عقدت شل الدورة السنوية الختامية من مؤتمر الريادة التكنولوجية فى مدينة الغردقة فى الفترة من 17 حتى 20 نوفمبر الحالى والتى ضمت قائمة طويلة من الحضور التى شكلت المئات من ممثلى كبرى الشركات والمؤسسات الأكاديمية ورواد الأعمال الناشئة بالتعاون مع شل للزيوت مصر وخبراء الطاقة، ويدرس المؤتمر أهم ملامح الابتكار فى مجال الاستدامة، بينما تأتى دورة هذا العام من المؤتمر تحت شعار: «الطاقة- المياه- الغذاء: الابتكار والتعاون من أجل مواجهة تحديات مصر فى المستقبل» ووقع اختيار شل على مدينة الغردقة لاستضافة الحدث الذى يعقد سنويا فى هذه المدينة التى تعد واحدة من أكثر المدن ارتباطا بتاريخ شل، بعد أن كانت الشركة قد اكتشفت أول حقولها فى نفس المدينة منذ أكثر من مائة عام. وترى شل أن مثلث الطاقة-المياه-الغذاء يشكل منظومة عالمية متداخلة لا يمكن الفصل بينها. فالمياه من أهم المكونات الضرورية فى كافة منتجات الطاقة تقريبا، بينما نحتاج للطاقة فى معالجة ونقل المياه، وكلاهما يستخدم بشكل أساسى فى زراعة وحصاد الغذاء. لذا فقد عمدت الشركة أن تدعوا المشاركين لمناقشة الحلول المستدامة للتعامل مع تلك التحديات، مع التركيز بشكل خاص على التحديات التى يفرضها مثلث الطاقة-المياه-الغذاء.
أدار الجلسة الافتتاحية للمؤتمر يوم الجمعة الماضى د.خالد حبيب الخبير الذى كان قد شارك من قبل فى برنامج انطلاقة الذى تدعمه شركة شل لتدريب الطلاب، وبدأت الجلسة بكلمة كل من إيدن ميرفى رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذى لشركة شل مصر الذى قال أن مصر لديها إمكانية كبيرة جديدة فى التوسع فى مجالات الطاقة المستدامة وأن المؤتمر يمثل فرصة للقاء المبدعين والرواد فى هذا المجال فى مصر ومشاركة خبراتهم وتحدياتهم، وأن دور الشركة يأتى فى إطار تشجيع ودعم هؤلاء الرواد.
كما أشار ساهر هاشم العضو المنتدب لشركة شل للزيوت مصر إلى أن مؤتمر شل للريادة التكنولوجية يركز على العديد من قصص النجاح المصرية فى مجالات الابتكار والاستدامة والطاقة ويأتى دورنا اليوم فى الترويج للتعاون بين كبرى الشركات والمؤسسات والشركات الناشئة. كما استعرض هاشم تطور فعاليات المؤتمر منذ بدايته التقنية لاستعراض الخدمات المختلفة للشركة كحدث تكنولوجى بالدرجة الأولى دون أية حوارات مجتمعية، واليوم يناقش المؤتمر فى دورته الخامسة قضايا كبيرة من خلال مشاركة أكثر من 100 شركة وجهة يمثلها أكثر من 550 مشارك. أما د.أندرو هيفر نائب الرئيس للقطاع التجارى العالمى لتكنولوجيا التكرير فقد قام باستعراض التقنيات الحديثة التى تعمل شل على تطويرها فى مجال الاستدامة للمساهمة فى كوكب أفضل، مثل تقنيات إنتاج الزيوت من الغاز الطبيعى، المشاريع التصميمية التى تدرس الانتقال بأقل قدر من البصمة الكربونية مثل النموذج الاختبارى لسيارة صغيرة عالية الكفاءة فى استهلاك الوقود وخفض الانبعاثات.
استضافت الجلسة الافتتاحية أيضا د.طارق توفيق نائب رئيس اتحاد الصناعات المصرية الذى قام بإلقاء نظرة شاملة على مشكلة الغذاء فى ظل ارتفاع معدلات السكان العالمية مشيرا إلى قدرة تقنيات مثل تكنولوجيا النانو فى المساهمة فى مشكلات المياه والغذاء كما تطرق إلى تقنيات مثل الطاقة الشمسية والوقود الحيوى وتقنيات الرى الزراعى الحديثة. ومن ضمن أكثر الأطروحات ابداعا فى الجلسة كان حديث وائل الفخرانى العضو المنتدب لشركة كريم مصر والنائب الأول للرئيس للعلاقات الحكومية والذى عرض من خلال خبرته فى شركة Google X الكثير من الحلول المبدعة فى مجالات الطاقة المتجددة والريادة فى الأعمال بفكر خارج الصندوق، وعلى رأسها مشروع «مكانى» الذى يقوم بتوليد الكهرباء من خلال توربينات تطير على ارتفاعات كبيرة جدا وبالتالى تستخدم أفضل سرعة للرياح لتوليد الكهرباء وبقدر بسيط من الاستثمار المادى، وقد شدد فخرانى على أهمية الفشل فى نجاح أى ابتكار قائلا أنه من المهم جدا مكافأة الفشل لأنه الخطوة الرئيسية نحو الابتكار والإبداع والنجاح فى النهاية. وتحدث د.سعد الجيوشى وزير المواصلات السابق عن الابتكارات الحديثة فى مجال الرصف الخرسانى التى استقدمها من الخارج وأضيفت إلى قائمة أعمال رصف الطرق فى مصر. وأشار الجيوشى أن الرصف الخرسانى يتمتع بعمره الممتد، ويتميز أيضا بانخفاض تكاليفه على مدار عمره الإنتاجى، بالإضافة لعدم احتفاظه بحرارة الجو أو عكسه للضوء.
وقد أدار د.خالد إسماعيل مؤسس ورئيس شركة كلانجل جلسة عرض لشركتين من شركات ريادة الأعمال اللتان تعملان فى مجال الطاقة فى مصر وهما كل من شركة «تجدد» التى أسسها ويديرها نور العسال وهو خريج كلية الهندسة فى جامعة القاهرة عام 2013، وهى شركة تعمل على إعادة تكرير زيوت الطعام المهدرة بعد جمعها من البيوت والمطاعم والفنادق ومن ثم انتاج الديزل الحيوى منها، أما محمد سمير فهو رئيس ومؤسس شركة Lifesource التى تقوم بتركيب عدادات المياه الذكية والتى تساعد على ترشيد استهلاك المياه من خلال الإدارة السليمة وتوفير الوعى والتقنيات التى تسمح بتوزيع أكثر كفاءة للمياه فى محاولة لإنقاذ مصر من النزول تحت خط الفقر المائى خلال الأعوام القادمة.
تُعد مجموعة شل من الشركات العالمية الرائدة فى مجال البحوث والتطوير، خاصة فى حلول الطاقة المتجددة. ففى الفترة من 2011 حتى 2014، أنفقت المجموعة ما يزيد عن 100 مليار دولار على البحوث الرامية لابتكار منتجات جديدة للطاقة. وفى أوائل 2016، أطلقت شل شركة New Energies احدى الشركات التابعة والتى تركز على الاستثمار فى الطاقة المتجددة ومشروعات الطاقة ذات الأثر الكربونى المنخفض.