تلقى المعسكر المحافظ إعلان ميركل الرسمي بالترشح لولاية رابعة لمنصب المستشارية بالترحيب، فيما شكك المعسكر اليساري بفرص نجاحها في إدارة البلاد في ولايتها الرابعة.وعد هورست زيهوفر زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، بدعم حزبه للمستشارة انغيلا ميركل في ترشحها مجددا لمنصب المستشارية في الانتخابات البرلمانية في خريف العام المقبل.
وقبل مشاورات الحزب البافاري، قال رئيس حكومة ولاية بافاريا اليوم الأحد: «من اليوم أصبح واضحا من سيترشح عن التحالف المسيحي». ويضم التحالف المسيحي حزب ميركل المسيحي الديمقراطي والحزب البافاري، ويمثل التحالف الشريك الأكبر في الائتلاف الحاكم في ألمانيا. يذكر أن ميركل أكدت اليوم رسميا اعتزامها الترشح مجددا لزعامة الحزب ولمنصب المستشار لولاية رابعة. وأضاف زيهوفر: «من الجيد أن الوضوح ساد الآن وأنها حسمت أمرها، وعلى هذا الأساس يمكننا الآن أن نوضح بين الحزب المسيحي والبافاري- كما هو مطلوب دائما- أي المواضيع السياسية التي سنخوض بها معا المعركة الانتخابية وفي أي موضع يمكن أن يكون من اللازم للحزب البافاري أن يأخذ موقفا خاصا به». وتابع زيهوفر المعروف بانتقاده الشديد لسياسة ميركل المتعلقة باللجوء، أن تبني الحزب لمثل هذا الموقف الخاص سيكون بدرجة احتمال كبيرة، في موضوع الهجرة «لكن لا يمكن الآن التشكيك في مسألة المرشحة المشتركة (عن التحالف) لمنصب المستشار».
وقال زيهوفر: «كنت متأكدا من وقت طويل أن المستشارة ستترشح للمنصبين، دون أن أعرف هذا منها شخصيا»، ولفت إلى أن ميركل تحدثت معه بطبيعية الحال حول هذا الأمر خلال الأيام الماضية. من جانبه، أعرب توماس أوبرمان، زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، عن اعتقاده بأن المعركة الانتخابية في خريف العام المقبل ليست محسومة سلفا. يأتي ذلك بعد أن صرحت ميركل اليوم الأحد، باعتزامها الترشح مجددا لزعامة الحزب ولمنصب المستشار لولاية رابعة. وقال أوبرمان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأحد إن الانتخابات البرلمانية المقبلة «مفتوحة وأنغيلا ميركل لم تعد المرشح الذي لا يُهْزَم».
وأكد أوبرمان أن إعلان ميركل الترشح لم يكن مفاجئا بالنسبة للاشتراكيين الديمقراطيين «بل هو معروف لنا منذ فترة طويلة». من جانب آخر، أشارت توقعات حزب اليسار الألماني المعارض إلى أن استمرار المستشارة انغيلا ميركل لفترة جديدة، من شأنه أن يسبب حالة من الركود في البلاد. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال بيرند ريكسنغر، زعيم حزب اليسار إن «ترشح ميركل مجددا هو إشارة على أنه لا شيء تغير في البلاد».
وأضاف ريكسنغر أن هذا الأمر من شأنه استمرار الائتلاف الكبير واستمرار سياسة «التقسيم الاجتماعي». من ناحية أخرى، أعرب ريكسنغر عن اعتقاده بأن الحزب المسيحي ليس لديه سبب للتأكد من الفوز وأكد أن «ترشح ميركل» لا يعني انتخابات مضمونة النتائج. أما الحزب اليميني الشعبوي المعادي للمهاجرين والمسلمين فقد وصف ترشح ميركل لولاية رابعة بأنه «إشهار إفلاس للتحالف المسيحي الحاكم».
ووصف ألكسندر غاولاند، نائب زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، إعادة ترشح المستشارة أنغيلا ميركل لولاية رابعة، بأنه بمثابة إشهار إفلاس جديد للتحالف المسيحي. وقال غاولاند إن «السيدة ميركل حصرت نفسها فقط في كونها مستشارة للاجئين وهو ما ألحق الضرر بألمانيا، وبهذا تكون قد ضيعت فرص المستقبل لألمانيا». واختتم غاولاند تصريحاته بالقول إن زعيمة الحزب المسيحي أثبتت «الانعدام التام للحدس» باعتزامها الترشح لفترة ولاية رابعة.