تسبب الزلزال الذي ضرب هايتي أمس الثلاثاء والذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر في دمار أبرز مبان البلاد بما فيها القصر الرئاسي وسقوط آلاف الضحايا وتشريد ملايين من المواطنين.
وأكد سفير هايتي في المكسيك «روبرت مانويل» أن رئيس هايتي «رينيه بريفال» لازال "على قيد الحياة" اثر دمار القصر الرئاسي ومبان رسمية أخرى، وقال "كل ما يمكنني أن أؤكده أن الرئيس وزوجته على قيد الحياة" مشيرا إلى أن "الوضع خطير جدا".
ومع هبوط الليل سجلت عدة هزات ارتدادية فيما وصف أحد المسؤولين الهايتيين الزلزال بأنه "كارثة من حجم كبير"، وأعلن المركز الأميركي لرصد الزلازل أن 24 هزة ارتدادية تلت الزلزال، وأعربت «ساره فاغاردو»المسؤولة في هيئة الإغاثة الكاثوليكية عن مخاوفها من أن تؤدي الهزات الارتدادية إلى سقوط المزيد من المباني.
وقالت "معظم موظفي هيئة الإغاثة الكاثوليكية سينامون في العراء لأنهم خائفون من النوم داخل المبنى" مشيرة إلى أن "بعض المباني انهارت".
و بثت شبكة CNN التليفزيونية الأميركية أظهرت سحابة كبرى من الغبار ترتفع من عشرات المباني المنهارة، وقال سفير هايتي في الولايات المتحدة للشبكة "أعتقد انها كارثة من حجم كبير".
واستمر الزلزال لأكثر من دقيقة وخلف دمارا كبيرا في عدة مبان بما يشمل القصر الرئاسي والبرلمان وعدة وزارات، ودمر مقر بعثة الأمم المتحدة في هايتي حيث تنتشر قوة سلام منذ العام 2004 متأثرا بالزلزال.
وقال موظف محلي "لقد دمر الزلزال مقر بعثة الأمم المتحدة لإرساء الاستقرار في هايتي، وهناك العديد من الأشخاص تحت الأنقاض من القتلى والمصابين". ومع هبوط الليل وانقطاع التيار الكهربائي أصبح من الصعب تحديد عدد المصابين أو القتلى في هذه الكارثة.
لكن التقديرات الأولية أشارت إلى أن الحصيلة قد تكون عالية في العاصمة الهايتية المكتظة بالسكان في مبان لا تلتزم معايير السلامة، وقال طبيب محلي "حين تتكون لدينا فكرة عن عدد الضحايا فإنها ستكون بالألاف".
وبدأت الدول في العالم بعرض مساعدتها فيما استعدت الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وحكومات في أميركا اللاتينية لتقديم المساعدات، لهايتي في أعقاب الزلزال.
وأعلنت الحكومة الأميركية مساء أمس الثلاثاء إرسال أول فريق إنقاذ إلى هايتي للعمل على تفتيش الأنقاض بحثا عن أحياء بعد الزلزال.
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي «برنار كوشنير» إن فرنسا "تعبر عن تضامنها الكامل" مع هايتي، وقالت كندا التي تتواجد فيها جالية من 80الف هايتي إنها "قلقة جدا".
وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن أعمال نهب في العاصمة «بور او برنس» تلت الزلزال، وقال المرصد الأميركي أن مركز الزلزال حدد على بعد 15 كيلومترا جنوب غرب العاصمة. وتم إصدار إنذار باحتمال حدوث تسونامي لكنه رفع على وجه السرعة.
وقالت الخبيرة في المرصد الأميركي «سوزان بوتر» إن الزلزال الأخير بمثل هذه القوة الذي ضرب هايتي حصل في العام1897 .
وهايتي التي تعتبر الدولة الأفقر في الأميركيتين سبق أن شهدت سلسلة من الكوارث في الآونة الأخيرة. فقد ضربتها ثلاثة أعاصير وعاصفة استوائية في العام 2008 ما أدى إلى مقتل 793 شخصا وفقدان أكثر من 300 آخرين بحسب أرقام الحكومة.