها)، وكان يسود الشعور بتحقيق النصر العظيم حيث كان الجميع يتشاركون فيه ابتداءً بأصغر الأطفال وانتهاء بأعلى القادة».
واعتبر أن «حملة كاديش (حملة سيناء) قد ساهمت في حصولنا على فترة امتدّت لـ11 عاماً من الهدوء النسبي، على اعتبار أن ظاهرة التسلل إلى البلاد قد انحسرت بعد الحملة فيما تم تأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر».
وأضاف: «لقد تم حينها تحقيق الكثير من الأمور، لكن كان هناك عنصر واحد غائب، ألا وهو دعم الولايات المتحدة. ونظراً لغياب هذا الدعم فقد اضطُرّ رئيس الوزراء دافيد بن جوريون، رضوخاً للإملاء الأمريكي- الروسي، للانسحاب من شبه جزيرة سيناء بسرعة. أما ما تغير منذ ذلك الحين، فقد تغيرت العديد من الأمور متمثلة باستيعاب الملايين من المهاجرين اليهود وبناء اقتصادنا وتكريس التكنولوجيا لدينا والتعاظم الهائل لجيش الدفاع وجهاز الموساد وجهاز الأمن العام (الشاباك)».
وواصل: «أؤكد لكم أننا نخوض حالياً فترة من ازدهار علاقاتنا الدولية بشكل هائل يشمل أعظم الدول الكبرى في العالم والدول الأسيوية والإفريقية والأميركية اللاتينية، لكن حجر الأساس لكل علاقاتنا ما زال يتمثل بالتحالف الراسخ مع الولايات المتحدة، حيث يعتمد هذا التحالف أولاً على الدعم المتزايد الذي يقدمه الشعب الأمريكي لدولة إسرائيل، حيث نقدّر هذا الدعم تقديراً جماً وندين لهم بالامتنان الكبير».
ووتابع: «لا أنسى هذه الحقيقة أبداً، ما يجعلني أكنّ التقدير والاحترام أيضاً للاتفاق الذي أنجزناه مؤخراً مع الرئيس الأمريكي، وقد وقعنا، باراك أوباما وأنا، على مذكرة الاتفاق الخاص بالمساعدات الأمنية لدولة إسرائيل، كما أنني أتوقع من الرئيس أوباما أن يلتزم في الفترة المتبقية من ولايته بما كان قد صرَّح به عام 2010 في الأمم المتحدة، من أن طريق تحقيق السلام لا يمرّ عبر قرارات مجلس الأمن الدولي، بل عبر المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، استمراراً للموقف الأمريكي التقليدي بهذا الخصوص على مر السنوات».
وكشف عن اتصاله قبل أيام بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أبومازن، موضحًا: «قلت له: هذه هي الخطوة الصحيحة حيث أقدّر قيامك بها (قاصداً قرار السلطة الفلسطينية معاونة إسرائيل في إخماد موجة الحرائق في أنحاء البلاد)، دَعْنا نتفادى إضرام الحرائق بل نُخمدها، ودعْنا نسير معاً نحو السلام، غير أنني أعلم، مثلما تعلمون، بأن السلام يتحقق أولاً بفضل القوة التي تملكها دولة إسرائيل. ولن يُصنع السلام إلا مع القوي بينما لن يستطيع الضعيف البقاء في منطقتنا».