«ابنى اتولد قبل ميعاده والدكاترة نصحونى لازم يدخل حضانة ولما سألت في المستشفيات الخاصة فوجئت بأن الطفل في اليوم الواحد يتكلف نحو ألف جنيه ورغم أن أهل الخير ساعدونى لكن مقدرتش برده على مصروفات المستشفيات الخاصة وحضرت إلى مستشفى الشاطبى من كفر الدوار منذ أسبوع علشان أشوف حاجة مجانية ولسه مستنية دورى ومش عارفة أعمل إيه، وساعات يقولوا مفيش أماكن لكن في ناس بتقول إن عندهم حضانات لكن مفيش ممرضين».. هكذا لخصت فوزية عبدالكريم حال المستشفيات الجامعية في الإسكندرية.
ويقول كمال السيد نقاش، 38 سنة: «زوجتى شعرت بآلام الوضع فجراً، وكنت أتابع مع دكتور خاص، ولما عرف إن دخلى لا يسمح بالمستشفيات الكبيرة دلنى على مستشفى الشاطبى، وأول ما وصلت للأسف وجدت معاملة غير آدمية ومش عارف ممرضات الاستقبال عندهم تبلد ولا يقدرون حالة المريض ولا أهله، وبعد معاناة قبلوا يستقبلوا زوجتى ودفعت 100 جنيه كشف استقبال ده غير مصاريف الأشعة وغيره ولكننى فوجئت بهم يطلبون توقيعى على تعهدين أحدهما بأننى مسؤول عن توفير حضّانة للمولود خارج المستشفى في حالة الحاجة إليها، وأن المستشفى غير مسؤول عن ذلك، وإقرار آخر بموافقتى على إجراء عملية الولادة وتحملى كامل المسؤولية، وأن المستشفى لا يتحمل أي مسؤولية عما يحدث لزوجتى بعد العملية»، وطبعاً في الأول رفضت لأن معنى كده إنى بعفى الطبيب من أي مسؤولية حتى لو حصلت حاجة نتيجة إهماله.
واضاف «كمال»: طبعاً الإقرارات دى خوفتنى وفكرت آخد مراتى وأمشى وأدخلها مستشفى خاص حتى لو هبيع هدومى لكن قلة الحيلة برده خليتنى وافقت ورميت حمولى على الله.
وتقول وهدان صابر، ربة منزل 58 سنة، وكانت في زيارة لإحدى قريباتها في الإسكندرية: «أنا باجى المستشفى هنا كتير وكذا مرة اتعاملت معاهم في ولادة بناتى وزوجات أبنائى وأقولك إن الأمور صعبة جدا لأن في بادئ الأمر تحس إن المستشفى ليس مجانيا لأن مطلوب منك تحضر مستلزمات ومحاليل وتدفع كشف 100 جنيه وتدفع بقشيش للعمال يعنى أقدر أقولك بتتبهدل بفلوسك.
وأضافت أن المعاملة غير آدمية بالمرة حتى في النظام الاقتصادى والولادة بتتكلف أكثر من ألف جنيه وبرده مفيش فرق كبير بينها وبين المجانى وممكن تلاقى قطط وحشرات».
وأضافت «وهدان»: المشكلة مش في مستوى الخدمة لأن ده ممكن يكون بسبب قلة الإمكانيات لكن أنا بتكلم عن مستوى التعامل لأن ممكن أي فرد أمن أو ممرضة، تهين كرامتك وده لأنك فقير وجاى تتعالج مجانا وكأنها بتعالجك من جيبها الخاص، بالإضافة للأطباء اللى مش فاضيين يتكلموا معاك لأنهم مشغولين بالتحدث في الموبايل لكن برده ده مايمنعش إن في ناس محترمة وبتحاول تؤدى واجبها على أكمل وجه لكن للأسف قلة وسط حالة الإهمال واللى بتسيطر على معظم العاملين بالمستشفى المخصصة للأطفال أصلاً.
من جانبه، قال الدكتور عصام الكردى، القائم بأعمال رئيس الجامعة، إن المستشفيات الـ10التابعة للجامعة هي في الأصل مستشفيات تعليمية لتدريب الطلاب فقط ولكن من منطق أنها تساهم في خدمة المجتمع وتقوم بمعالجة المرضى من المحافظة، ومع ذلك يأتى إلينا مرضى من محافظات البحيرة ومطروح وكفر الشيخ، حتى تحولت بمرور الوقت لمستشفيات علاجية وكأنها أنشأت لهذا الغرض من الأساس، وبالتالى فهى تؤدى خدمة صحية إضافية للمجتمع بجانب منظومة الصحة الحكومية والقطاع الخاص.
وأضاف «الكردى» أن مستشفيات الجامعة تعالج نحو 80% في حين يذهب فقط نحو 20% للعلاج بمستشفيات القطاع الخاص والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة، مشيراً إلى أن المستشفى الرئيسى الجامعى وحده يستقبل سنوياً نحو 140 ألف مريض من بينهم 67 ألف مريض بقسم «الجراحة والباطنة» والباقى بالأقسام الداخلية، ما يشكل عبئا على المستشفى، فضلاً عن كون المستشفى يخدم مرضى 4 محافظات.
وأشار إلى أنه تم وضع خطة تتضمن تنفيذ عدد من مشروعات التطوير المطلوبة وتتمثل في تطوير المربع الخدمى، والذى يشمل أقسام الطوارئ والاستقبال ورفع تدريب العاملين ورفع القدرات الإدارية والمهارية لأعضاء هيئة التدريس وإعادة هيكلة الجهاز الإدارى داخل المستشفى.
وقال الدكتور طارق خليفة، مدير عام المستشفى الرئيسى الجامعى، إن المستشفى يعانى من ندرة عدد أسرة قسم العناية المركزة ما يضطرنا للعمل بنظام «الدور» في قسم العناية المركزة بالذات.
وأوضح خليفة أن نحو 29 ألف مريض ترددوا على أقسام الباطنة التخصصية والعادية في عام 2015 مقابل 18 ألف مريض على أقسام الجراحة، والطوارئ بأنواعها استقبلت 27 ألفا و800 بالإضافة إلى 15 ألفا و500 مريض بأقسام العناية المركزة والطب الحرج ومركز السموم.
وأشار إلى أن المستشفى يوجد به 1730 سريرا و131 سريرا بالعناية المركزة فيما استقبلت العيادات الخارجية 221 ألف حالة وبلغت حالات الطب الطبيعى 5400 حالة وتم إجراء 15 ألفا و700 عملية جراحية.
وكشف «خليفة» أن المستشفى يعانى من مشاكل كبيرة تتمثل في نقص الأدوية والمستلزمات والمحاليل الطبيعية مثل محلول الملح وأمبولات رفع كفاءة المريض والأنسولين، ما نتج عنه توقف العمل في بعض الوحدات الطبية، فضلاً عن قوائم الانتظار التي تخطت الحدود ووصل عددها لنحو 2600 حالة من الحاصلين على قرار علاج على نفقة الدولة، لدرجة أنه تتم مخاطبة لجنة العلاج على نفقة الدولة بتحويل المرضى إلى معهد القلب أو مستشفى شرق المدينة لتخفيف الضغط.
وقال الدكتور أحمد سعد، مدير مستشفى الشاطبى الجامعى للأطفال إن المستشفى تعانى من زيادة كبيرة في قوائم الانتظار بجميع وحدات المستشفى خاصة في وحدات القسطرة وغسيل الكلى والعناية المركزة والجراحة والعنابر وسرطان الدم ولدينا مشاكل كثيرة أبرزها في نقص كبير في الأدوية ومحاليل غسيل الكلى يصل إلى أكثر من 25%.
وأضاف «سعد» أن قسم مكافحة العدوى بالمستشفى يحتاج إلى 4 أجهزة مونيتور لمرضى الصرع بوحدة الأمراض العصبية، خاصة أنه يوجد حالياً 50 جهازا فقط ونحتاج إلى 24 سريرا للمرضى وجهازى تنفس صناعى.
وأشار إلى أن المستشفى على الرغم من الإمكانيات المتاحة لديها تعالج يتردد عليها سنوياً 500 ألف مريض من 4 محافظات بواقع أكثر من 40 ألف مريض شهرياً ما بين كشف في عيادات خارجية وحجز وعناية مركزة ومتوسطة وجراحة أطفال وقسطرة أطفال ووحدة مناظير للأطفال وأمراض الوراثة للأطفال والأطفال المبتسرين، حيث يوجد لدينا 90 حضانة أطفال مبتسرين و72 سريرا للأطفال المبتسرين ونحتاج إلى رفع الأسرة إلى أكثر من 150 سريرا فضلاً عن العجز في هيئات التمريض حيث يعمل المستشفى بـ400 ممرضة فقط ويحتاج إلى 600 ممرضة.
وشكا «سعد» من العجز الشديد في طواقم التمريض بمستشفيات جامعة الإسكندرية، خاصة أن مستشفى الشاطبى يوجد به سريران في العناية المركزة متوقفان عن العمل لعدم وجود تمريض لهما فضلاً عن توقف 30 حضانة أطفال بمستشفى سموحة الجامعى للأطفال لعدم وجود ممرضات.