x

أسرة عادل وحيد ضحية «البدرشين»: عذبوه وضربوه بالأحذية (صور)

شاهد عيان: ضابط وأمين شرطة ومساعده ضربوني و«عادل» داخل غرفة التعذيب 4 أيام
الثلاثاء 22-11-2016 19:13 | كتب: محمد القماش |
قتيل قسم البدرشين قتيل قسم البدرشين تصوير : تحسين بكر

«مكين البدرشين» هو الاسم الذى أطلقه الأهالى فى منطقة البدرشين فى محافظة الجيزة على ضحية التعذيب بمركز شرطة البدرشين، عادل وحيد، سائق، 24 عامًا، الذى تُوفى داخل المركز، أثناء احتجازه على ذمة قضية اتهامه بحيازة مواد مخدرة.

وقالت أسرة «عادل»، لـ«المصرى اليوم»، إن الشرطة لفقت له القضية، بعد أن ألقت القبض عليه، خلال شهر واحد، 4 مرات.

فى الطريق إلى مركز البدرشين، لا تحتاج إلى دليل ليرشدك إلى منزل أسرة «عادل»، وهو المنزل الكائن بشارع الضرائب الذى يلفه الحزن، فسترى الناس «تسد عين الشمس»، منتفضة عن بكرة أبيها غاضبين، ويرددون كلمات مناهضة لوزارة الداخلية، وفجأة يتجه حشد كبير إلى مسجد نور الإسلام، مع وصول جثمان الشاب المتوفى من مشرحة زينهم عقب تشريحه تحت إشراف نيابة البدرشين.

على كرسى بلاستيك كان يجلس عم «وحيد»، سمكرى، والد الشاب المتوفى، بجوار رصيف مقابل للمسجد، واضعًا يديه على عينيه، تسمع نحيبه وبكاءه العالى، لم يستطع أحد تهدئته، يقول: «ابنى مات متعذب حرام يرضى مين ده؟! ربنا موجود».

ينظر الرجل الستينى تجاهى، ويجفف دموعه، قبل أن يقدم أسفاً كأنه اقترف ذنبا، ويحكى مأساته، قائلاً: «منذ 3 أيام أُصيب ابنى (عادل) بارتفاع فى درجة حرارة جسده، وطلب من مركز الشرطة أن يُرَحِّلوه إلى المستشفى لتوقيع الكشف عليه، فقالوا لى: هات قرارا من النيابة، وهو ما حدث، وسلّمت القرار للمركز، الذى طالبنى بأن أتى بموافقة من مكتب الصحة بدائرة المركز، والغريب أننى لما وصلت إلى مدير المكتب، طالبنى بجواب مختوم من مأمور المركز، وبالفعل حصلت على الجواب، وفى النهاية اتصل مدير المكتب بأحد الأطباء العاملين بالمكتب للاتجاه إلى المركز وتوقيع الكشف على نجلى المريض، لكنه رفض تنفيذ طلب النيابة العامة، وأحد أمناء الشرطة بعد ضغط زملاء (عادل) المحبوسين اتصل بالإسعاف، الذى أكد ضرورة نقله إلى المستشفى لوجود التجهيزات الطبية اللازمة، كون ضربات القلب ضعيفة للغاية، وحينها كان قد لفظ أنفاسه».

يحكى «وحيد» أن ابنه «عادل» على مدار 4 أيام تعرض للتعذيب داخل مركز الشرطة، قائلا: «ضربوه وعلَّقوه بسبب طلبه النقل إلى المستشفى، وزملاؤه داخل الحجز تضامنوا معه، ونادوا بصوت عالٍ على الضباط والعاملين بالمركز لإنقاذه، فكان جزاؤهم الضرب».

ويقول والد «عادل»: «أستغيث برئيس الجمهورية، والنائب العام، لسرعة البت فى التحقيقات وإظهار تقرير الطب الشرعى والصفة التشريحية للمتوفى لتحديد مَن المسؤول عن سبب الوفاة، رغم أن الكدمات والجروح واضحة فى جسد نجلى».

