x

القائم بأعمال السفير العراقى بالقاهرة أحمد الجنابى: البترول العراقى فى مصر قريبًا.. وعلاقتنا بـ«القاهرة» أزلية

الأحد 13-11-2016 23:24 | كتب: سوزان عاطف |
احمد الجنابي القائم باعمال السفير العراقي في القاهرة في حوار للمصري اليوم احمد الجنابي القائم باعمال السفير العراقي في القاهرة في حوار للمصري اليوم تصوير : نمير جلال

قال القائم بأعمال السفير العراقى بمصر، أحمد الجنابى، إن سقوط محافظة الأنبار فى يد التنظيم الإرهابى «داعش»، عطل مد مصر بالبترول، والذى كان مقررا فى عام 2014، بواقع مليونى برميل شهريًا، وأنه مؤخرا تم إيجاد بدائل للمعوقات التى كانت تحول دون تنفيذ خط الأنابيب قبل سنتين، على أن تشهد الفترة المقبلة دخول الاتفاقات حيز التنفيذ والتطبيق العملى.

وأضاف، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن التوغل التركى فى الأراضى العراقية يعد احتلالا، وقد يمثل ممرات آمنة لخروج أعضاء داعش من الموصل إلى مدن عراقية أخرى أو إلى سوريا، لافتا إلى أن التعاون العراقى الإيرانى مميز، والتباطؤ فى تحرير الموصل مقصود.. وإلى نص الحوار:

■ بداية ما طبيعة العلاقات المصرية العراقية؟

- العلاقات المصرية العراقية أزلية وممتدة منذ القدم، وليست وليدة علاقات دبلوماسية حديثة، لكن الخطوات الأخيرة اتخذت منحنى أكثر سرعة فى اتجاه توطيد العلاقات من أجل تعزيز التعاون المشترك والتكامل الاقتصادى، والزيارة الأخيرة التى قام بها وزير البترول المصرى طارق الملا إلى العراق، أكتوبر الماضى، وضعت اللمسات الأخيرة لاتفاقات سابقة، لكنها كانت تحتاج إلى بعض أطر قانونية وبروتوكولية، وخلال الفترة القادمة سيشهد الجانبان دخول تلك الاتفاقات حيز التنفيذ والتطبيق العملى.

■ متى سيتم تحديدا مد مصر بالبترول العراقى؟

- توريد النفط لمصر حسب الكميات المعلن عنها والتى تصل إلى مليونى برميل شهريا كان من المفترض أن يتم فى عام 2014، لكن بسبب سقوط محافظة الأنبار فى يد داعش تم التلكؤ فى إنجاز الخط الناقل للبترول «الأنابيب» من البصرة إلى مصر، لكن مؤخرا تم إيجاد بدائل للمعوقات التى كانت تحول دون تنفيذ خط الأنابيب قبل سنتين.

■ ماذا عن طبيعة العلاقات العراقية مع باقى الدول العربية؟

- علاقة نسبية، جيدة مع البعض ولم تصل للحد الذى نتمناه مع البعض الآخر، لكن العراق يتبع سياسة واحدة تجاه جميع الدول وهى قائمة على احترام سيادة الدولة وعدم التدخل فى شؤونها، ويده ممدودة للجميع.

■ ما أسباب انتشار داعش فى العراق بهذا الشكل؟

- جاء تنظيم داعش الإرهابى للبلاد بفكرة الدفاع عن السنة ونصرتهم فى العراق من الظلم الواقع عليهم، رغم أننا شعب غير طائفى، لكن هناك من مال للفكرة المتطرفة للتنظيم من السنة وبعض أتباع صدام حسين، فاستطاع بذلك التنظيم أن يمتد، إضافة إلى ضعف الجيش العراقى حينها نتيجة تفكيكه من قبل الأمريكان، مما جعل الجيش غير قادر على مواجهة داعش، لكن الآن عادت تقريباً 87 % من المدن التى كان يحتلها التنظيم الإرهابى، مثل الأنبار وديالى وصلاح الدين، وستتواصل المعارك حتى يتم استعادة جميع الاراضى التى يسيطر عليها داعش، وقد تستمر لفترة طويلة لحرص القوات لعراقية على حماية المدنين بشكل كامل، والقضاء تماما على تنظيم داعش حتى لا يهرب أى من أعضائه الى سوريا.

■ قلت سابقا إن هناك بعض الدول التى تدعم انتشار داعش فى العراق من هى؟

- بعض الدول دعمت التنظيم كنوع من تصفية الحسابات، ولا أستبعد أن يكون لإسرائيل دور فى هذا، فلا يمكن أن تحقق داعش هذا التمدد والانتشار بمفردها، بل وراءهم بعض الأيادى الخفية والدول التى لها حسابات سياسية فى المنطقة بدون أن يظهروا للعلن، فضلاً عن تورط بعض القيادات من أتباع صدام حسين مع التنظيم.

■ وماذا عن الانتقادات الموجهة لتحرير الموصل بمشاركة الحشد الشعبى بسبب أنه مدعوم من إيران؟

- منذ عام 2014، شارك الحشد الشعبى فى تحرير الكثير من المدن التى سيطر عليها داعش، مثل الأنبار وصلاح الدين، ولم يحدث اضطهاد للسنة، كما أنه ليس شيعيا بل هو حشد شعبى عراقى يضم الشيعى والسنى والتركمانى والصابئى، وهذه هى مكونات الحشد الشعبى الذى يقاتل داعش، وخاض معارك كثيرة فى عدة مدن، ووصف بعض وسائل الإعلام له بالشيعى إساءة للحشد وتمثل إنكارا للمذاهب الأخرى المشاركة فيه، كما أن انتقاد تلك الوسائل لمشاركة الحشد جعلته حريصًا جدا فى تعامله مع المواطنين، وكان الحشد على أعلى درجات الانضباط ولم نسجل حالة اضطهاد واحدة أثناء الحرب بسبب الاعتقاد الدينى، أما حكاية أنه مدعوم من إيران، فإيران مدت يد المساعدة للحكومة العراقية بأكملها وليس الحشد الشعبى فقط، كما أنها قامت بإرسال مستشارين ضمن باقى دول التحالف الدولى بناء على طلب الحكومة العراقية، إضافة إلى بعض الأسلحة والمعدات العسكرية مع باقى الدول، وفى النهاية الحشد الشعبى مؤسسة تابعة لرئاسة الوزراء وتتلقى أوامرها من القائد الأعلى للقوات المسلحة.

■ ما دور مصر والدول العربية فى الحرب؟

- فى عام 2015 التقى وزير الدفاع العراقى السابق، خالد العبيدى، نظيره المصرى الفريق أول صدقى صبحى، واتفقا على فتح مراكز التدريب العسكرية المصرية أمام قوات الجيش العراقى لتعزيز قدرتها فى الحرب ضد تنظيم داعش، ومؤخرا أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن دعمه الكامل للعراق فى حربه على الإرهاب وتحرير الموصل، أما باقى الدول العربية فدورها متفاوت ما بين التأييد والامتناع عن تقديم المساعدة التى كنا نتمناها منها، لذلك كان التحالف مع إيران متميز عن بعض الدول العربية، وهذا أيضا ارتضينا به، لكن فى الوقت نفسه لا توجد مساعدات بل تصيد للأخطاء فى ساحة القتال رغم أن كل الحروب التى قادتها البشرية بها أخطاء ولها ضحايا.

■ ما السيناريوهات الموضوعة بعد تحرير الموصل ومن سيتكفل بإعادة الإعمار؟

- الجيش العراقى بالتعاون مع الحشد الشعبى وقوات البشمركة، يحقق تقدما كبيرا فى حربه على داعش وتحرير مدينة الموصل، والإبطاء فى المعارك مقصود لحماية المدنيين الموجودين داخل المدينة، ورئيس الوزراء حيدر العبادى، أعلن أن عام 2016 هو عام الخلاص من داعش، وستكون مدينة الموصل هى آخر مدينة عراقية يتواجد بها الدواعش، مع التشديد على حرص القوات الأمنية على عدم خروج أى داعشى إلا مقتولا حتى لا يتسللوا إلى سوريا، لأن هذا معناه توسع الخطر السرطانى لداعش لبقية الدول العربية.

وبخصوص إعمار مدينة الموصل فكما هو معروف الدولة العراقية تكبدت ميزانية فادحة بسبب المواجهات مع داعش فى السنوات الأخيرة، وهناك واجب أخلاقى على جميع دول العالم، لتساعد فى إعادة بناء مدينة الموصل وبنيتها التحتية التى دمرت، خاصة أن هناك 100 جنسية تقاتل فى صفوف داعش، لأن القتال ضد داعش لا يهم العراق فقط، بل نحن ندافع عن العالم كله، لأن التنظيم الإرهابى لو سيطر على العراق سيمتد إلى باقى دول الجوار والمنطقة برمتها.

■ قيل إن هناك ممرات آمنة لهروب عناصر «داعش» من الموصل.. أليس من الممكن أن يشكل قواعد أخرى فى مناطق جديدة؟

- السياسة التى انتهجها الجيش العراقى منذ بداية حربه مع «داعش» فى عام 2014، هى سياسية الذبح، بمعنى أنه يترك المنطقة التى يقوم بتحريرها خلفه آمنة وخالية تماما من «الدواعش»، لذلك بدأ الجيش عملية التحرير من أطراف بغداد، والدواعش محاصرون فى مناطق محددة من الموصل، والقوات العراقية تحاول جاهدة أن تقضى على تلك العناصر حتى لا تتواجد سواء فى المدن العراقية أو حتى الأراضى السورية، بشرط أن يتوفر غطاء جوى مناسب ومساعدات لوجستية للجيش العراقى، وفى الوقت نفسه نخشى أن تكون تركيا هى من توفر تلك الممرات الآمنة لداعش.

■ ما سبب كثرة الحديث عن تقسيم البلاد لثلاث دول «سنية، شيعية، كردية»؟

- هذا الحديث غير صحيح بالمرة، ولا يوجد عراقى واحد يؤمن بهذه الفكرة، بل هناك من الخارج من يروج لها، والدليل على ذلك أنه فى معركة تحرير الموصل كان السنة والشيعة والأكراد يقاتلون مع بعضهم البعض فى مشهد تاريخى ضد «داعش»، للأسف هناك خلط كبير لدى الكثير من الناس، بأن الانفجارات التى تحدث بأماكن يتركز بها الشيعة سببها السنة، لكن هذا الحديث غير صحيح، فلا يوجد شيعى واحد يوجه أى اتهامات لسنى، بل وراءها تنظيمات إرهابية متطرفة لا علاقة لها بالسنة من قريب أو بعيد.

■ وماذا عن إيران؟

- بعض الدول تتهمنا بأن ولاءنا لإيران، لكن لابد أن نصحح معلومة مهمة، المذهب الشيعى لا ينتمى لطهران، والعراق إبان حكم صدام حسين، دخلت حربا لمدة 8 سنوات مع إيران، فهللت وقتها العديد من الدول العربية، وبعد دخول الأمريكان بغداد، مدت طهران يدها لنا وأصبحت علاقتنا طبيعة معها، فأصبحوا يوجهون إلينا اتهامات لا تنتهى لمجرد أننا لا نقاتلها، فى حين أن بعض الدول العربية هم من رفضوا أن يمدوا يدهم إلينا بحجة أننا دولة محتلة.

■ هل سوريا وإيران سبب توتر العلاقة مع بعض دول الخليج؟

- العراق يده ممدودة لجميع الدول، لكن البعض رفض مد يده إلينا، ومنهم بعض الدول العربية لحسابات سياسية، وبالنسبة للقضية السورية، فبغداد لا تختلف مع أى دولة بخصوصها، لأننا لا نؤيد نظام بشار الأسد، بل لدينا قناعة بأن حل الأزمة بيد الشعب السورى وحده بدون تدخل أى أطراف من الداخل.

■ ماذا عن التوغل التركى فى الأراضى العراقية؟

- تركيا دخلت الأراضى العراقية بعشرات الدبابات وأكثر من 1000 عسكرى، وتوغلت 110 كيلو حتى وصلت إلى مدينة بعشيقة التابعة للموصل، وحقيقة فوجئنا بهذا التوغل، وحصلنا على قرار من جامعة الدول العربية بإدانته، فالحكومة العراقية لم تطلب دخول القوات التركية إلى العراق، وطالبناهم بالانسحاب، لكن يتذرعون بمصوغات ليس لها أساس من الصحة، منها أنها تريد محاربة حزب العمال الكردستانى، ورغم أن الأتراك وقعوا اتفاقا مع زعيم الحزب عبدالله أوجلان عام 2013، إلا أنهم طاردوا قوات الحزب حتى خرج من الأراضى التركية ووصل إلى شمال العراق، ووقتها قدمنا مذكرة احتجاج إلى الحكومة التركية، وسألناهم كيف توقعون اتفاقا والعراق يدفع ثمنه، ومن الذرائع الأخرى لدخولهم الأراضى العراقية أنهم يدعون أن الحكومة العراقية وبعض السياسيين هم من طلبوا منهم ذلك، وهذا ليس صحيحا بالمرة، كما يدعون أنهم دخلوا العراق لمحاربة «داعش».

والمفارقة أن البرلمان العراقى الذى يمثل جميع طوائف الشعب صوت قبل شهرين باعتبار أن القوات التركية الموجودة فى الأراضى العراقية قوات احتلال، وهى رسالة يجب أن تصل إلى القيادة التركية، لأن جميع الشعب العراقى يرفض تواجدهم داخل أراضيه، وعلى تركيا احترام سيادة العراق وعدم التدخل فى شؤونه وسحب قواتها فورا من أراضيه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية