استندت موسوعة «جينيس» عام 2011، إلى وثائق وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي.آي.إيه»، في منح الزعيم الكوبى الراحل، فيدل كاسترو، لقب «الشخص الذي تعرض لأكبر عدد من محاولات الاغتيال في العالم»، حيث تعرض كاسترو لـ638 محاولة اغتيال خلال حكمه، قبل أن ينقل صلاحياته الرئاسية لأخيه راؤول كاسترو.
وذكرت قناة «بى.بى.سى» البريطانية، أن «سى.آي.أيه» قضت ما يقرب من نصف قرن في التآمر للتخلص من الزعيم الذي كان له تأثير سلبى كبير على الولايات المتحدة، فيما قال الزعيم الكوبي نفسه ذات مرة: «إذا كانت النجاة من محاولات الاغتيال حدثا أوليمبيا، لكنت الفائز بالميدالية الذهبية».
وتعد مؤامرة «السيجار المسمم» هي الأكثر شهرة في حياته، لكن حسب «بى.بى.سى»، فإن الوثائق التي نشرت خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، أظهرت أن «سى.آي.ايه» وصلت لمرحلة تفخيخ صدف بحرى، لأن الزعيم الكوبى الراحل كان يهوى الغوص في مياه البحر، وأفاد تقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي، في عام 1975، بأن بعض الخطط شملت الاستعانة بعناصر إجرامية، وتطورت محاولتان على الأقل لتصلا إلى إرسال أقراص من السم إلى كوبا وفرقا للاغتيالات.
فيما يلى أبرز محاولات الاغتيال:
السيجار المسمم:
مخطط اعتمد على استخدام علبة من السيجار الذي مُزج بمادة كيميائية تؤدي إلى ارتباك مؤقت، أو ربما يؤدي لسقوط اللحية، ولم تكن المادة فتاكة.
السيجار المفخخ:
أرسل قسم «الخدمات الطبية» في «سى.آي.إيه» عميلاً تسلل عام 1960، إلى جناح كاسترو في فندق بنيويورك، وقام بتفخيخ لفائف سيجار حملها معه الزعيم الكوبي، ثم راح ينتظر في ردهة الفندق، حالماً بسماع صوت الانفجار الموعود، لكن العميل انتظر أكثر من ساعتين، ولم يحدث شيء، إلى أن اكتشف أن المحاولة باءت بالفشل، لأن كاسترو قدم العلبة هدية لأحد زواره، فيما راح يدخن مع ضيفه لفائف من علبة ثانية.
وعند خروج الضيف وبيده الهدية، تصرف العميل الأمريكي بسرعة، كي لا يموت الرجل ضحية السيجار الملغوم.
كريم مزيل شعر سام:
كانت خطة العملاء الأمريكيين تنطوي على استخدام ملح «الثاليوم»، وهي مادة كيميائية تستخدم في كريمات إزالة الشعر النسائية، وكانت الفكرة أن يتسبب ذلك في سقوط لحية كاسترو، وبالتالي إلحاق الضرر بصورته.
صدف البحر المفخخ:
وضعت صدفة بحر لافتة بها عبوة ناسفة، في منطقةٍ كان يُعرف كاسترو بالتردد عليها لممارسة الغوص، حيث كان يهوي تلك الرياضة.
إسقاط الشعر من الحذاء:
حاولت المخابرات الأمريكية مرة حشو حذاء كاسترو بالمادة الكيميائية «تيتانيوم» المسببة لتساقط الشعر بسرعة عند انتشارها من القدمين إلى بقية الأعضاء، لتشويه صورته أمام المسؤولين الكوبيين، بعد أن يسقط شعر جفنيه وحاجبيه ولحيته ورأسه بشكل سريع.
بدلة الغطس المسممة:
بسبب هواية الغطس، أعد خبراء «سى.آي.إيه» سترة تنفجر فيها عبوة عند الغطس إلى عمق مترين، إلا أن قدم كاسترو انزلقت قبل ساعة من لقائه مع القنصل الأجنبى الذي كان سيهديه البدلة، فألغى المعياد مع الدبلوماسي الذي عاد بورقة نعي بيضاء، كرسالة رمزية على فشل محاولة الاغتيال.
عشيقات سابقات:
نجحت «سى.آي.أيه» في تجنيد واحدة من عشيقات كاسترو السابقات، وهي ماريتا لورينز، وقد أعطيت حبوب السم لوضعها في شراب كاسترو، وبحسب ما نقلت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز»، عن لورينز قال لي «لا تستطيعين قتلي، لا أحد يمكنه ذلك»، ثم ابتسم ونفث سيجاره.
وكانت آخر محاولات الاغتيال المعروفة في عام 2000 خطة لوضع كمية كبيرة من المتفجرات تحت منصة كان من المقرر أن يتكلم من فوقها كاسترو في بنما، لكن تم إحباط المؤامرة من قبل فريقه الأمني.