ما بين أنغام الفن والغناء النوبى، وحلقات تحكى ذكريات الحنين للنوبة القديمة يقضى معتصمو قافلة العودة النوبية، ليلتهم على طريق مظلم داخل صحراء طريق أبوسمبل السياحية، تخرج يدك لا تكاد تراها بسبب الظلام الحالك والصحراء القاحلة التى يقطعها شريط أسود هو طريق أبوسمبل.
لم تفارقهم أغانى الحنين إلى الماضى تلازمهم لتؤنس ليلتهم وترفع روحهم المعنوية يشدون بالغناء يرقصون على أغانيهم التى تعيدهم إلى نوبتهم القديمة، مرددين أغانى الحنين التى تحكى آلام التهجير بأغانى تنقلها الرياح فى الصحراء يتمايلون عليها تكسر صمت الصحراء يشدون بها تقول كلماتها: «شطبوا يا ناس حضارة كاملة واغتالوا أمانى النوبة السمرا، بتنادى عليا أنين الساقية طحنوا عظام أجدادنا الباقية»، وأغنية « السد العالى» أول أغنية تم تأليفها بعد تهجير النوبيين عام 64 تحكى آلامهم للفنان مصطفى عبدالقادر، وأغانى تعبر عن الأمل: «يالا يا نوبى ويانوبية دُقوا طبول العودة الجاية» و»يا تاريخ أحكى ليهم أمجادنا اسألوا التاريخ الماضى مين أنا ابن مينا وترهاقا أنا ابن كوش ونباتا».
وعلى خطوات تجد حلقات وجلسات شباب وكبار يلتفون من حول نار أشعلوها، منها للتدفئة من برودة الجو والإضاءة، ومنها لطهى الطعام وتناول الشاى، لا يبالون بالصحراء وما قد تحمله رمالها من مخاطر، يتبادلون أطراف الحديث وذكريات بلاد النوبة الغارقة أسفل مياه بحيرة السد العالى التى أغرقت قراهم يحكون ذكرياتهم وماضى أجدادهم وأماكن منازلهم فى أرض النوبة القديمة، ولا يخلو الحديث بالطبع عن وضع الاعتصام والتخطيط لنيل حقوقهم.