شهدت الساحة الدولية بعد ساعات من إعلان فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب بمنصب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية، تغيرا فى مواقف واشنطن بالدول سواء كانوا حلفاء أو خصوما، حيث أكد مايكل فلين مستشار الأمن القومى لترامب على ضرورة قيام واشنطن بتعزيز العلاقات مع تركيا وتسليم الداعية فتح الله جولن الذى تتهمه تركيا بالمسؤولية عن المحاولة الانقلابية التى وقعت فى يوليو الماضى، ووصف فلين جولن المقيم فى بنسلفانيا بالولايات المتحدة بأنه «أسامة بن لادن تركيا»، فى تغير حاد لما اتسم به نهج إدارة باراك أوباما.
فى غضون ذلك، أكدت بثينة شعبان المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس السورى بشار الأسد استعداد بلادها للتعاون مع ترامب فى حال انسجمت سياساته مع تطلعات دمشق، وتابعت شعبان فى تصريحات: «دمشق تأمل أن تصبح واشنطن فى عهد ترامب عضوا فاعلا فى الحرب على الإرهاب، وأن سوريا لا تتدخل فى نتائج الانتخابات ومن فاز فيها»، واعتبرت أن «التدخل الأمريكى فى شؤون الدول لم يجلب سوى الكوارث، وأن على واشنطن أن تنتهج سياسة تعاون مع الدول وليس سياسة الفوقية والإملاء»، فيما أعربت المعارضة السورية المدعومة من الغرب عن أملها فى أن تكون أفعال ترامب بعد توليه زمام السلطة فى الولايات المتحدة مختلفة عن تصريحاته السابقة حول التسوية السورية، أما الائتلاف الوطنى السورى فقال إن انتخاب ترامب قد يعطى دافعة جديدة لإنهاء الحرب السورية. وأكد سيرجى ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسى أنه لا تنتاب موسكو نشوة عارمة بعد فوز ترامب نظرا للإجماع الحزبى الذى تبلور فى الولايات المتحدة ولا ينشد سوى التطبيع فحسب مع روسيا.
وقال المستشار الأعلى للرئيس الأمريكى المنتخب جاسون جرينبلات إن «ترامب لا يعتبر المستوطنات الإسرائيلية عائقاً أمام السلام»، فيما قال وزير البُنى التحتية الإسرائيلى، يوفال شتاينيتس: «إن فوز ترامب سيمكّن الحكومة الإسرائيلية من توسيع الاستيطان»، وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو اتصالا هاتفيا مع ترامب، الذى وجّه له دعوة بالالتقاء به فى الولايات المتحدة فى «أقرب فرصة»، وتحدث أيضا هاتفيًا مع المرشحة الخاسرة هيلارى كلينتون، وشكرها على دعمها لإسرائيل، ووجه لها دعوة مفتوحة لزيارة إسرائيل «فى أى وقت».
فى المقابل، قال رئيس المكتب السياسى لحركة (حماس) خالد مشعل إن «على ترامب، إعادة تقييم سياسة الإدارة الأمريكية تجاه فلسطين، لأنه لا استقرار فى المنطقة بدون حق فلسطين».
ودوليا، أبدى رئيس وزراء اليابان استعداده لزيارة نيويورك للقاء ترامب الأسبوع القادم، وأعلنت الحكومة الإيرلندية أن دونالد ترامب دعا رئيس الوزراء إندا كينى لزيارة البيت الأبيض للاحتفال بيوم القديس باتريك فى مارس المقبل، أما المكسيك فاستبعدت البدء الفورى بتنفيذ خطة ترامب لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وإقامة جدار عازل على حدودها، وقال الرئيس المكسيكى إنريكى بينيا نييتو إنه أجرى اتصالا هاتفيا بترامب بعد الفوز فى الانتخابات، واتفق معه على ضرورة «العمل على أساس الثقة المتبادلة».
وتوقع رئيس الفلبين المشاكس لأوباما وأمريكا رودريجو دوتيرتى إنهاء مشاجراته ومشاحناته مع واشنطن فى المرحلة الجديدة القادم، وأعلن حلف «الناتو» فى رد فعل حذر أنه سيدافع عن كل الحلفاء، فيما قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى بحث فوز ترامب، الأحد القادم، فى اجتماع، وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن هناك حاجة إلى أن يوضح ترامب موقفه إزاء مسائل مثل التجارة والعلاقات مع (الناتو) وتغير المناخ.