x

خامس محاولة انتحار في تونس واعتصام 40 محاميا و«بن علي»: سنطبق القانون بكل حزم

الأربعاء 29-12-2010 07:28 | كتب: رويترز |
تصوير : أ.ف.ب

أقدم شاب تونسي خامس الثلاثاء على سكب البنزين على جسده وأضرم النار في نفسه أمام الملأ وسط مدينة بني عون الواقعة على بعد نحو 50 كم عن مدينة سيدي بوزيد، مركز الاحتجاجات الاجتماعية التي تعرفها المنطقة منذ يوم 18 ديسمبر الجاري.

وأقدم الشاب أيمن بن البرني الميري، 25 سنة، على هذه المحاولة الانتحارية احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية البائسة في المدينة التي تعرف نسبة بطالة لا تقل عن 25 في المائة، ضمنها نحو 300 من العاطلين عن العمل الحاصلين على الشهادات الجامعية العليا.

وقال محمد الميراوي، الأمين العام لنقابة التعليم الابتدائي بمدينة بني عون لصحيفة الشرق الأوسط إن الشاب اقتنى قارورة بنزين وسكبها على جسده قبل أن يضرم النار في نفسه مما تسبب له في حروق بليغة على مستوى ذراعه الأيسر وخديه. بيد أن محاولته الانتحار بالقرب من المستشفى المحلي جعلت عملية إنقاذه تتم بسرعة. وتم نقله بعد ذلك إلى مستشفى مدينة سيدي بوزيد لمواصلة العلاج هناك.

وكانت محاولة الانتحار الأولى التي أقدم عليها الشاب محمد البوعزيزي يوم 17 ديسمبر الجاري وراء انطلاق شرارة المواجهات.

وامتدت المسيرات الاحتجاجية لأول مرة إلى مدينة سليانة الواقعة وسط البلاد على بعد 160 كم عن العاصمة التونسية، ونحو 179 كم عن مدينة سيدي بوزيد، مركز الاحتجاجات.

وتعاني ولاية (محافظة) سليانة من أوضاع اجتماعية صعبة، وتطرح المطالب نفسها تقريبا مع ولاية سيدي بوزيد.

وقال شاهد عيان إن المحتجين أغلقوا الطريق الرئيسي للمدينة في حدود الساعة الثانية والنصف بالتوقيت المحلي. وقدر المصدر ذاته عدد المحتجين بأكثر من ألفي شخص، رفعوا شعارات مطالبة بالتشغيل والتوزيع العادل للثروة. وتوافدت على مدينة سليانة تعزيزات أمنية مكثفة للتصدي للمحتجين.

وفي مدينة سيدي بوزيد، ذكر عطية العثموني، عضو لجنة متابعة المستجدات في أحداث سيدي بوزيد، أن مسيرة سلمية ضمت مئات المواطنين عرفتها المدينة صباح الثلاثاء، رفعت خلالها شعارات مطالبة بالتشغيل واحترام الحريات. وطالب المشاركون في المسيرة برفع الحصار الأمني عن مدينة سيدي بوزيد وإطلاق سراح المعتقلين.

وأكد العثموني، باعتباره المتحدث باسم تلك اللجنة، أن المسيرات السلمية ستتواصل خلال الأيام القادمة حتى تلبية مطالب المنطقة وحق أبنائها في التشغيل والتنمية. وقال العثموني إن مسيرات احتجاجية عرفتها أيضا مدينة «السبالة» الواقعة على بعد 25 كلم عن سيدي بوزيد، وهي مسيرات جاءت متزامنة مع أخرى سلمية في سيدي بوزيد.

وفي سياق متصل، اعتصم عشرات المحامين الثلاثاء أمام مقر قصر العدالة بالعاصمة تونس للمطالبة بإطلاق سراح محاميين اثنين قالوا إنهما اعتقلا في وقت سابق من اليوم نفسه.

وقالت المحامية راضية النصراوي لوكالة «رويترز» إن حوالى 40 محاميا  يعتصمون أمام مقر قصر العدالة بالعاصمة في انتظار أن يتم إطلاق المحاميين عبد الرؤوف العيادي وشكري بلعيد المعتقلين.

وأضافت أنه تم اعتقال العيادي وبلعيد بعد وقفة احتجاجية نظمها المحامون الثلاثاء للتضامن مع مطالب محتجين بتوفير فرص شغل. وقالت إن هذين المحاميين ألقيا كلمتين خلال التجمع.

وقال المحامون المعتصمون- ومن بينهم عميد (نقيب) المحامين- إنهم سيواصلون اعتصامهم حتى يتم إطلاق سراح زميليهما.

وأبلغت راضية النصرواي «رويترز» أن عميد المحامين بصدد القيام بجهود للاتصال بالسلطات بهدف الإفراج عن بلعيد والعيادي.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من مسؤولين حكوميين.

وقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في أول رد فعل له على الاحتجاجات الاجتماعية في البلاد- إن أعمال الشغب تضر بصورة تونس لدى المستثمرين وتعهد بتطبيق القانون بصرامة ضد من سماهم أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين.

وقال بن علي في خطاب موجه للشعب التونسي بثه التلفزيون الحكومي «إن لجوء أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين ضد مصالح بلادهم إلى العنف والشغب في الشارع وسيلة للتعبير أمر مرفوض وهو مظهر سلبي وغير حضاري يعطي صورة مشوهة عن بلادنا تعوق إقبال المستثمرين والسواح بما ينعكس على أحداثات الشغل التي نحن في حاجة إليها للحد من البطالة وسيطبق القانون على هؤلاء بكل حزم».

واعرب الرئيس التونسي عن تفهمه للظروف والعوامل النفسية للشبان العاطلين عن العمل وقال: «البطالة شغل شاغل لسائر بلدان العالم المتقدمة منها والنامية ونحن في تونس نبذل كل الجهود للحد منها، وستبذل الدولة جهودا إضافية في هذا المجال خلال المدة القادمة».

لكنه استنكر لجوء من قال إنهم «لا يريدون الخير لبلدهم» إلى «تلفزات أجنبية تبث الأكاذيب والمغالطات دون تحر بل باعتماد التهويل والتحريض والتجني الإعلامي العدائي لتونس».

وزار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الثلاثاء الشاب محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه في مستشفى الحروق البليغة بالعاصمة واستفسر الأطباء عن حالته الصحية. كما قالت وكالة الأنباء الحكومية مساء الثلاثاء إن الرئيس استقبل والدة البوعزيزي ووالد محمد العماري الذي قتل برصاص الشرطة في مظاهرة إضافة إلى والدة حسن بن ناجي الذي انتحر عندما تسلق عمودا كهربائيا ولمس أسلاك. وتعهد الرئيس التونسي بتقديم الرعاية الاجتماعية الضرورية لهذه العائلات.

وشهدت مدينة سيدي بوزيد وبعض البلدات الأخرى في جنوب البلاد في الآونة الأخيرة مظاهرات تطالب بتوفير فرص العمل والتصدي للبطالة ووقعت خلالها اشتباكات بين المحتجين والشرطة أدت لسقوط قتيل ومصابين.

وتعد السياحة أول مصدر للعملة الأجنبية في البلاد ويعتمد الاقتصاد التونسي على صناعة السياحة المزدهرة حيث تستقبل البلاد سنويا سبعة ملايين سائح. وتقدر المداخيل السنوية لقطاع السياحة بنحو 5.2 مليار دولار سنويا وتشغل نحو 350 ألف مواطن.

كما تعد تونس وجهة جذابة للاستثمارات الأجنبية من أوروبا وبلدان الخليج في ظل انفتاح اقتصادها واستعدادها لتحرير الدينار التونسي بالكامل بعد أربع سنوات.

وهذه أول مرة تشهد فيها البلاد احتجاجات واسعة في العقدين الأخيرين. والاحتجاجات نادرة الحدوث في البلد الذي يحكمه بن علي منذ 23 عاما وينظر إلى تونس على أنها من أكثر بلدان المنطقة استقرارا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية