ولد برويز مشرف أو (برفيز مشرف) فى 1943 بنيودلهى التى صارت عاصمة للهند بعد انفصال باكستان، ثم هاجرت أسرته إلى باكستان حيث تلقى تعليمه الأولى فى كراتشى، وفى 1964 التحق بالجيش وتدرج فى المناصب حتى صار قائدا للجيش عام 1998. خاض مشرف حربين ضد الهند فى 1965 وفى 1971 كما كان قائدا للجيش الباكستانى فى المواجهات الضارية بين الهند وباكستان فى 1999 فى مرتفعات كارجيل التى انتهت بانسحاب المقاتلين الكشميريين منها بضغط من رئيس الوزراء نواز شريف، ثم انقلب مشرف على نواز شريف فى أكتوبر 1999 على خلفية اتهامه له بمحاولة إسقاط الطائرة التى كانت تقله قادما من سريلانكا، ثم عين مشرف نفسه رئيسا لباكستان وفى 29 ديسمبر من نفس العام أقر البرلمان الباكستانى تعديلات دستورية تعطى صلاحيات واسعة لمشرف بما فى ذلك سلطة إقالة الحكومة المنتخبة وفقا لاتفاق كان قد أبرمه مشرف مع أحزاب المعارضة الإسلامية يتخلى بموجبه عن قيادة الجيش مع نهاية 2004 مقابل تمرير التعديلات، ولكنه لم ينفذ الاتفاق وفى سبتمبر 2007من نفس العام عدلت اللجنة الانتخابية فى باكستان قانون الانتخابات بحيث يسمح لمشرف بالترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، مع الاحتفاظ بمنصبه قائدا للجيش، فيما اعتبرته المعارضة خرقا فاضحا للدستور.
وفى أكتوبر من العام ذاته قدم 85 نائبا باكستانيا من المعارضة استقالتهم من البرلمان احتجاجا على قبول اللجنة الانتخابية أوراق ترشح مشرف لدورة رئاسية جديدة، ثم وقع مشرف أمرا بالعفو وصف بالتاريخى عن عدد من السياسيين، بينهم بوتو وأعلنت اللجنة الانتخابية فى 6 أكتوبر2007 فوز مشرف بأغلبية كاسحة فى الانتخابات الرئاسية، وفى 3نوفمبر من نفس العام فرض مشرف حالة الطوارئ فى البلاد، وأصدر منتصف الشهر قرارا بحل البرلمان مع انتهاء فترة ولايته القانونية، وفى 24 نوفمبر أكدت اللجنة الانتخابية الباكستانية انتخاب مشرف رئيسا للبلاد لولاية ثانية لخمس سنوات لكنه فى مثل هذا اليوم 18 أغسطس 2008 وفى مواجهة الضغوط السياسية عليه من القوى السياسية الأخرى أعلن استقالته من رئاسة باكستان، ولعل أبرز ما سيحفظه التاريخ من سيرة برويز مشرف هو موافقته على مطالب أمريكا بالسماح لها باستخدام الأراضى الباكستانية لضرب حركة طالبان التى رفضت تسليم بن دلان بعد اتهام أمريكا له بهجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001.