تخيم حالة من الغموض والارتباك على الوضع السياسى فى الجزائر، بسبب اعتلال صحة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، واستنكار المؤسسة العسكرية «دعوات مجهولة» لها بالتدخل لعزله، وسط أنباء عن صراع بين رئيس أركان الجيش ومؤسسة الرئاسة.
وانتشرت دعوات مجهولة تطالب الجيش بالتدخل لعزل بوتفليقة بسبب ظروفه الصحية. وأشارت وسائل إعلام جزائرية إلى أن هذه الدعوات خرجت بعد عودة بوتفليقة، 79 عاما، من فرنسا بعد رحلة علاج استمرت أسبوعين، نظرًا لمعاناته من آثار جلطة دماغية أصيب بها عام 2013. استنكر الجيش الجزائرى تلك الدعوات، وانتقد ما وصفه بمحاولات «يائسة» لضرب وحدة القوات المسلحة. وفى مقال نشرته «مجلة الجيش»، الناطقة باسم المؤسسة العسكرية فى نوفمبر الجارى، بعنوان «الجيش الوطنى الشعبى.. وفاء للمهام الدستورية»، أكدت أنه «بالأمس تعالت أصوات تدفعها مصالح ضيقة وحسابات شخصية، تطالب الجيش علنا بالإخلال بالدستور والقانون، ليتسنى لها تحقيق ما عجزت عن تحقيقه بالطرق الدستورية والقانونية والديمقراطية».
ولم يوضح المقال هوية هذه الأطراف وطبيعة مطالبها، لكنّ عددا من الأحزاب والشخصيات المعارضة أطلقت عامى 2013 و2014 دعوات للجيش للتدخل وعزل بوتفليقة بعد تعرضه لجلطة دماغية، وأضاف المقال: «بعد فشل هذه الأطراف فى تحقيق محاولاتها اليائسة بتدخل الجيش لعزل بوتفليقة، اهتدت الأطراف التى تميل دائما إلى الاصطياد فى المياه العكرة إلى التعبير عن تخيلاتها وتمنياتها وأوهامها بخلق ونسج قصص خيالية تمس بمصداقية ووحدة الجيش الوطنى الشعبى وانضباطه والتزامه بأداء مهامه الدستورية». وتابعت: «ففى الوقت الذى تتعالى فيه بعض الأبواق التى يستهويها التطاول وزرع بذور التفرقة من حين إلى آخر، يواصل الجيش الوطنى الشعبى تنفيذ مهامه الدستورية بكل عزيمة وثبات وصدق للحفاظ على السيادة الوطنية والدفاع عن حرمة البلاد».
وذكرت صحيفة «الخبر» الجزائرية أن المقال يشير إلى تحليلات بعد استقالة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطنى الحاكم، عمار سعدانى، منذ أسابيع لأسباب صحية، وقال مراقبون إنه تمت إقالة سعدانى، وأوضحت أن هذه التحليلات أكدت أن سعدانى مقرب من رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، وأن عزله ضربة وجهها بوتفليقة لصالح.
وظهرت دعوات صريحة للجيش، قادها محمد مشاطى، وهو واحد من مجموعة 22 الشهيرة التى فجرت الثورة الجزائرية، من أجل التدخل وعزل بوتفليقة، لعدم قدرته على الاستمرار فى الحكم، ودعت بعض أطراف المعارضة، الجيش برعاية مسار انتقالى يعيد الشرعية المفقودة للمؤسسات، ومن بين أنصار هذا التيار رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش.