x

«السيولة» كلمة السر في أداء مؤشر البورصة المصرية الرئيسي

الأحد 02-01-2011 11:44 | كتب: محمد سلطان |
تصوير : اخبار

 

أغلق مؤشر البورصة المصرية الرئيسي  egx30هذا الأسبوع عند مستوى 7142 نقطة، لتكون حصيلة حركته الأسبوعية الارتفاع بنسبة  2.74% لينهي  egx30بهذا الأداء القوي أسبوعه الأخير في 2010.

إن هذا الأداء القوي لـegx30 بقدر ما يخلق من تفاؤل بقدر ما يثير من أسئلة حول إمكانية بقاء المؤشر فوق مستوى 7000 نقطة، وبالتالي إمكانية الإفلات من الاتجاه العرضي الذي ظل حبيسه طول 2010.

يربط كثير من المتعاملين بالبورصة المصرية بين تحسن أداء المؤشر وتدفق كميات جديدة من السيولة إليه، فالأداء الضعيف لــegx30خلال 2010 إنما هو بسبب نقص السيولة، وبالتالي فإن تدفق كميات جديدة من السيولة يضمن أداء جيدا للمؤشر في الفترة القادمة.

ورغم الربط السابق بين كمية السيولة المتدفقة إلى السوق وأداء السوق، فإنه قبل البدء في رصد احتمالات زيادة تدفق السيولة إلى السوق المصرية في الفترة القادمة يجب أولا معرفة ودراسة سلوك السيولة القديمة والموجودة حاليا في السوق، ومعرفة اتجاهات فئات المستثمرين القديمة واتجاهاتهم الحالية كخطوة أولى لمعرفة احتمالات زيادة أو نقص كمية السيولة التي ستتدفق إلى البورصة المصرية مستقبلا.

كان العرب قبل الأزمة المالية العالمية أكثر فئات المستثمرين شراء في السوق المصرية ثم تحولوا للبيع أثناء الهبوط المصاحب للأزمة العالمية، وسبقهم في ذلك الأجانب ليبقى المصريون هم الفئة الوحيدة التي تشتري. واستمر هذا التوجه للشراء من قبل المصريين الذي بدأ من سبتمبر 2008 إلى سبتمبر 2009 كما هو واضح بالرسم البياني بأعلى.

والمصريون فقط هم من كانوا يشترون عند مستوى 3500 نقطة؛ القاع التاريخي  لــegx30 وظلوا المشترين الوحيدين حتي وصلegx30 إلى 5800.

وعند مستوى 5800 نقطة وفي آخر مايو 2009 تحول الأجانب إلى الشراء، وأصبح المصريون والأجانب يشترون ولكن المصريين توقفوا عن الشراء وتحولوا للبيع في سبتمبر 2009 عند مستوى الــ7000 ليبقى الأجانب هم المشترين الوحيدين.

ولم يغير العرب توجههم القديم للبيع ليكملوا مسلسل انسحابهم الواضح من السوق المصرية.

 ومنذ هذا التاريخ إلى الآن ظلت توجهات فئات المستثمرين واحدة لا تتغير؛ المصريون تقل سيولتهم في السوق إما بالبيع أو بالخسارة، والأجانب تزيد سيولتهم في السوق إما بالشراء أو بالربح، وظل العرب في حيادهم.

والمدقق في تفاصيل القصة السابقة يلاحظ أنه في التاريخ الذي انفرد فيه المصريون بالشراء منتصف سبتمبر 2008 كانegx30 عند مستوى الـ7000 نقطة، وهي عتبة المقاومة التي يحاول تجاوزها الآن. كما يلاحظ أنه عند تحول الأجانب إلى مشترين في مايو 2009 كانegx30 عند مستوى 5800 وهو الدعم الذي لم يكسر طوال ما يزيد على فترة السنة الماضية التي هي عمر الاتجاه العرضي الحالي لـegx30..

إن رسم سياق لحركة السيولة بين فئات المستثمرين عن طريق النظر إلى هذه الحركة خلال فترات زمنية طويلة يسقط  الاعتقاد السائد بين كثير من المتعاملين بالبورصة المصرية، وهو ربطهم صعودegx30 بمشتريات الأجانب والتعامل مع سيولة الأجانب باعتبارها السيولة القائدة للمؤشر؛ إذا اشتروا ارتفع المؤشر وإذا باعوا انخفض.

وتحول هذا الاعتقاد بالقدرات الخاصة لمشتريات وبيع الأجانب في الفترة الأخيرة إلى سؤال دائما ما يتكرر على لسان صغار المستثمرين.

والسؤال: لماذا لا يصعد المؤشر رغم الشراء المتواصل للأجانب؟

يجيب وليد خليل، رئيس قسم التحليل الفني بإحدى الشركات: إن تحول الأجانب والمؤسسات إلى المضاربة هو سبب عدم ظهور السيولة الداخله إلى السوق. وأضاف أن عدم احتفاظ الأجانب بما اشتروه خلال فترة شرائهم الطويلة هو المبرر الوحيد وراء عدم تحرك السوق رغم إصرارهم على الشراء، فإذا اشترى الأجانب واحتفظوا فهذا يعني أن تقل كمية الأسهم في السوق وبالتالي يقل العرض، وإذا استمروا في الشراء معناه أن الطلب سيزداد في ظل نقص العرض السابق، وبالتالي لابد للأسعار أن ترتفع. وهذا ما كان يفعله الأجانب في الماضي ولكن الذي يحدث الآن أن الأجانب والمؤسسات انضموا إلى معسكر الأفراد المضاربين وأصبحت معظم سيولة فئات المستثمرين في السوق مضاربة واختفى مفهوم الاحتفاظ.

وأضاف أن: الزيادة في سيولة الأجانب التي يوجهونها إلى الشراء التي تظهر علي الرسم  البياني في شكل صعود حاد لمؤشر سيولتهم لا تعني بالضرورة أنها سيولة جديده يضخونها إلى السوق بل يمكن أن تكون هذه الزيادة هي ربح سيولتهم القديمة التي حققوها عن طريق المضاربةًَ.

وتابع: وكذلك بالنسبة للأفراد المصريين فالهبوط الحاد لمؤشر سيولتهم لا يعني أنهم يبيعون بهذا الشكل الحاد ولكن يمكن أن يكون النقص في نسبة سيولتهم نتيجة الخسائر التي يمنون بها من المضاربة  إلى جانب توجههم إلى البيع.

واستكمالا لكلام وليد خليل عن سلوك السيولة والمضاربة باعتبارها سببا رئيسيا لتحرك السوق في اتجاه عرضي، خلال الفترة الماضية، فإن تدفق كميات جديدة من السيولة إلى السوق المصرية مرهون بتغير سلوك السيولة الموجودة حاليا، فلو نظرنا إلى العرب الذين استمروا في البيع والخروج من السوق المصرية نتيجة تفضيلهم للاستثمار في أسواق مثل دبي وأبوظبي التي يعتبر أداؤها أقوى من أداء المؤشر المصري في الفترة الأخيرة، لوجدنا أن نسب بيع العرب بدأت تقل في الفترة الأخيرة داخل السوق المصرية وأن منحنى سيولتهم الهابط بدأ يأخذ شكل تحرك عرضي مما ينبئ بزيادة احتمالات تحولهم إلى مشترين في الفترة القادمة.

إن انخفاض نسب بيع العرب المتزامن مع تحسن أداء egx30نسبيا وكذلك احتمالات اتجاههم للشراء إذا تحسن أداء المؤشر بخروجه من الاتجاه العرضي- إنما هو دليل على أن أداء أي سوق هو الذي يجذب السيولة الجديدة أو يطردها.

وبما أن الأداء القوي للسوق هو عامل مهم  لجذب سيولة جديدة إليها والأداء القوي للسوق مرهون بسلوك السيولة القديمة بداخلها- فمن الطبيعي أن نتابع سلوك السيولة القديمة للسوق المصرية ونترقب تغيره بقدر ما نترقب تدفق كميات جديدة من السيولة إلى السوق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية