x

ترامب الذي يؤيده العرب: «أحبوه وهو لهم كاره»

الخميس 10-11-2016 14:37 | كتب: باهي حسن, دويتشه فيله |
فوز دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، 9 نوفمبر 2016. فوز دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، 9 نوفمبر 2016. تصوير : أ.ف.ب

استطاع دونالد ترامب، الفوز على منافسته هيلاري كيلنتون الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه خلال حملته الانتخابية أطلق كثير من التصريحات التي أثارت جدلاً كبيراً بشأن الإسلام والمسلمين والعرب واللاجئين السوريين، وبشار الأسد.

كانت أبرز تلك التصريحات حينما دعا في ديسمبر 2015 إلى «حظر كامل وشامل على دخول المسلمين الولايات المتحدة» بعد إطلاق نار جماعي في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا نفذه زوجان استلهما فكرة تنفيذ الهجوم من تنظيم «داعش».

وكتب ترامب في حسابه الشخصي على «تويتر»، «هل سيذكر الرئيس أوباما أخيراً عبارة (الإرهاب الإسلامي المتطرف)؟ إن لم يفعل فعليه الاستقالة فوراً.. هذا عار»، إلا أنه تراجع عن فرض الحظر الشامل ودعا بدلاً من ذلك إلى «التدقيق الصارم» على أولئك الذين يسعون للقدوم إلى الولايات المتحدة.

تصريحات «ترامب» أجبرت المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، للتحذير منه وقال إن أي خطاب يوحي بطريقة أو أخرى بأن أمريكا في حالة حرب مع الإسلام يتنافى مع «قيمنا ويقوي داعش ويهدد أمننا القومي»، كما قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن حديث دونالد «خطأ من الناحية الأخلاقية»، ودليلا على أنه «غير مؤهل ليكون رئيسا» للولايات المتحدة.

كما أشعل ترامب الجدل حول الهجرة في العديد من المناسبات، بل وشن هجومه على اللاجئين السوريين فيما عزا الفوضى في الشرق الأوسط إلى خصمته هيلاري كلينتون. وقد شبه ترامب توافد اللاجئين السوريين بـ«حصان طروادة»، مشيراً إلى تسلل عناصر من تنظيم «داعش» إلى أوروبا في صفوفهم، وأن أجهزة الهجرة الأمريكية تجهل كل شيء عن ماضي اللاجئين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة.

كما أثار نجل ترامب الأكبر جدلاً كبيراً بعد أن كتب في تغريدة يظهر فيها وعاء من حلوى «إذا كان لدي وعاء مليء بحلوى ستيكلس وأقول لكم إن بينها ثلاث قطع مسمومة ستقتلكم، هل تتناولونها؟ هذه هي مشكلتنا مع اللاجئين السوريين»، وأثار هذا التشبيه معارضة حتى من الشركة المصنعة للحلوى التي قال منتجها إن «السوريين بشر. هذه مقارنة في غير محلها». ورد ترامب الابن «كان مجرد تعبير مجازي حول المخاطر والاحتمالات (..) أنا لا أشبه أحداً بالحلوى».

وبشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قال ترامب في (2 سبتمبر 2016، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه في حال انتخابه فإن الولايات المتحدة ستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في إشارة إلى انتقال كبير في سياسة الولايات المتحدة إزاء هذه القضية، وخلال اجتماع دام أكثر من ساعة في برج ترامب في نيويورك قال ترامب لنتنياهو إن الولايات المتحدة في ظل إدارته ستعترف بالقدس «عاصمة موحدة لإسرائيل».

وبينما تقول إسرائيل إن القدس عاصمتها فإن قليلاً من الدول تقبل بذلك ومنها الولايات المتحدة. وتبقي معظم الدول سفاراتها في تل أبيب، ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم في المستقبل.

ومن المواقف التي أثارت حفيظة الكثير من الشرائح الشعبية والدول الكبرى على حد سواء، حينما دعا ترامب حلفاء الولايات المتحدة الأغنياء مثل ألمانيا واليابان والسعودية والعراق إلى الدفع مقابل مزيد من الإجراءات الدفاعية الأمريكية.

وقال ترامب أثناء مناظرته الثالثة والأخيرة مع منافسته عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون: «نحن في طريقنا للانفصال عن الجميع في العالم... أمامهم صفقة القرن».

وكان ترامب قد أكد في مقابلة مع قناة NBC بالقول: «سواء أحببنا ذلك أم لم نحببه، لدينا أشخاص دعموا السعودية.. أنا لا أمانع بذلك ولكننا تكبدنا الكثير من المصاريف دون أن نحصل على شيء بالمقابل.. عليهم أن يدفعوا لنا».

وتابع ترامب: «السبب الرئيسي لدعمنا للسعودية هو حاجتنا للنفط، ولكننا الآن لا نحتاج كثيراً إلى نفطهم، وبحال تغيّر الحكم بأمريكا فقد لا نحتاج نفطهم على الإطلاق ويمكننا ترك الآخرين يتصارعون حوله».

ويرى ترامب كذلك أن بشار الأسد رغم أنه رجل سيئ، إلا أنه يستطيع مُحاربة الإرهاب، وقال خلال المناظرة التليفزيونية الثانية مع كلينتون بأن أولويته هي محاربة الإرهاب، ورغم ذلك لا أحد يعرف كيف سيتعامل مع الملف السوري خاصة بعد انتقاده إدارة الرئيس أوباما بشأن الأزمة السورية.

ويرفض «ترامب» كذلك تنفيذ الاتفاق النووي مع إبران، ووعد بمراقبة تنفيذه بدقة شديدة، وقد يلجأ للعقوبات الاقتصادية القاسية.

وبعد إعلان فوز «ترامب»، بادر الزعماء العرب في تهنئته بالفوز بالانتخابات الرئاسية، وكان أول المتُصلين الرئيس عبدالفتاح السيسي وأكد عمق العلاقات بين البلدين ودعاه لزيارة مصر الفترة المقبلة، كما هنأ العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، دونالد ترامب، وأشاد بالعلاقات بين أمريكا والمملكة العربية السعودية.

وقال العاهل السعودي: «يسرني أن نبعث لكم باسم شعب وحكومة المملكة وباسمنا أجمل التهاني، وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامتكم، ولشعب الولايات المتحدة الأمريكية الصديق التقدم والازدهار، متمنين لفخامتكم التوفيق والسداد في مهامكم بما يحقق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع،» حسبما نقلت قناة «الإخبارية» السعودية الرسمية.

فيما قالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، إن أمير البلاد، الشيخ صباح الصباح، بعث ببرقية تهنئة إلى ترامب، «عبر فيها عن خالص تهانيه بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، متمنياً للعلاقات التاريخية المتميزة بين دولة الكويت والولايات المتحدة الأمريكية الصديقة المزيد من التطور والنماء».

كما هنأ كل من ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح، والشيخ جابر مبارك الصباح رئيس مجلس الوزراء، ترامب ببرقية تهنئة مماثلة.

وفي الإمارات، هنأ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ترامب لانتخابه رئيساً، «معرباً عن تمنياته له بالتوفيق في مهامه القادمة»، حسب وكالة الأنباء الإماراتية.

وثمن آل نهيان، «العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، مؤكداً حرص دولة الإمارات على تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات».

كما بعث الملك حمد بن عيسى آل خليفة العاهل البحريني تهنئة لترامب، معربًا عن اعتزاز مملكة البحرين بالعلاقات التاريخية الوطيدة والممتدة مع الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من مئة وعشرين عاما، وحرصها على فتح آفاق جديدة من التعاون على المستويات كافة بما يعزز تلك العلاقات الاستراتيجية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية