كشف تقرير جديد أعدته منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» أن هناك أكثر من 7 ملايين طفل مصري محرومين من حق واحد أو أكثر من حقوقهم في أن يعيشوا طفولتهم أو يتمتعوا بها، مشيرا إلى أن هناك 5 ملايين طفل في مصر محرومين من العيش في أوضاع سكنية بها مياه وصرف صحي، ونحو 1.6 مليون طفل يعانون من الحرمان من الصحة والغذاء.
وأشار التقرير إلى أن فقر الأطفال متركز بشكل أكبر في المناطق الريفية ويكون أعلى أيضا في الوجه القبلي عنه في الوجه البحري، لافتا إلى أن معدلات الفقر في عام 2009 بلغت نسبتها 30.5% في المناطق الريفية مقابل 12.6% في المناطق الحضرية.
وأوضح التقرير أن الفقر لا يختلف حسب الجنس، فالبنات والبنون على حد سواء عرضة للفقر وأشكاله، كما لا يؤثر جنس رب الأسرة على معدل الفقر الناجم عن تدني الدخل وحرمان الأطفال في الأسر، لافتا إلى أن البنات في المناطق الريفية أقل احتمالا لأن يذهبن إلى المدارس أو يكملن تعليمهن مما يزيد من احتمال أن يكن فقيرات في سن الرشد.
من جانبها، قالت الدكتورة مشيرة خطاب، وزيرة الدولة للأسرة والسكان، إن مختلف جوانب معدلات فقر الأطفال في مصر بدأت تتراجع، مؤكدة أن التركيز على فقر الأطفال جهد يتم في العالم كله وليس في مصر فقط، وأن الزيادة السكانية هي أحد أسباب تزايد الفقر في المجتمع.
وأضافت الوزيرة أن فقر الأطفال ليس ماليا فقط بل يتضمن القدر المتاح لهم من التعليم والرعاية الصحية والتعبير عن آرائهم، مطالبة بضرورة تغيير الثقافة السائدة في المجتمع التي مازالت تبرر عمالة الأطفال وزواج الأطفال من الفتيات، وتضع مبررات للأسر التي تلقى بأطفالها في الشارع، بالرغم من وجود أسر أكثر فقراً لكنهم يحافظون على أولادهم، ونبهت بأن استمرار هذه الثقافة سيرفع معدلات فقر الأطفال ويكرسه.
وكشفت خطاب أن تغذية الأطفال تعد مشكلة كبيرة وأنها مرتبطة بالزيادة السكانية لأن الأسر الكبيرة لا تولي اهتماماً كبيراً بتغذية أطفالها، موضحة أن تغذية الأطفال تحتاج إلى منهج كامل وهى قضية ثقافية اجتماعية صحية؛ حيث ترتبط بالتمييز بين البنت والولد داخل الأسرة، مؤكدة أن التغذية المدرسية تأخذ اهتماماً كبيراً من السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس مجلس الوزراء بهدف توفيرها يومياً، وتضع الدولة هدفاً أساسياً للبحث عن توفير الموارد اللازمة للاستدامة، مشيرة إلى أهمية دور المجتمع المدني والمؤسسات التنموية والخيرية في دعم وتنفيذ التغذية المبكرة للأطفال.
وقالت وزيرة الأسرة والسكان إن مصر تعتبر دولة رائدة في التعليم المجتمعي وأن الوزارة استطاعت القضاء على الفجوة النوعية فيما يتعلق بتعليم البنات؛ حيث تم بناء 2200 مدرسة وتم تسليمها لوزارة التربية والتعليم، وقد ساهمت في تغيير الثقافة المجتمعية المحيطة بها.