تفاقمت أزمة الأنسولين المدعم فى عدد من المحافظات، الخميس، وطالب مرضى السكر الدولة بالتدخل العاجل لحل الأزمة، فيما أعلن مسؤولون بالصحة عن توافره فى مواقع أخرى، وفى الوقت نفسه، شكا عدد من الصيادلة قلة الحصة المحددة من قبل الشركة المصرية لتجارة الأدوية، والتى لا تكفى لتلبية احتياجات المرضى.
ففى كفر الشيخ، شكا المواطنون من اختفاء العقار فى الصيدليات تماما، وفوجئ مرضى السكر بأنواع بديلة بأسعار مضاعفة، مؤكدين أن الأنسولين المدعم يتم صرف كميات كبيرة منه بمحافظة القاهرة فقط، مطالبين الدولة بالتدخل لحل الأزمة.
وأكد الدكتور محمد فهمى، نقيب الصيادلة بالمحافظة، وجود أزمة خانقة بكل الصيدليات فى الأنسولين رغم أهميته بالنسبة لمرضى السكر، وأنه كان يتم صرف 5 قنينات فى بداية كل شهر من «ميكستارد» المستورد، إلا أن الكمية لا تكفى الصيدليات.
وفى قنا، شكا عدد كبير من المرضى من نقص الأنسولين وعدم توافره، ما يهدد صحتهم، وأعلنت مديرية الصحة عن توافر كميات مناسبة داخل صيدليات المستشفيات. وأكد عدد من المرضى وجود نقص حاد فى الأنواع الرئيسية، منها «أنسولين 100، ونو فورابيد فيلكس بن، وأُبيدو فيلكس بن»، مشددين على أن هذه الأنواع غير موجودة، وأنهم يبحثون عنها دون جدوى.
وفى الدقهلية، شهدت معظم الصيدليات نقصا حادا فى العقار، ما تسبب فى أزمة لعدد كبير من المرضى، واتهم الدكتور سعيد شمعة، نقيب الصيادلة بالمحافظة، شركات الأدوية بافتعال الأزمة، وبيع كميات قليلة منه للضغط على الحكومة لرفع أسعاره.
وقال «شمعة»، لـ«المصرى اليوم»: إن الشركات تحتفظ بما لديها من أدوية بعد تعويم الجنيه للضغط على وزير الصحة لإصدار قرار برفع السعر، والآن تصرف كميات محددة للصيدليات بواقع علبتين أسبوعيا لكل صيدلية، وأشار إلى عقد الصيادلة اجتماعا طارئا أمس مع مسؤولى الشركات لبحث الأزمة.
وفى المنيا، أكد عدد من المرضى وجود عجز صارخ فى العقار داخل الصيدليات الخاصة، بسبب عدم توريد الكميات المخصصة لسد احتياجاتهم، بحجة ارتفاع سعر الدولار، وعدم انتظام الشركة الموردة خوفا من تحقيق خسائر.
وقال الدكتور جميل حبيب، صاحب صيدلية خاصة، إن نسب العجز فى الأنسولين ارتفعت بشكل ملحوظ عقب اختفاء أنسولين 400 وحدة والمدعم كليا بسعر 6.30 جنيه، وعدم وصول الأنسولين 100 وحدة، والمحدد سعره المدعم بـ38 جنيها دون معرفة الأسباب.
وفى الشرقية، سادت حالة من الاستياء بين المرضى بسبب اختفاء العقار، وقال صبرى السيد، أحد المرضى، بمدينة فاقوس: «حالتى تتطلب 3 عبوات من عقار الأنسولين شهريًا، أحصل على علبة من صيدلية التأمين الصحى بالمجان وأتحصل على الثانية من الصيدليات بسعر 38 جنيها».
وفى شمال سيناء، يسود الاستياء والخوف وسط المرضى من عدم توافر الأنسولين، وأكد عدد من أصحاب الصيدليات عدم توافر عقار الأنسولين خلال الفترة الماضية، بسبب توقف الشركة الموزعة عن استيراده، ما أدى إلى تقليل النسبة فى الأسواق. ومن جانبها، طالبت وزارة الصحة والسكان، ممثلة فى اللجنة القومية للسكر،خلال اليوم العالمى لمرضى السكر بضرورة تشديد الرقابة على الصيدليات فى الفترة المقبلة لتلافى حدوث أزمة فى الأنسولين، فى ظل سعى بعض الجهات لتخزينه وإحداث أزمة.
وقالت الدكتورة علا خيرالله، مدير وحدة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة، إنه لا توجد أزمات فى توفير الأنسولين بالسوق أو مستشفيات وزارة الصحة، لافتة إلى أن المخزون الاستراتيجى للأنسولين بوزارة الصحة يكفى 7 شهور، وأن الوزارة تقوم بمتابعة يومية للمستشفيات الحكومية والأرصدة المتوافرة بها، ولم يتم الإبلاغ عن أى نقص فى كميات الأنسولين.
وناشدت النقابة العامة لأطباء مصر كلاً من رئاسة مجلس الوزراء ووزيرى الصحة والمالية، ضرورة أن تكون الأولوية فى ظل أزمة الدولار الحالية للأدوية ومستلزمات العلاج.
وأوضحت النقابة من خلال خطابات أرسلتها للجهات الثلاث، أمس، أنها تتابع بقلق بالغ النقص الشديد فى العديد من الأدوية الأساسية والمحاليل اللازمة لإجراء الجراحات فى كثيرٍ من المستشفيات الحكومية. وأشارت إلى ضرورة أن تكون هناك أولوية لتوفير العملة الصعبة وشراء الدواء المستورد الذى لا توجد له بدائل بمصر، وكذلك المواد الخام اللازمة لتصنيع الأدوية المصنعة بمصر.
وطالبت النقابة المسؤولين بضرورة بذل كل الجهود لإيجاد حل سريع حتى لا تتفاقم الأزمة وتنعكس على المريض المصرى، ومنع أى محاولات لاستخدام هذه الأزمة لتربّح البعض على حساب المريض الذى أصبح لا يحتمل المزيد من المعاناة.