خاضت القوات العراقية، السبت، قتالا شرسا خلال تقدمها فى عدة جبهات بمدينة الموصل، آخر معقل لتنظيم «داعش» فى العراق، وصدت هجوما للتنظيم على قرية بناحية «القيارة» المُحَرَّرة، جنوب الموصل، وقتلت 40 «إرهابيا» من المشاركين فى الهجوم، واعتقلت 11 آخرين، فيما هدد التنظيم بشن هجمات انتحارية.
وقال اللواء سامى العريضى، من القوات الخاصة، إن القوات تواجه «مقاومة شرسة من مسلحى التنظيم، حيث يردون عليها مستخدمين القناصة والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون، وشوهدت أعمدة سوداء كثيفة من الدخان تتصاعد من المنطقتين».
بينما تقدمت عناصر الجيش فى جبهات مختلفة بالموصل بحذر نحو مركز المدينة، واستكمل جهاز مكافحة الإرهاب تمشيط حى التحرير والتقدم نحو حى المحاربين فى الساحل الأيسر للمدينة.
وفى المحور الجنوبى الغربى، قامت الشرطة بعمليات التفتيش وتطهير المبانى والطرق من العبوات الناسفة التى زرعها «داعش».
وفى المحور الشرقى، دخلت القوات إلى الساحل الأيسر للمدينة. وأعلنت الشرطة تطهير المحور الجنوبى للموصل بالكامل، وتحرير 10815 عائلة، ومقتل 951 عنصرا من «داعش».
أما فى المحور الغربى فتستمر ميليشيات «الحشد الشعبى» بتطهير مطار تلعفر والتقدم باتجاه مناطق شمال المطار.
وأعلن المتحدث باسم الميليشيات، أحمد الأسدى، عن مقتل القيادى فى ميليشيا «جند الإمام»، جاسم شبر، برصاص قناص عندما كان داخل مطار تلعفر، وكذلك تم تحرير ناحية «النمرود» بالكامل.
وعثرت القوات الحكومية على مقبرة جماعية جديدة فى قرية تل الذهب، جنوب الموصل، بها جثث لنحو 40 شخصا، فى موقع استخدمه «داعش» لتنفيذ إعدامات.
وفى المقابل، قال قيادى فى «داعش»، لمجلة «النبأ» التابعة للتنظيم، إن عدد المقاتلين المستعدين لتفجير أنفسهم فى تزايد. وأضاف أن «إقبالهم على العمليات الانتحارية فى تزايد».
ويقدر الجيش العراقى وجود ما بين 5 و6 آلاف من مقاتلى «داعش» فى الموصل. ورجح رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أحمد أوزومجو، أن يكون «داعش» هو مَن صنع غاز الخردل الذى يستخدمه المتشددون فى العراق وسوريا. وقال: «هذا مقلق للغاية، خصوصا لأنه يوجد فى هذين البلدين مقاتلون أجانب قد يستطيعون العودة إلى بلدانهم الأصلية يوما ما».
وكانت وسائل إعلام بريطانية قد ذكرت أن «داعش» يختبر غاز الخردل والكلور على رهائنه فى سجون سرية.
ووجه الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب، الدعوة إلى رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، لزيارة الولايات المتحدة، واللقاء معه فى «أقرب وقت»، بعد مراسم تنصيبه فى يناير المقبل، وهنأه بالانتصارات التى حققها العراق، وأكد دعم بلاده القوى والمتزايد له.
وقال ترامب: «إنكم شركاء أساسيون لنا، وستجدون دعماً قوياً وراسخاً»، فيما بحث العبادى فى بغداد مع قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى، الجنرال جوزيف فوتيل، تطورات معركة تحرير الموصل.
من ناحية أخرى، وصل أكثر من مليونى شيعى خلال الأيام الماضية إلى مدينة كربلاء العراقية، لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين٬ غدا، وسط إجراءات أمنية مشددة، وقال محافظ كربلاء، عقيل الطريحى، إن «نحو مليونين ونصف المليون زائر توافدوا حتى الآن إلى مدينة كربلاء»، ويشارك 24 ألف عنصر من الجيش والشرطة فى عملية التأمين.