ليس غريبا أن يتصاعد القلق من إنفلونزاH1N1 والمعروفة بإنفلونزا الخنازير حتى نهايات شتاء العام الجديد، إلا أن التصاعد هذه المرة مصحوب بنبرة من الهدوء والثقة، بخلاف العام الماضي.
يقول د. علي المضواحي، المتحدث الرسمي بمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، في حواره «للمصري اليوم»: «هذا (قلق محمود)، لابد أن يولد الحذر وأخذ التدابير الوقائية اللازمة، ويتحول إلى إجراءات تنفيذية باتباع التدابير الوقائية».
ويؤكد المضواحي على أهمية أسلحة التصدي للإنفلونزا، والتي يجب أن يلتزم بها الأفراد والأسر، وهي الوعي، والحافز، والمهارة، ويضيف: «إنفلونزاH1N1 تحت المجهر، بالمتابعة الإعلامية الحثيثة، وترصد حالات الإصابة والوفيات، وهذا ما يزيد من حالات القلق والخوف».
إلا أنه يؤكد أن «معدل الوفيات من إنفلونزاH1N1، لم يتجاوز المعدلات التي تحصدها الإنفلونزا العادية والتي تبلغ 600 ألف شخص سنوياً على مستوى العالم». وهذا ما جعل وزارة الصحة تعلن تحول إنفلونزاH1N1من الوبائية إلى الموسمية، وتضيف لقاحها إلى لقاح الإنفلونزا الموسمية، الذي كان يخشى بعض الناس من أخذه في شتاء العام الماضي.
وحول هذا القلق الذي تلاشى من لقاح إنفلونزا 1H1N، يقول المضواحي: «الخوف من اللقاح في بداية الإعلان عنه كان راجعاً إلى أنه جديد ودون اختبارات كافية، واللقاحات الجديدة تحتاج إلى 6 أشهر تجريب، حتى تأخذ (شهادة الأهلية)، التي تجيز تداوله، وقد حدث هذا بالفعل».
أما عن حالات الذعر التي أصابت أولياء الأمور وخوفهم على أطفالهم، شتاء العام الماضي، فقد تراجعت بشكل ملحوظ، والمضواحي لا يوصي بغلق المدارس، فالوضع الحالي لا يتطلب ذلك، ولكن «التشديد على التخفيف من الزحام أمر مطلوب، وعدم حضور الطلاب الذين تبدو عليهم أعراض الإنفلونزا، وكذلك مراقبة الطلاب المخالطين لهم أمر في غاية الأهمية، أما الأصل فهو تعليم الأطفال وتدريبهم المستمر على الإجراءات الوقائية، التي تشمل النظافة الشخصية والغذاء الصحي المتوازن». مؤكدا أن «حالات الانتشار العنقودي اختفت، وهي التي يظهر فيها عدد كبير من الإصابات في مكان واحد».