x

محمود عبدالعزيز.. وداعاً «قبطان السينما»

الإثنين 14-11-2016 00:27 | كتب: ريهام جودة, ناصر الشرقاوي |
الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الفنان الراحل محمود عبدالعزيز تصوير : اخبار

في بداياته بمسلسل «الدوامة» مع نيللى ومحمود يس، أو فيلم «الحفيد» عام 1974 مع نور الشريف وميرفت أمين، و«المتوحشة» مع سعاد حسنى، و«البنات عايزة إيه» مع سهير رمزى، قد يظنه البعض أنه سيبقى نموذجا للفتى الوسيم الذي ظهر لينافس مجموعة من ممثلى الصف الأول وقتها عزت العلايلى، محمود يس، حسين فهمى، لكن محمود عبدالعزيز بموهبته المتميزة وطاقاته التمثيلية الكبيرة سلك مسلكاً مختلفاً يبتعد عن الاعتماد على ملامحه الجذابة إلى أدوار متنوعة وأكثر جاذبية وتميزا في السينما والدراما، ليصبح أحد أهم نجوم الشاشة العربية.

في أفلامه الكوميدية والاجتماعية مثل «الشقة من حق الزوجة» و«السادة الرجال» و«الدنيا على جناح يمامة» و«جرى الوحوش» و«الكيف» و«العار» قدم محمود عبدالعزيز نموذجا لذلك الرجل الذي يشبه الكثيرين فيما يتعرض له من ظروف تطحنه، لكنه يخرج بأكثر التعبيرات اللفظية والحركية سخرية، يتقبل الأمور بخفة ظل، يضحك، ويسخر حتى من نفسه قبل الآخرين، وصولا ربما لأن يبكى حين يفلت زمام الأمور من يده، حتى لتشعر بأنه فقد صوابه، مقدما أداءً يعتمد على طاقات تمثيلية وانفعالات تعبيرية ونفسية، محتلا لمكانة لدى جمهوره لم ينازعه عليها غيره ولم ينافسه فيها أحد، إضافة إلى اعتماده على طريقة أداء ومظهر مختلف للشخصية السينمائية في عدد من أفلامه، أبرزها «أبوكرتونة».

قدم عبدالعزيز رصيدا هائلا من الأعمال الفنية، بلغ 84 فيلما، ونادرا ما تجد دوراً أو أداءً متشابها، بل إن متابعة أدوار ذلك الفنان المعجون بالموهبة تذهل جمهوره، فأدواره البعيدة عن الكوميديا مثل فيلم «البرىء»، و«تزوير في أوراق رسمية» و«العذراء والشعر الأبيض» تضعك أمام فنان آخر قادر على تقديم التحولات النفسية للشخوص التي يقدمها وتملؤها الصراعات البشرية، حتى في تقديمه للكوميديا، تميز محمود عبدالعزيز بأداء الشخصيات بطريقته التي لاتزال حتى الآن وبعد سنوات طويلة رمزا لأنجح إفيهات الأفلام، وهى الإفيهات البعيدة عن الابتذال أو التكلف الذي نراه في السينما المصرية في عقدها الأخير، لكنها إفيهات كُتبت بعناية، ولم يصلح لأدائها غير محمود عبدالعزيز، مثل «الملاحة الملاحة» في «العار»، و«الإنترلوب» في «جرى الوحوش»، و«الكيمى كيمى كا» في «الكيف»، والتى أصبحت أكبر معبر عن المواقف الاجتماعية وتنتشر خلال السنوات الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى في كوميكسات، ما يجعل من «عبدالعزيز» رمزا معبرا بين جمهوره لسنوات مقبلة أيضا، حتى وإن رحل صاحبها.

فرط النجاح الجماهيرى الذي حققه محمود عبدالعزيز جعله محاصرا بالألقاب التي منحها له جمهوره أو النقاد بسبب تقديمه لأفلام تحمل أسماء تلك الألقاب، مثل «الساحر» و«الجنتل» و«القبطان»، إلا أن أكثر أسماء الشخصيات التصاقا به وتعبيرا عن نجاحه الجماهيرى والفنى فيها كان شخصية الكفيف «الشيخ حسنى» في فيلم «الكيت كات»، والذى اقترب فيها من المكفوفين لأشهر ليتدرب على الشخصية ويتعرف على أنواع العمى، وكيفية أداء شخص كان مبصرا ثم أصيب بالعمى، والغريب أن «عبدالعزيز» حاول الإفلات من نجاحه المدوى في هذه الشخصية، وعدم حصر موهبته عندها، وكان يرى أن نجاحه لا يجب أن يتوقف على عمل محدد، بل يجب أن يمتد إلى تقديم المزيد من الشخصيات الجديدة.

ابتعد محمود عبدالعزيز عن السينما مع تخبط أحوالها وظهور جيل جديد من الممثلين، ليعود إليها نجما مخضرما، بل غول تمثيل يرتعد أمامه النجوم الشباب، مثل أحمد السقا وعمرو واكد في فيلم «إبراهيم الأبيض»، وصولا إلى استعراض الشارع السياسى العربى بعد حرب العراق في فيلم «ليلة البيبى دول»، وغيرهما من الأفلام التي حافظ فيها «عبدالعزيز» على نجوميته وحضوره المميز. حصد «عبدالعزيز» 25 جائزة دولية ومحلية سينمائياً، إلى جانب حب جمهوره، ووفقًا للقاء تليفزيونى معه في برنامج «البيت بيتك» كانت أقرب شخصياته إليه «الشيخ حسنى» في «الكيت كات»، حيث تمنى أن يكون بقوته وقدرته على تجاوز المواقف المختلفة، إلى جانب عشقه للسينما وعدم دخولها بحثًا عن الثراء أو العلاقات العاطفية، بل حبًا للتمثيل، لدرجة أنه قدم 25 فيلمًا في 6 سنوات.

«هجّان» الدراما الذي أخلى الشوارع

الفنان الراحل محمود عبدالعزيز

تخلو الشوارع وقت عرض المسلسل، كان ذلك حال الشارع المصرى عند عرض حلقات مسلسل «رأفت الهجان» عن عميل المخابرات المصرية رفعت الجمال، الذي قدم محمود عبدالعزيز، منه 3 أجزاء، للمخرج يحيى العلمى، وبدأ العمل على الجزء الأول منه عام 1987، ذلك العمل الذي خاض في أجواء الجاسوسية والصراع العربى الإسرائيلى قبل حرب أكتوبر 1973، واستعرض دور رفعت الجمال عميل المخابرات المصرية الذي تم زرعه في قلب إسرائيل وكان له دوره في إمداد الجانب المصرى بالمعلومات تمهيدا للحرب. المزيد

جيران منزل الأسرة في وداع ابن الحتة: إسكندرانى مجدع

مقبرة الأسرة تستعد لاستقبال جثمان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز

ما إن تطأ قدماك شارع المعاون بمنطقة الورديان غرب الإسكندرية وتنظر في وجوه الناس إلا وتقرأ في ملامحهم أن حدثاً جللًا قد وقع أو أن خطباً ما أصابهم، أن اليوم يوم الأحد ومعظم المحال قد أغلقت أبوابها، حتى الطقس قرر أن يساهم في هذا المشهد الجنائزى الحزين وانزوت الشمس خلف غيمة السحب ولم يتسلل منها إلا بعض الأشعة التي ظهرت على استحياء،. المزيد

بالدموع.. نجوم الفن يودعون الساحر لمثواه الأخير

محمد وكريم يحملان جثمان والديهما

شُيع ظهر الأحد جثمان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز ، من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، وسط حالة من الحزن والصدمة سادت بين نجوم الفن وجمهور الفنان الراحل الذين حرصوا على المشاركة في تشييع الفنان الراحل إلى مثواه الأخير. أدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان الساحر، وعقب أداء الصلاة تم نقل جثمان الراحل إلى مقابر الأسرة في «أم مخبيب» بالإسكندرية، حيث مثواه الأخير. شهدت الجنازة حضورا كثيفا من الفنانين والشخصيات العامة والجماهير من عشاق النجم الراحل الذين حرصوا على وداع جثمان النجم الراحل. المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية