x

«الطيب»: الهجوم على مؤسسة بحجم الأزهر يصب في مصلحة داعش

الجمعة 11-11-2016 12:43 | كتب: أ.ش.أ |
مؤتمر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، بمقر مشيخة الأزهر الشريف بالدراسة، 2 يونيو 2016. - صورة أرشيفية مؤتمر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، بمقر مشيخة الأزهر الشريف بالدراسة، 2 يونيو 2016. - صورة أرشيفية تصوير : فؤاد الجرنوسي

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الهجوم على مؤسسة بحجم الأزهر الشريف يصب في مصلحة داعش ومَن على شاكلتها بشكل مباشر؛ لأن الذي يقف في مواجهة هذه التنظيمات هو الفكر والفقه والعقل الأزهري كما أن هذا الهجوم في الحقيقة هجوم على الأمة المصرية، ويخدم أجندات موجهة من مصلحتها التشغيب على الأزهر وعرقلته عن أداء دوره في النهوض بالأمة.

وأوضح شيخ الأزهر، في حديثه الأسبوعي الذي سيذاع، الجمعة، على الفضائيَّة المصرية أن مؤسسة الازهر راجعت مناهجها واستحدثت مقررات تتعامل مع المفاهيم المغلوطة التي شاعت وتتردد في الساحة الفكرية وتؤثر سلبا على توجهات الناس وتفكيرهم، ومع ذلك لا يلتفت إلى تلك المراجعة والتطوير، وإنما يلتفت إلى عبارة في كتاب من كتب التراث القديم يقاطعونها من سياقها ليدينوا تاريخا كاملا من العلم والعطاء الذي حافظ على الأمة وتاريخها

ورأى الدكتور الطيب أن الهجوم على مؤسسة بحجم الأزهر الشريف، هذا يدل على أن الأزهر بدأ يأخذ دوره الحقيقي في توعية الناس، وفي إظهار الثقافة الحقيقة للإسلام.

كما أوضح أن الجولات الخارجية التي يقوم بها إلى العديد من الدول في إفريقيا وأوروبا والمنطقة العربية وجنوب شرق آسيا مخطط لها ضمن خطة الأزهر الشاملة في البحث عن السلام وإقرار السلام والتعايش السلمي بين الناس جميعاً وهو هدف الإسلام، لان الأزهر هو الجهة التي تعبر تعبيراً أميناً وصادقاً عن الإسلام وثقافته وعلومه وشريعته منذ أكثر من ألف وستين عاما.

واعتبر أن مراجعة المناهج الأزهرية لا يعني أن تلك المناهج- كما يقال ويساء إلى الأزهر- مناهج تخرج المتشددين والمتطرفين، بدليل أن كل زعماء وقادة الحركات المتطرفة المسلحة التي تتمسح بالإسلام سواء في مصر أو في خارج مصر لم يتخرج من قادتها أحد من جامعة الأزهر؛ لأنه يصعب جدًّا على الأزهري الذي درس التراث أن يستقطب في هذه التخندقات الفكرية العسكرية، فالمنهج الأزهري منهج إسلامي رشيد، يربى الطالب على السماحة والاعتدال والتعددية واحترام الآخر.

كما نوه لمشروع ببيت العائلة الذي آتى ثماره، حيث تم إنشاء فروع كثيرة له في محافظات الوجه البحري والوجه القبلي وننتظر منه المزيد، وبدايته كانت طيبة ومباشرة وناجحة إلى أبعد الحدود، لكن الإعلام لا يلقى الضوء عليه، وهذا مقصود؛ لأن كل مفيد لهذا الوطن مقصود هدمه، لكن الأزهر لا يلقي بالًا لهذا، فنحن نعرف هدفنا ولا يهمنا سواء ظهرنا في الإعلام أو لم نظهر، فمعاذ الله أن نعمل لغير وجه الله.

وأردف: «أما على المستوى الإقليمي فمهمة الأزهر أنه مؤسسة تجمع المسلمين وتوحدهم، وتكافح الفرقة والشقاق والنزاع، والإسلام يسعنا وقد وسعنا بالفعل طوال أربعة عشر قرنا من الزمان وأكثر، فالأزهر يعمل على لم الشمل أو الجمع مشيرا إلى اهتمامه منذ رئاسته لجامعة الأزهر لنقد المذاهب المتشددة أينما وجدت.

وأضاف أن زياراته الخارجية لم تكن زيارات للنزهة والسياحة، وإنما كانت لتفقد أحوال المسلمين بل وغير المسلمين أيضا، كما حدث في نيجيريا،

وأوضح أنه لابد لنا من أن نتصل بالعالم الغربي لنبدأ معه خطوة على تصحيح الصورة المشوهة التي ينفرد بها الإعلام في الغرب عن الإسلام والمسلمين، رغم وجود العشرات -ولن قول المئات- من الهيئات العربية والإسلامية ولكن للأسف الشديد كما أظن وأرجو أن يكون ظني خاطئا، أن هذا الملف على الأقل لا يأتي في الدرجة الأولى، من اهتمام هذه الهيئات، مؤكدًا أن الأزهر تحرك وكان له خطة مع مؤسسات دينية كبرى انطلاقا من أنه كما يقال انه لا سلام للعالم من غير سلام الأديان

وشدد الطيب على ضرورة السلام بين رجال الدين وعلمائه أولًا، كى يتحقق سلام للناس، وأن رجال الدين وعلمائه ما داموا مختلفين وكل منهم يكيد للآخر فلا ننتظر للعالم سوى هذه الحروب،

وأشار إلى أنه لا يوجد إعلام يهتم بتقديم صورة الإسلام الحقيقي للغرب، وخاصة بعد ما أسيء للإسلام ولنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة سواء في الصور الكاريكاتورية أو في غيرها،

وتابع: «أنا لا أعذر الشارع الأوربي في كراهيته للإسلام وإن كنت افهم لماذا؟، لأنه هناك إعلاما مسلطا وموجها ومبرمجا ولا يوجد أمام الشعوب الأوروبية إعلام آخر، فلدينا في عالمنا العربي والإسلامي قنوات فضائية عديدة لكن لا يهتم أحد بهذه القضية على الإطلاق، وفى نفس الوقت ما تخصص منها في الحديث عن الإسلام -للأسف الشديد- إما بين متشدد يصور الإسلام بصورة لا تتلاءم والعقل الغربي، ،وإما متسيب يهمه أن يلعب على جميع الأحبال كي يقال: إنه يقدم الإسلام الجديد وأنه ضد الإسلام القديم، فلا توجد خطة مدروسة تحدد كيف ننقذ سمعة الإسلام في هذا المعترك، ومرة أخرى ما لم يكن هناك سلام بين رجال الدين الواحد فلا تنتظر أن هذا الدين سينتصر في المعركة الإعلامية في الغرب».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية