رغم رفضها مسلسلات الأجزاء وعدم رضاها عن الجزء الأول من مسلسل «جوز ماما»، فإن هالة صدقى وجدت هذا العام بالجزء الثانى من مسلسل «جوز ماما مين» الذى يقترب من منطقة مسلسلات الست كوم ورغم الازدحام الرمضانى الكبير بمسلسلات ضخمة إنتاجيا، من حيث الموضوعات السياسية فإن مسلسلها تم تسويقه لعدد كبير من القنوات الفضائية. هالة تحدثت فى حوارها مع «المصرى اليوم» عن سر استكمال المسلسل وموقفها من استبعاد طلعت زكريا من الجزء الثانى ورأيها فى القوائم السوداء والبرامج السياسية الثقيلة التى يقدمها إعلاميون كبار ونجوم وتقييمها للأوضاع الفنية ومستقبلها فى الفترة المقبلة..
■ لماذا استكملت المسلسل رغم تصريحك من قبل بأنك غير مرحبة بفكرة الأجزاء؟
- بصراحة شديدة لم تكن هناك أى نية لدىّ ولا لدى الشركة المنتجة التى أنا أحد المساهمين فيها فى أن نقدم جزءاً ثانياً من المسلسل لأنى لا أحبذ فكرة مسلسلات الأجزاء وأجدها أحيانا مملة وتميل للتطويل دون فائدة رغم أن الأفكار الجديدة موجودة وبدلا من عمل فكرة واحدة على أجزاء يمكن عمل مسلسلات جديدة بقضايا جديدة ولكن ما حدث أننا فوجئنا بعدد كبير من القنوات تطلب جزءاً ثانياً من المسلسل ومن هنا جاءت فكرة عمل جزء ثان وبدأنا فى التفكير فى قضايا جديدة ومختلفة تعطى حيوية للعمل بعيدا عن المط وتكرار فكرة الجزء الأول وبالفعل تم طرح قضايا المراهقين والشباب فى بداية حياتهم فى ظل الأم المنفصلة عن الأب وبدأنا تصوير المسلسل فى أول شهر يناير الماضى.
■ ولكن لماذا انتقدت بنفسك الجزء الأول من المسلسل وما العيوب التى لمستيها فى المسلسل؟
- بأمانة شديدة كان لدىّ اعتراضات كثيرة على مستوى الجزء الأول وبالمناسبة الفنان الذى يمثل داخل العمل يكون أقدر على رؤية العيوب وانتقاد نفسه من أى شخص آخر وكان الجزء الأول فعلا به عيوب ولم أرض عن مستواه بشكل كامل، كان هناك بعض التسرع ربما أو أشياء كان يمكن أن تنفذ بشكل أفضل من ذلك، من حيث المشاهد والتصوير وكل شىء.. وكنت أطمح لما هو أفضل بالطبع من المستوى الذى ظهر به الجزء الأول وتفادينا العيوب فى الجزء الثانى بقدر المستطاع رغم الظروف الصعبة.
■ ألم يكن قرارا مغامرا أن تخوضوا تجربة الجزء الثانى من المسلسل رغم الظروف الإنتاجية الصعبة؟
- أنا نفسى لا أعرف كيف سارت الأمور بمنتهى السهولة واليسر واستطعنا تصوير الجزء الثانى رغم أننا صورنا أسبوعاً واحداً فقط قبل ثورة يناير وتوقفنا مثل كل الأعمال ولم أكن أتخيل أن الحظ سيحالفنا ونستكمل التصوير فى حين توقفت أعمال لنجوم كبار.. ورغم أننا مثل الجميع لا نعرف ماذا يحمل لنا الغد وهل سيتم عرض المسلسل أم لا وماذا سيستجد من أحداث ومدى تأثيرها على الفن إلا أننا جميعا قررنا الصمود لسبب مهم جدا وهو العمال والفنيون والفقراء الذين يعملون بالفن ويتقاضون أجورا زهيدة وهؤلاء دفعوا الثمن غاليا من قوت أولادهم فى ظل الظروف الصعبة التى أوقفت الأعمال الفنية لذلك استكملنا المسلسل بغض النظر عن النتائج وقام عدد كبير من النجوم وصناع الدراما والمنتجين بالصمود والتكاتف حتى لا تموت صناعة الدراما والفن فى مصر ويتم خراب بيوت آلاف بل ملايين ممن يعيشون على الفن.
■ قرار استبعاد طلعت زكريا من المسلسل هل كان نابعا من وضعه فى القوائم السوداء؟
- أولا طلعت زكريا لم يتم استبعاده من العمل لأننا بدأنا التصوير قبل الثورة وكانت الشخصيات كما هى، لذلك فلا تأثير للثورة على العمل أو أبطاله.. ثانيا والأهم أننا نعيش فى عصر الديمقراطية ونطالب بها فكيف لا أحترم آراء الآخرين أو أعاقبهم على موقفهم السياسى فهم أحرار.
■ منذ فترة تحرصين على التواجد بالأعمال الكوميدية وابتعدت عن الأعمال الدرامية الطويلة فما السبب؟
- فى الفترة الصعبة التى نعيشها حاليا المطلوب فقط هو الابتسامة فقط والضحك والبعد عن الهموم والمشاكل.. وأستطيع أن أقول إن الناس لم تعد لديهم طاقة للهم والنكد ومتابعة حلقة مدتها ساعة أو أقل يوميا فى هذا الجو الحار والأحداث المتصاعدة.. هم يريدون فاصلا وهذا إن لم تفعله الدراما والسينما فلن يجد الناس متنفسا.. وأعتقد أن المستقبل الآن للأعمال القصيرة والمختصرة، فهى الأكثر نجاحا ووصولا للناس.. وأنا أحب الكوميديا بوجه عام وأراها مهمة جدا ولكنى لن أحصر نفسى فى إطار فنى واحد وكنت قبل الثورة أقرأ عملين دراميين بعيدا عن الكوميديا، لكنهما لم ينفذا بعد ظروف الثورة.
■ ولماذا لم تحاولى مثل معظم النجوم والأعمال التلميح بالسياسة أو الثورة أو حتى التفكير فى عمل يتناول تلك الأحداث والمرحلة المهمة؟
- الأحداث والثورة والحياة الآن مثل شعلة النار الملتهبة، الاقتراب منها غير مأمون فى كل الأحوال.. فإذا قدمت تلميحات عن الثورة بالتأكيد ستكون ساذجة جدا نظرا لأننا لم نستوعب الحدث حتى الآن ولذلك فالتعبير عنه دراميا لن يكون مجديا ومناسبا.. وإذا عبرنا عن الثورة بشكل كوميدى قد يبدو استخفافا بحدث هو الأهم فى التاريخ المعاصر.. والأهم فى وجهة نظرى أن الناس متعبة جدا من سباق وسرعة الأحداث، لذلك فلن يقبلوا على مسلسلات تضغط عليهم بالسياسة.. فهم لا يريدون أن يفكروا الآن فى شىء يريدون أن تكون الدراما استراحة وابتسامة.. وأنا أقيس على نفسى وأهلى وأصحابى ذوق الناس وكل المحيطين بى يرفعون شعار نريد ابتسامة استراحة.
■ وما رأيك فى تقديم بعض النجوم والإعلاميين برامج كلها تتناول السياسة والأحداث؟
- لا أعتقد أنهم وفقوا فى هذه الأعمال والبرامج فقد حسبوها بشكل خاطئ تصوروا أن هذه البرامج السياسية «هتاكل مع الناس» بحكم المرحلة لكن للأسف الناس لم تتحمس لمتابعة كلام مكرر ومترتب على أحداث رأوها بعيونهم وتابعوها صوتا وصورة على مدار ثمانية أشهر.
■ وأخيراً ما تصورك للمرحلة المقبلة فى الفن وكيف يمكن تجاوز الأزمة؟
- أعتقد أن النجوم قاموا بدور مشرف جدا وسيكملون المشوار حتى تدور العجلة ولا تتوقف الحياة فيكفى أن معظم النجوم تنازلوا عن نصف أجرهم أو أكثر وكل من يستطيع أن يقدم شيئاً يقدمه دون تردد أو إثارة مشكلات وهذا هو الحل العملى لما نحن فيه فى كل المجالات.. لابد أن نضحى ونعمل حتى نقف على أقدامنا وننهض ولا نعود للوراء.. وأعتقد أنه إذا استمرت الحياة الفنية بنفس روح التعاون والتضحية والإصرار فلن نخسر أبدا.. وأجو أن يتعاون الجميع بنفس روح الإصرار والتعاون.