أبرزت عناوين الصحف العالمية الصادرة الخميس بقاء القوات الأمريكية في العراق رغم انقضاء المدة المعلنة، وقصف تركيا للأكراد ليلا، وأهمية محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك مدنيًا أمام القضاء المصري في ترسيخ الديمقراطية.
القوات الأمريكية في العراق
ذكرت شبكة «سي.بي.إس نيوز» الأمريكية أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق مجرد «حبر على ورق»، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال في نفس الوقت من العام الماضي في مؤتمر صحفي إن الحملات العسكرية القتالية في العراق انتهت.
وكشف مراسل الشبكة لشؤون الأمن القومي ديفيد مارتن, أن هناك ما يقرب من 46 ألف جندي أمريكي مازال في العراق، ولا يبدو أن المهاجمين الانتحاريين سيتوقفون عن هجماتهم. وأضاف أنه «من المستحيل أن نقول إن المهمة القتالية الأمريكية انتهت في العراق، فمازالت الطائرات الأمريكية تقوم بالقصف على مواقع وأهداف تهدد القوات الأمريكية، كما أن وحدة العمليات الخاصة مستمرة في غاراتها الليلية بالتعاون مع القوات الخاصة العراقية (الكوماندوز)، ومازال الجيش الأمريكي مستعد لأي مهمات قتالية تطهر في أي وقت».
ومن المفترض أن تغادر القوات الأمريكية العراق بحلول نهاية العام الجاري، إلا أن مارتن رأى أن زيادة العنف في الشهور الأخيرة وعدم الاستقرار الحكومي يمكن أن يدفعا القادة العراقيين إلى طلب بقاء بعض القوات الأمريكية في بلادهم.
الأتراك يقصفون الأكراد
قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن قيادة الجيش التركي، أعلنت في بيان الخميس، أن طائرات تركية أغارت على 60 هدفًا لمسلحي حزب العمال الكردستاني في عملية وصفتها بأنها «ناجحة» شمال العراق ليلا. وأضافت أن المدفعية التركية قصفت 168 هدفًا في المنطقة قبل العملية الجوية التي نفذت ردًا على قتل مسلحين من حزب العمال الكردستاني 12 من أفراد قافلة عسكرية في جنوب شرقي تركيا في كمين نصبوه لهم.
وأوضحت أن 15 طائرة حربية تركية من طراز «إف 16» شاركت في قصف في «جبال قنديل والزاب وهاكورك» الواقعة في إقليم كردستان شمال العراق، حيث تنتشر مراكز قيادة التمرد الكردي المسلح. يأتي هذا القصف بعد إعلان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الأربعاء، عن «نفاد الصبر من تواصل نشاط مسلحي حزب العمال»، وكذلك تصريحات رئيس الجمهورية عن أنه لا يوجد ما يسمى الصبر أو المهلة حتى نهاية رمضان.
العدالة الانتقالية في محاكمة مبارك
قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إن محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ورجاله أرضت كثيرًا من المصريين الذين رأوا الديكتاتور الذي حكمهم في قفص الاتهام، إلا أنها أثارت تحفظات آخرين بشأن معاملته. وأضافت أن هذه المشاعر المتضاربة تعني أن محاكمة رئيس الجمهورية السابق مجرد خطوة في طريق طويل لفهم العدالة الانتقالية.
وأوضحت أنه لا ينبغي أن تطغى الرغبة في العقاب والقصاص على الحاجة إلى الصدق والشفافية والمحاسبة. وذكرت أن مصر ليست الأولى في صراع كيفية تقديم المسؤولين للمحاكمة، فالعدالة الانتقالية مرتبطة بتقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان للعدالة. لكن الناشطين والمحللين في السنوات الأخيرة، وجهوا الانتباه إلى أن العدالة الانتقالية يمكن أن تحول البلاد من الحكم الأتوقراطي الاستبدادي إلى الديمقراطي. ولكي تقوم محاكمة مبارك بهذا الدور، يجب على المصريين أن يعيدوا التفكير فيما يريدونه من العدالة الانتقالية.
وشددت على أهمية معاقبة النظام السابق على جرائمه، لكن الأهم هو أن ترسخ محاكمة المسؤولين لحكم ديمقراطي ينهي حلقة الإفلات من العقاب، ويعيد ترسيخ علاقة المواطن بالدولة وسيادة القانون والمحاسبة.