أعلن مصدر عسكرى ارتفاع أعداد شهداء القصف الجوى الإسرائيلى على الحدود المصرية فى طابا إلى «5»، بعد أن كانوا «3» شهداء ومصابين حتى مساء الخميس، فيما وقع انفجار على الحدود المصرية ــ الإسرائيلية صباح الجمعة ولم يسفر عن إصابات، وسط تأكيدات أمنية أنه نجم عن قنبلة من مخلفات الحرب.
رسمياً، من المقرر أن يرأس الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، اجتماعا وزارياً موسعاً، مساء الجمعة، لمناقشة التطورات الأمنية فى سيناء، بحضور وزراء العدل والداخلية والخارجية والتعاون الدولى والصحة، وممثلين عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمخابرات العامة.
وسيناقش المجلس التقارير التى ستقدمها القوات المسلحة والمخابرات إضافة إلى تقارير وزارتى الصحة والداخلية، ولبحث كيفية التعامل مع حالة الانفلات الأمنى.
فى سياق تطور الأحداث على الأرض، أوضح المصدر العسكرى أن واقعة استشهاد الجنود والضباط المصريين حصلت بالقرب من معبر رفح المؤدى إلى قطاع غزة، بعد اتهام إسرائيل مقاتلين فلسطينيين بالانطلاق من قطاع غزة لتنفيذ الهجمات التى أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين بينهم جندى قرب منتجع إيلات قرب الحدود المصرية ــ الأردنية، وأضاف: كانت طائرة إسرائيلية تلاحق متسللين على الجانب الآخر من الحدود حتى وصلوا إلى رفح المصرية وأطلقت عليهم النار، حيث موقع لقوات الأمن المركزى، الأمر الذى أسفر عن وقوع شهداء ومصابين، وتابع: وقع الهجوم فى جنوب رفح بالقرب من طابا وعلى بعد حوالى 12 كيلومتراً من مدينة إيلات داخل الحدود الإسرائيلية، وأن الطائرة الإسرائيلية من نوع أباتشى كانت تلاحق مقاتلين هاجموا حافلتين وسيارة مدنية وجيباً عسكرياً إسرائيلياً.
وأشار المصدر العسكرى إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية تقوم حالياً بتمشيط المناطق الحدودية مع إسرائيل وسط تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود. ونفى اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، ما تردد عن تسلل متطرفين من سيناء إلى إسرائيل، مؤكداً أن الجانب المصرى لم يطلق النيران باتجاه ميناء إيلات الإسرائيلى.
وفى السياق ذاته، أكد المصدر وقوع انفجار على الحدود المصرية الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة صباح الجمعة، ولكنه نفى أن يكون الانفجار قد أسفر عن إصابات. ورجح مصدر بالاستخبارات المصرية فى محافظة شمال سيناء أن يكون الانفجار قد نجم عن قنبلة من مخلفات الحروب السابقة، مستبعداً أن يكون انفجار القنبلة هجوماً أو عملاً عدائياً من قبل الجانب الإسرائيلى أو أى من العناصر المسلحة.
ومن ناحية أخرى، بحث عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفدها إلى حوار القاهرة، تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية خاصة التصعيد الإسرائيلى على قطاع غزة وتنفيذ اتفاق المصالحة.
وقال «الأحمد»، فى تصريحات صحفية الجمعة، إن الزيارة تأتى فى إطار استمرار المشاورات بين القيادتين المصرية والفلسطينية، وإنه نقل إلى القيادة المصرية تأكيد الرئيس الفلسطينى محمود عباس على التمسك باتفاق المصالحة والاستمرار بالخطوات العملية لتنفيذ بنود الاتفاق الذى جرى بين وفدى فتح وحماس فى الاجتماع الأخير قبل 10 أيام بالقاهرة.
وقال إن الفصائل الفلسطينية التى شاركت فى حوار القاهرة ستعقد اجتماعاً متزامناً فى غزة ورام الله بحضور مصرى الثلاثاء القادم 23 من الشهر الجارى من أجل متابعة تنفيذ وثيقة الوفاق والمصالحة التى وقعت من جميع الفصائل الفلسطينية فى الرابع من مايو الماضى، برعاية مصرية.
وأضاف: تشاورنا مع المسؤولين فى مصر حول التوتر والتصعيد الذى شهدته منطقة غزة بعد العملية التى جرت فى إيلات جنوب إسرائيل والدور الإسرائيلى الذى أدى إلى مزيد من التوتر والتصعيد.
ونقل «الأحمد» موقف القيادة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بالتأكيد على التمسك بالتهدئة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، مؤكداً سلامة هذا الموقف وضرورة التقيد به والعمل على تثبيت هذه التهدئة من الجانبين.
وفى سياق متصل، أشادت جماعة صغيرة مرتبطة بتنظيم القاعدة، مقرها غزة، بالهجوم على إيلات جنوبى إسرائيل. ونعت جماعة التوحيد والجهاد زعيم لجان المقاومة الشعبية ونائبه وثلاثة أعضاء آخرين قتلوا فى غارة جوية إسرائيلية «الخميس».
وألقت إسرائيل على لجان المقاومة الشعبية باللائمة فى الهجمات على حدودها مع مصر، وفى غضون ساعات من الهجوم ردت القوات الجوية الإسرائيلية على لجان المقاومة الشعبية ومقرها غزة وقتلت 5 من أعضائها.
إسرائيلياً، ألقت وسائل الإعلام العبرية باللائمة على الجانب المصرى فى وقوع حادث إيلات، معتبرة ذلك نموذجاً لـ «تراخى القبضة المصرية» على شبه جزيرة سيناء. وتناول الكثير من المحللين الإسرائيليين موضوع السلام مع مصر والسيطرة الأمنية على سيناء، من بينهم المحلل أمير ارون، الذى اعتبر فى مقال نشرته الجمعة صحيفة «هاآرتس» الناطقة بالعبرية أن السلام مع مصر هو أخطر المصابين فى تلك العملية. وقال المحلل الإسرائيلى: شكّل السلام مع مصر أهم أعمدة الأمن الإسرائيلى على مدى ثلاثة عقود مضت، لكنه أصيب يوم الخميس، وأصبح وضع السلام مع مصر لا يقل سوءاً حتى عن وضع مبارك الذى يرقد على سرير المرض داخل قفص الاتهام، وأضاف: أخذ الشعار القائل «الجيش يعود للنقب» يوم الخميس بعداً حقيقياً، حيث نزل الجيش للنقب لصد عمليات التسلل التى تجرى عبر حدود برية مخترقة وتحت أجواء غير محمية بشكل كامل من خلال القبة الحديدية، ودون توفر ردود مريحة.
وأشار المحلل الإسرائيلى إلى أن أكبر خسائر إسرائيل تتمثل فى خسارة سيناء كمنطقة عازلة، ومع سقوط نظام مبارك وتدهور حالة نظام بشار الأسد، فقدت إسرائيل شريكاً بارداً لكنه مصمم.
وتحت عنوان «سيناء شبه الجزيرة المتطرفة» كتب المحلل الإسرائيلى تسفى بارئيل واصفا سيناء بالمنطقة الخارجة عن السيطرة ومرتع المنظمات الإرهابية المؤيدة للقاعدة.
وادعى الكاتب الإسرائيلى استناداً لتقارير لم يفصح عنها أن حركة حماس خططت الأسبوع الماضى لاعتقال ممتاز دغمش وذلك فى إطار التعاون الأمنى مع مصر، وخلص الكاتب إلى القول إن مصر ليست بغافلة عن نشاطات تلك المنظمات وغير جاهلة بعلاقاتها مع تنظيم القاعده فى اليمن والصومال.
ومن جانبه، قال آفى ديختر، عضو الكنيست الإسرائيلى، رئيس جهاز الشاباك السابق، إن الرد الإسرائيلى على عملية إيلات يجب أن يرتكز على ثلاثة محاور هى تحميل المسؤولية لمصر ورئيس السلطة الفلسطينية، وإظهار أن حماس ستدفع الثمن كونها من يسيطر على قطاع غزة وتدمير منظومتها العسكرية.
ودعا «ديختر»، صباح الجمعة، فى حديث لبرنامج «هذا الصباح» على الشبكة الإذاعية الثانية «رييشت بيت»، لإجراء التحقيقات الضرورية للإجابة عن التساؤل: لماذا لم يتعامل الأمن الإسرائيلى مع الإنذار المسبق كما يجب؟
وهاجم «ديختر» بشكل ضمنى المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية قائلا: «خلال السنوات القليلة الماضية خلدنا للنوم قليلاً لأن الجيش انشغل باعتقال وتجميع المتسللين الأفارقة على حساب الاستعداد لمواجهة الخيارات الأمنية».