حزن آخر يُضاف إلى أسرة «عادل»، فتقول الأم المكلومة، وهى تقبل جثمانه قبل أداء صلاة الجنازة: «ابنى كان العائل الوحيد للأسرة لوجود عجز فى قدم زوجى اليمنى، وأنا مريضة بالفشل الكلوى، وكل أسبوع أقوم بغسيل كلوى على نفقتنا الخاصة، وأحيانًا كنا نقترض من الجيران، و(عادل) كان يسدّد كل تلك النفقات من عمله سائقا، لأنه أكبر أبنائى».

وتضيف فى غضب: «ابنى قبضوا عليه 4 مرات خلال شهر واحد، ولفقوا له قضية حيازة مخدرات، وهو لم يمت إثر تعاطيه جرعة (هيروين) زائدة داخل مركز الشرطة، بل من ضربه بالأحذية داخل المركز، حسبى الله ونعم الوكيل».

ويتهم أسامة هنداوى، محامى الأسرة، مفتش الصحة بعدم تنفيذ قرار النيابة العامة بالكشف على الضحية، ويطالب بإدخاله متهما رئيسيا فى القضية التى تباشرها نيابة البدرشين لتسببه فى وفاة «عادل»، لعدم احترامه القوانين واللوائح، على حد قوله.

شاب ثلاثينى قاطعنا أثناء الحديث، لا يستطيع الحركة، حمله الناس على كرسى، وتبيّن أنه يُدعى تامر الجمل، صاحب محل بقالة، وقال إنه كان محتجزًا برفقة «عادل»، وإنهما تعرضا للتعذيب الشديد والضرب المُبَرِّح بمكان يسمى «الثلاجة»، وهى الغرفة المخصصة للتعذيب، على مدار 4 أيام متواصلة، عندما طلب هو وآخرون بالحجز سرعة نقل «عادل» إلى المستشفى لإصابته بحالة إعياء شديدة وارتفاع درجة حرارته، واتهم «الجمل» معاون المباحث «أحمد. ك»، وأمين الشرطة «محمد. خ»، ومساعده «طه»، بتعريض حياته للخطر والتسبب فى وفاة عادل وحيد، «حيث كانوا مع وصلات التعذيب يدوسون بأقدامهم فوق رؤوسنا بالأحذية».

وواصل «الجمل» حديثه، وأظهر لنا معالم ورم بأنحاء جسده، قال إنها من أثر التعذيب، وتحتاج يده اليمنى لتركيب شرائح مسامير.

وأضاف: «قوة من المركز ألقت القبض علىّ منذ حوالى 10 أيام، من داخل مقر عملى، وكان بحوزتى ألفا جنيه، ولفقوا لى قضية مخدرات، رغم عدم حيازتى لها، ووكيل النيابة قرر إخلاء سبيلى، لكن مركز الشرطة تعنت فى إخلاء سبيلى سوى يوم السبت الماضى، قبل وفاة (عادل) بيومين، و(عادل) أُلقى القبض عليه بتهمة حيازة أقراص مخدرة، وقررت النيابة حبسه».

وعندما شُيّعت جنازة «عادل» تحولت إلى مظاهرة ضد ما سموه «التعذيب بأقسام الشرطة»، ورددوا خلالها هتافات مناهضة للعاملين بمركز شرطة البدرشين ووزارة الداخلية.

ووصلت خالة الشاب المتوفى وخاله، اللذان أكدا أن تقرير الصفة التشريحية المبدئى أكد وجود كدمات وسحجات بجسد المتوفى، ووجود نزيف فى الفم والأنف، إثر اعتداء بدنى.

وقالت خالة «عادل» إنها تستغيث كون أحد المحبوسين داخل مقر احتجاز «عادل»، ويُدعى «محمود»، يتعرض للاعتداء البدنى لشهادته التى أدلى بها بأن «عادل» تعرض للتعذيب قبل الوفاة.

قتيل قسم البدرشين

قتيل قسم البدرشين

تشييع جثمان «عادل» قتيل قسم البدرشين، حيث توفى بعد القبض عليه بتهمة الاتجار في مواد مخدرة، وتعرضه لأزمة قلبية حادة داخل القسم، 22 نوفمبر 2016.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية