أعلنت كنائس الإسكندرية أنها ستقيم «قُداسات الغضب» للصلاة من أجل ضحايا «تفجير الإسكندرية»، الذي راح ضحيته 21 قتيلاً و79 مصاباً فيما حذرت قيادات قبطية من «عراق جديد» في مصر، وأشار مصدر كنسي إلى أن البابا ربما يزور المصابين وأسر الضحايا في الحادث.
وفى أول رد فعل لها، أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بياناً من مجمع كهنة الإسكندرية، والمجلس الملي السكندري، استنكرت فيه «الحادث المؤسف الذين يهدد وطننا وأمن وأمان مواطنيه»، معتبراً أن ما حدث يشكل «تصعيداً خطيراً للأحداث الطائفية الموجهة ضد الأقباط»، وذكـّر البيان بما حدث في نفس الكنيسة منذ 4 سنوات، وأسفر عن قتيل وعدة إصابات، مضيفاً: «وقد قرر مجلس الشعب وقتها، تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في هذا الحادث، لكنها لم تزر الكنيسة حتى الآن».
وأرجع البيان الحادث إلى «الشحن الطائفي والافتراءات الكاذبة التي صدرت ضد الكنيسة ورموزها في مدينة الإسكندرية خلال الفترة الماضية»، مشيراً إلى ما كان يحدث عقب صلاة الجمعة من مظاهرات ضد البابا شنودة ورموز الكنيسة.
وشدد البيان على أنه «البيان الرسمي الوحيد الصادر عن مجلس كهنة الإسكندرية، والمجلس الملي من واقع الأحداث»، منوها إلى «أننا نضم أصواتنا إلى أصوات شهدائنا الذين تصرخ أصواتهم من الأرض إلى الله طالبة العدل الإلهي».
من جهة أخرى، شددت قوات الأمن رقابتها علي الكنائس المصرية في المدن الساحلية وشرم الشيخ، وباقي كنائس الإسكندرية بالإضافة لتشديد الحراسة على كنائس الصعيد، خاصة مدينة نجع حمادي التي شهدت قتل 7 في أعياد الميلاد العام الماضي.
وتظاهر عشرات الأقباط أمام كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس، بالإسكندرية، مرددين هتافات «حسني مبارك يا طيار .. قلب القبطي مولع نار»، «حسني مبارك يا رئيس .. دم القبطي مش رخيص»، «بالروح بالدم نفديك يا صليب»، وتشابك المتظاهرون مع الأمن، ونجع الأنبا «يؤانس» الأسقف العام وسكرتير البابا شنودة في احتواء غضب الشباب القبطي، وطلب من الكهنة إدخالهم داخل الكنيسة.
من جهة أخرى أصدر مركز الكلمة لحقوق الإنسان بالإسكندرية بياناً ندد فيه بالأحداث الأخيرة، وأشار إلى أن الجريمة إرهاب موجه إلى كل المصريين، وأكد جوزيف ملاك، مدير المركز بالإسكندرية، أنه على الرغم من تهديدات القاعدة باستهداف الكنائس المصرية وتجددها مرة أخرى منذ أيام، إلا أن «الأمن تقاعس في حماية الكنائس المصرية».
وقال الدكتور كميل صديق، سكرتير المجلس القبطي الملي في كاتدرائية الاقباط الأرثوذكس، إن الحادث استهدف جميع طوائف الشعب المصري وليس الأقباط بعينهم.
وحذر صديق من حدوث «عراق جديد» في مصر بسبب تنظيم«القاعدة»، مطالباً بسرعة التدخل من أجل تحقيق الأمن والأمان وتشديد الإجراءات الأمنية على الكنائس ودور العبادة المسيحية .
وقال محب شفيق، مسؤول العلاقات العامة في المجلس القبطي الملي بالإسكندرية، إن الشعب القبطي مستاء وغاضب من الحادث، مشيراً إلى أن الغضب القبطي ليس تجاه شخص معين وإنما تجاه الحادث فقط.
وأدان الكاهن يوحنا جورج، مساعد وكيل كاتدرائية الأقباط الكاثوليك، كاهن كنيسة القيامة للأقباط الكاثوليك في الإسكندرية- الحادث، مشيراً إلى أن الكنائس القبطية في الإسكندرية ستقيم «قداسات الغضب» للصلاة من أجل الضحايا والمصابين وحفظ مصر من«الخيانة والغدر».
وقال القس راضي عطا الله اسكندر، رئيس مجمع الدلتا الكنسي، راعي كنيسة العطارين الإنجيلية، إن الحادث أكد التهديدات التي أطلقها التنظيم الموالي للقاعدة في العراق، محذراً من نجاح منفذي الحادث في الوصول إلى أهدافهم متمثلة في ضرب الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط في مصر«على الرغم من أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي في مصر على الإطلاق».
وعقد مجمع الكهنة في كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية برئاسة القمص «رويس مرقص» وكيل البابا، بالاشتراك مع أعضاء المجلس القبطي الملي- اجتماعاً طارئاً لرصد تداعيات الحادث، ورفع تقرير شامل إلى البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية بناء على طلبه شخصياً لتقييم الأمر.