دعا خبراء ومسؤولون في مجال الطاقة، الدولة إلى استخدام تكنولوجيا حديثة لتوفير الطاقة وترشيد استخداماتها في القطاع العريض غير المنتج، ونقل تجارب خفض تكاليف توليد الكهرباء.
وكشف الدكتور هاني النقراشي، خبير الطاقة العالمي، عضو المجلس الاستشاري للرئيس عبدالفتاح السيسي، عن دراسة حول تحديات الطاقة والمياه والإسكان، تحت عنوان «انطلاق مصر إلى المستقبل»، وذلك خلال مشاركته بفعاليات المؤتمر الثاني للطاقة الذي نظمته جمعية رجال الأعمال، الأحد.
ودعا «النقراشي»، في كلمته التي ألقاها بمؤتمر «ترشيد الطاقة»، الدولة إلى وضع سياسات حكيمة تتلخص في بناء محطات كهربائية شمسية حرارية نمطية، مشيرا إلى أن هذا المخطط يوفر تريليون دولار بحلول 2050، وذلك إذا اتبعنا متوالية بناء تبدأ بواحدة ثم اثنتين العام الذي يليه.
وأشار إلى دراسة اعتمد عليها معهد أبحاث الفضاء والطيران في ألمانيا، واشتركت فيها من مصر، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وهيئة مماثلة من الجزائر، ومعهد شؤون الطاقة في المغرب، ومعهد بحوث الطاقة في الأردن عن الطاقات المتجددة بالشرق الأوسط، وجدوا فيها تركيزا كبيرا جدا للطاقات المتجددة في الصحراء شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وفي الصحراء الكبرى حتى إيران، قائلا: «الكل استفاد، ويبقى أن تنطلق مصر».
وأضاف «النقراشي»: أن «التحديات التي تواجهنا في مصر بحلول 2050، أولا أن عدد السكان سيصل لــ120 مليون نسمة، واحتياجاتهم من المياه ستصل إلى 120 مليار متر مكعب، والموجود حاليا 70 مليارا فقط».
كما أشار «النقراشي» إلى أن وزارة الكهرباء قالت في تخطيطها إن الطلب على الكهرباء في عام 2022 سيصل إلى 50 ميجاوات إذا ما أنشئت محطات نووية سيكون كالتالي: «5 ميجاوات نووي، أي 10٪ فقط، مع طاقة رياح 41٪، وطاقة مياه 6٪، إذن سيكون لدينا 53٪ فقط من احتياجنا، والـ70٪ غير متوفر».
من جانبه، قال أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، إن «ما يتردد حول أن مصر تطفو فوق بحيرات من البترول والغاز، هو جريمة في حق الأجيال المقبلة».
وأضاف: أن «مصر لديها 70 ميجاوات كهرباء، تكلفها سنويا 70 مليار دولار، وهو ما يمثل عبئا على المواطنين، وحتى ما الاكتشافات الجديدة فلن يغني هذا عن الاستيراد للوقود».
وأشار إلى أن التشابكات المالية بين وزارتي البترول والكهرباء، تمثل عبئا آخر على المواطن، إذ إن قطاع البترول له مستحقات لدى الكهرباء، مقابل توريد الغاز للمحطات، 150 مليار جنيه، وبالتالي لا يستطيع القطاع الاستمرار بهذا الشكل.
وأكد الدكتور محمد السبكي، رئيس هيئة استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، أن هناك مشروع لإنتاج 100 ميجاوات من الطاقة الشمسية في مطروح.
وشدد «السبكي» على ضرورة استخدام تكنولوجيا حديثة لتقليص تكلفة إنتاج الطاقة، وهو ما جرى في المغرب من خفض التكلفة للميجا الواحدة من 19 سنتا إلى 14 سنتا، كما سنتجه لتصنيع 60% من مكونات المحطات، وهو ما يوفر الوقود.
ودعا الدكتور علي الصعيدي، وزير الكهرباء الأسبق، إلى دعم الأجيال القادمة بالحفاظ على جزء من الطاقة، عبر استخدام جميع وسائل توليد الطاقة الجديدة والمتجددة.