قالت ياسمين أنور ، إحدى الناجيات من حادث أتوبيس رحلة مدرسة الوليدية فى أسيوط، الذى انقلب الأربعاء الماضى، بالمنيا - إنها قضت 18 ساعة وسط المياه وظلام الصحراء والرمال والبرق والرعد حتى أنقذها عمال أحد المحاجر.
«المصرى اليوم» التقت ياسمين التى أكدت أنها كانت فى حالة يرثى لها، وقضت تلك الساعات بملابس ممزقة ودون غطاء أو طعام حتى جرفتها السيول لأعلى صخرة بالقرب من محجر طوب، مشيرة إلى أنها كانت تشاهد جثث زميلاتها تمر أمام أعينها طافية فى المياه.
وقالت ياسمين :«كنت فرحانة مع صديقتى «منار أحمد صالح» بعد أن قضينا يوما كاملاً فى المنيا وزرنا معالمها، وفجأة ساءت أحوال الجو وقامت الأستاذة «سحر» المشرفة بتجمعينا وقررنا العودة ونصحت السائق بعدم المرور بالطريق الصحراوى الشرقى بسبب سوء الأحوال الجوية، لكن السائق أصر على رأيه بسبب قربه من الطريق وقصر المسافة، وبعد حوالى ساعة فوجئنا بالأتوبيس يميل على الناحية اليسرى وقفزت أنا وصديقتى «منار» وجرفتنا السيول، وتفرقنا بسبب الأمطار الغزيرة، وقضيت فى المياه أكثر من 3 ساعات إلى أن عثرت على صخرة أويت إليها وأحست بالإرهاق ولم يغمض لى جفن، وشاهد جثث زميلاتى ومدرساتى تمر أمامى دون أن أستطيع أن أفعل لها شيئا،ً وكنت أستنجد بهم وهم لايردون.
وأضافت :«فى بداية اليوم التالى تحاملت على نفسى وحاولت البحث عن أى واحدة من صديقاتى وتهت فى الصحراء حيث كانت الرمال تحيط بى من كل جانب إلى أن سمعت صوت سيارات فى أحد الجبال فتحركت نحو الصوت حيث كان عمال المحجر، الذين قاموا بإطعامى وكسوتى ونقلونى إلى المستشفى وكنت مصابة بجروح وكدمات متفرقة فى جسدى، وأصبت بحالة هستيريا بعد أن فقدت صديقتى منار وشعرت بالرعب بسب المبيت وحيدة فى العراء، ولا أدرى كيف سأذهب إلى المدرسة، بعد أن فقدت صديقتى الوحيدة، التى كنت أذاكر دروسى معها، ونفعل كل شيء سويا.
من جهة أخرى شيع أهالى حى الوليدية فى أسيوط ، مساء الخميس ، جثامين 8 فتيات من ضحايا انقلاب الأتوبيس، واحتشد مئات المصلين فى المسجد الكبير بالحى لأداء صلاة الجنازة عليهن ، وبكى عدد كبير من أفراد أسرهن بكاء هستيريا ، بعد أن امتلأت ساحة المسجد بنعوش الضحايا.