وصلت «المصرى اليوم»، صباح الخميس، إلى العاصمة الصومالية مقديشو على متن آخر طائرة تهبط فى مطار «آدم عبد الله» الدولى، قبيل زيارة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، حيث شددت القوات الحكومية والقوات الدولية المتواجدة فيها إجراءاتها الأمنية وانتشارها فى شوارع وأرجاء العاصمة، استعدادا لزيارة «أردوجان»، التى تأتى لدعم المساعى الإنسانية لإغاثة الشعب الصومالى من موجة المجاعة والجفاف، التى لم تشدها البلاد منذ 60 عاما، والتى أودت بحياة الآلاف خلال الشهرين الماضيين.
وفى المطار الذى اكتسب اسمه «ادم عبد الله» من أول رئيس صومالى، كانت القوات الحكومية تطبق إجراءات مشددة لاستقبال الصحفيين والأجانب ومواطنى دولة الصومال العائدين إليها على متن آخر طائرة دولية تصل مقديشو لهذا الأسبوع من العاصمة الكينية نيروبى. وضمت الرحلة وفداً إنسانياً تركياً كبيراً يضم أطباء ومتطوعين وكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، وفور الانتهاء من نزول الركاب والأمتعة أغلقت مهابط المطار استعداداً لاستقبال طائرة الرئاسة التركية، التى تصل مقديشو صباح اليوم، بينما قامت قوات الجيش المدججة بالأسلحة بمنع جميع السيارات من الاقتراب من الشوارع المؤدية للمطار وقامت بحركة تفتيش واسعة لكل المارة والسيارات التى وقفت بانتظار وصول المسافرين.
وفى شوارع المدينة انتشر مئات الأفراد من القوات الحكومية والقوات التابعة للاتحاد الإفريقى المعروفة بـ«AU» فى مداخل العاصمة ومخارجها، ومنعت كل من لا يحمل بطاقات الإعلام التى تمنحها وزارة الإعلام والاتصالات من المرور أو التجوال فى المدينة، التى انسحبت منها ميليشيات حركة الشباب المجاهدين الأسبوع الماضى وتركت عليها آثار دمار واسعة، بينما وقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين بالقرب من مخيم الأمم المتحدة لإيواء النازحين جنوبى العاصمة مقديشو وقطعت الطريق المؤدية للمخيم ومنعت قوافل الإغاثة من السير على الطريق الرئيسية تخوفا من استيلاء حركة الشباب المجاهدين عليها.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تتواصل فيه الجهود الطبية فى مستشفى مقديشو «بنادر»، إلا أن تكدس عدد كبير من الأطفال الذى يعانون سوء التغذية الشديد، يؤدى إلى فقدان المستشفى عشرات الأطفال يوميا، على الأقل بسبب أمراض سوء التغذية والكوليرا وغيرها، بينما تواصل بعثتا اتحاد الأطباء العرب وأطباء عبر القارات عملها الطبى والخيرى فى المستشفى حيث وصلها الجمعة طبيبا أطفال مصريان تابعان لبعثة اتحاد الأطباء العرب.
يعانى مستشفى «بنادر» نقصاً شديداً فى الزنك وأغذية وحليب الأطفال والأدوية المخصصة لهذا النوع من سوء التغذية، وقال أحد الأطباء المصريين، إخصائى تغذية بمستشفى أبو الريش - طلب عدم ذكر اسمه - إن المستشفى بحاجة إلى مزيد من الدعم والمساعدات الطبية والغذائية العاجلة، وأضاف إخصائى تغذية الأطفال، أن هناك حالات خطرة وأخرى متوسطة، موضحاً، أن هناك حالات تحتاج لسرعة العلاج والتغذية السليمة التى تضمن تعويض ما فقده الجسم، مؤكداً أن غالبية أنواع المضادات الحيوية المطلوبة لإنقاذ حياة الأطفال غير متوافرة فى المستشفى، علاوة على عدم توفر التغذية السليمة للأطفال بسبب الجفاف ونقص الغذاء.