مازال التوتر في العلاقات «المصرية- الإسرائيلية» بسبب مقتل 5 جنود مصريين على الحدود في سيناء يخيم على أجواء الصحف العربية، الصادرة الأحد، إذ تناولت غضب المصريين، وتضارب بيانات الحكومة في مصر وتداعيات الموقف على الشرق الأوسط.
صمت المجلس العسكري
رأت «الجريدة» الكويتية أن الاعتداءات الإسرائيلية على سيناء «تضع المجلس العسكري في أصعب اختبار أمام الرأي العام المصري»، على خلفية اختراق إسرائيل لحدود سيناء وقتلها جنودًا وضباطًا مصريين، لافتة إلى أن الحكومة تراجعت عن سحب السفير المصري في إسرائيل رغم التظاهرات التي طالبت بالثأر للجنود الشهداء.
وأشارت إلى نفي مجلس الوزراء سحب السفير، وتوضيحه أنه كان يقصد استدعاء السفير الإسرائيلي لإبلاغه الاحتجاج الرسمي، كما أشارت إلى أن صمت المجلس العسكري حتى الآن مازال مستمرًا ليثير تساؤلات كثيرة عما يمكن أن يفعله لتهدئة الشارع المصري والرد على الاعتداءات الإسرائيلية.
من جانبها، قالت «الوطن» السعودية إن هناك تضاربًا في الأنباء حول سحب السفير المصري من إسرائيل، وأضافت أن «القاهرة تعتبر أن اعتذار تل أبيب عن مقتل الجنود المصريين غير كاف».
وأوضحت أن الأوساط السياسية المصرية اعتبرت أن الموقف الحكومي «تراجع وخذلان واضح ومرفوض، وتخبط لا يليق بأجواء ثورة 25 يناير»، فيما كشف عصام سلطان، نائب رئيس حزب «الوسط»، أن قرار سحب السفير جاء بعد مشاورات بين الحكومة ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير طنطاوي، مضيفا أن قرار التراجع عن سحب السفير «جاء نزولًا على رغبة أحد قيادات المجلس العسكري».
الجامعة العربية وغارات إسرائيل
أما بالنسبة لصحيفة «عكاظ» السعودية فلم تشر إلى قرار التراجع عن سحب السفير، وإنما اكتفت فقط بالإشارة إلى ما قاله التليفزيون المصري قبل التراجع عنه، لافتة إلى أن الجامعة العربية ستناقش وضع الغارات الجوية على فلسطين، الأحد.
وأكدت صحيفة «الرياض» السعودية ما قالته الجامعة العربية التي اتهمت إسرائيل بمحاولة تصعيد التوتر في المنطقة ودق طبول الحرب من أجل لفت الأنظار بعيدًا عن استحقاق سبتمبر، حيث يتوجه العرب والفلسطينيون للأمم المتحدة من أجل نيل العضوية الكاملة للأمم المتحدة لفلسطين.
صحيفة «العرب» القطرية نقلت عن التليفزيون الإسرائيلي قوله إن عملية «إيلات» ترسم مبادئ الشرق الأوسط الجديد، مضيفا أن العلاقات «المصرية- الإسرائيلية» تمر بمرحلة صعبة ومفترق طرق، وبالتالي ستحدد هذه المرحلة ما سيحدث فيما بعد، على خلفية الثورات العربية المتتالية.
سيناء عنوان المرحلة
وفي صدر صفحة الشؤون العربية، قالت «القبس» الكويتية إن «مصر تنتفض لشهدائها رسميًا وشعبيًا»، مشيرة إلى حالة الغليان الموجودة في شوارع مصر نتيجة «الانتفاضة الشعبية والرسمية لأرواح شهدائها الذين راحوا ضحية الغدر الإسرائيلي»، غير أنها لم تشر إلى التراجع عن قرار سحب السفير المصري في إسرائيل، وإنما أشارت إلى «مسودة» البيان الذي تم سحب السفير فيها.
وأوضحت صحيفة «الإمارات اليوم» على صفحتها الرئيسية أن التظاهرات الغاضبة عمت القاهرة، خاصة أمام السفارة الإسرائيلية، وطالبت بطرد السفير الإسرائيلي من مصر ونددت بإسرائيل، وطالبت بإنزال علم السفارة الإسرائيلية من على المبنى المصري.
من ناحية أخرى، اعتبرت «الحياة» اللندنية أن إسرائيل «أسفت» لكنها «لم تعتذر» لمصر، في حين تتواصل المساعي لتثبيت التهدئة في قطاع غزة الذي شهد أكثر من 15 شهيدًا و50 جريحًا منذ الخميس الماضي على يد نيران القوات الإسرائيلية.
وكشفت عن بيان أصدرته جماعة سلفية متشددة يعتقد بأنها مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وتدعى جماعة «التوحيد والجهاد»، رحبت فيه بهجمات «إيلات»، معلنة أن مصر وصحراء سيناء «ستكونان عنوان المرحلة المقبلة» من الصراع مع إسرائيل.
وجاء في البيان أن: «الهجوم يبعث لإسرائيل وحرس حدودها رسالة واضحة مفادها أن أرض الكنانة وجبال الطور دخلت مرحلة جديدة ستكون من خلالها عنوانا في المرحلة القادمة من الصراع مع أعداء الله اليهود وذيولهم».
أيقونة كرامة
وعن التظاهرات التي احتجت على أفعال إسرائيل في مصر، قالت «الشرق الأوسط» إنها «أيقونة كرامة» عادت للتوهج من جديد أمام السفارة الإسرائيلية، بعد أن توهجت في ثورة 25 يناير وأطاحت بالرئيس السابق، مبارك.
وأضافت أن ميدان «نهضة مصر» المواجه للسفارة الإسرائيلية أعاد للمصريين روح الثورة التي تجلت في ميدان التحرير من قبل.
وأكدت أنه رغم تكرار حوادث قتل الجنود المصريين على الحدود مع إسرائيل، فإنها المرة الأولى التي يظهر فيها المصريون هذا الغضب، معتبرة أن موقف حكومة شرف لم يلبّ تطلعات المصريين، كما أن تضارب الأنباء حول قرار سحب السفير المصري من إسرائيل زاد الأمر سوءا، «لكن الاعتذار الإسرائيلي قبل مرور 24 ساعة قلل من حدة احتقان الشارع المصري».