يحاول المئات من مسلمى الروهينجا فى ميانمار الفرار عبر الحدود إلى بنجلاديش، هربا من حملة القمع والاضطهاد التى يتعرضون لها من قِبَل القوات الحكومية، وقال شهود عيان ومسؤولون من بنجلاديش إن بعض الفارين الذين حاولوا عبور الحدود، ومن بينهم أطفال ونساء، تعرضوا لإطلاق نار، وسقط بينهم قتلى، واتهم سكان وناشطون حقوقيون قوات الأمن بتنفيذ إعدامات ميدانية واغتصاب نساء وحرق مئات المنازل للمسلمين.
واتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الجيش فى ميانمار بحرق 430 منزلا، ونشرت صورا للدمار، وجددت المنظمة اتهاماتها للجيش، أمس.
وقالت الحكومة إن الصور التى حصلت عليها بمعرفتها أظهرت أن الأضرار لحقت بنحو 180 منزلا فقط.
ولقى 130 شخصا مصرعهم خلال شهر منذ بدء حملة أمنية شنتها السلطات ضد المسلمين فى ولاية راخين، حيث يعيش عدد كبير من أقلية الروهينجا.
وتحدث نشطاء عن إحراق مئات المنازل وتسويتها بالأرض، وهو ما نفته الحكومة والجيش، لكن لا يُسمح للمراسلين الأجانب بالوصول إلى المناطق التى يواجه فيها المسلمون الاضطهاد.
وقدَّر عمال إغاثة وسكان فى مخيمات والسلطات فى بنجلاديش أن ما لا يقل عن 500 من الروهينجا فروا من ميانمار إلى بنجلاديش منذ أكتوبر الماضى، وأضافوا أن اللاجئين يقيمون الآن فى 4 مخيمات للروهينجا على جانب بنجلاديش من الحدود. لكن حرس الحدود فى بنجلاديش منع مجموعة كبيرة من الروهينجا من العبور.
وقالت السلطات ودبلوماسيون وعمال إغاثة إن الجنود أغلقوا المنطقة التى يمثل مسلمو الروهينجا الغالبية العظمى من سكانها، وطردوا عمال الإغاثة والمراقبين المستقلين، وقاموا بتمشيط القرى، وكثف الجيش من عملياته فى الأيام الماضية، واستخدم الطائرات الهليكوبتر لدعم قواته، مع ورود أنباء عن مقتل العشرات.
وأعلنت حكومة رئيسة الوزراء، أونج سان سو تشى، فتح مفوضية حكومية لبحث المشاكل فى ولاية راخين، وأنكرت الحكومة والجيش فى ميانمار اتهامات بمسؤولية الجيش عن تدمير قرى تقطنها أقلية الروهينجا المسلمة فى ولاية راخين المضطربة.
وفى بيان نُشر فى وسائل الإعلام الرسمية، ذكر مكتب مستشارة الدولة، أونج سان سو تشى، أن مسلحين أضرموا النار فى القرى، فى محاولة للحصول على مساعدة مالية من منظمات دولية.
ويعيش أكثر من مليون مسلم من الروهينجا فى راخين، لكن الحكومة لا تعترف بهم كمواطنين، ويُنظر إليهم على أنهم مهاجرون غير شرعيين قادمون من بنجلاديش المجاورة.
وتشهد ميانمار توترا متصاعدا بين الأغلبية الهندوس والروهينجا، فى أعقاب الهجمات المنسقة التى شهدتها البلاد، الشهر الماضى، وأدت إلى مقتل 9 من قوات الشرطة، ووجهت السلطات أصابع الاتهام حينها إلى أقلية الروهينجا. ومنذ هذه الهجمات، أغلق الجنود أجزاء من ولاية راخين، ومنعوا عمال الإغاثة ومراقبين مستقلين من الدخول إليها.
ويعيش قرابة 100 ألف من الروهينجا فى مخيمات منذ أحداث العنف التى شهدتها البلاد عام 2012. وتسببت صور مئات اللاجئين الروهينجا- فى قارب صيد- فى صدمة للعالم أجمع أثناء محاولتهم الهروب عبر البحر إلى ماليزيا، العام الماضى.