x

«مبدعون» تمردوا على قيود الشهرة والانتشار.. بإمكانيات مادية «محدودة»

الثلاثاء 28-12-2010 08:00 | كتب: محمد المالحي |
تصوير : اخبار

مجموعة من الشباب لا يتجاوز عمر أكبرهم 25 عاما، ومع ذلك استطاعوا خلق «حالة فنية» جديرة بالاهتمام، تجمعهم «الموهبة» الفطرية والإيمان بموهبتهم، التى يراهنون عليها فى النجاح لكسر قيود مرحلة «الشهرة» و«الانتشار» التى يمر بها أى فنان فى مرحلة «البدايات الفنية».

استطاعوا «تطويع» و«تسخير» إمكانيات شبكة الانترنت والتكنولوجيا الحديثة من «فيس بوك» و«يوتيوب» وغيرها، بديلاً عن وسائل وقنوات الإعلام «التقليدية»، هرباً من تحكمات «المنتجين» ووسائل الإعلام نفسها، بعبقرية «البساطة» التى جعلت يوما من فنان و«رسام» فقير معدم لم يؤمن أحد بموهبته وهو «والت ديزنى» يرسم «فأرا» كان يشاركه غرفته، أشهر فأر فى تاريخ السينما والرسوم المتحركة، ويصبح هو أغنى أغنياء «هوليوود» فيما بعد. لم يدرسوا فى جامعات أو معاهد فنية، حرفيات التصوير أو المونتاج أو الإخراج السينمائى، لكنهم مبدعون بـ«الفطرة»، خريجو «أكاديمية الحياة» لا يراهنون إلا على أنفسهم، «ملتحفون» بموهبتهم الفطرية فى تحقيق آمالهم، يرون فى الـ«فيس بوك» والـ«يوتيوب» مرحلة فى حياتهم ونافذة يطلون من خلالها على أحلامهم البسيطة المؤجلة

5 «شبان» يكونون فريقاً غنائياً على الـ«فيس بوك» والـ«يوتيوب» لتحقيق وجـودهم الفنى

 

بملامح وبراءة طفل وعيون تملؤها الرغبة فى الحياة والنجاح والحكى، وابتسامة دائمة لا تفارق وجهه وكأنه يؤكد من خلالها لنفسه صدق موهبته ورهانه على النجاح، يحكى فادى نور (21 سنة)، بكالوريوس نظم اتصالات، تجربته مع الفن والإنترنت قائلاً: «استعنت وأصدقائى بـ(الفيس بوك) و(اليوتيوب) بديلاً عن وسائل الميديا التقليدية، فى محاولة من جانبنا لاستغلال الإنترنت الاستغلال الأمثل من جهة، ولكسر قيود مرحلة الانتشار التى تواجه عادة أى فنان فى بداياته الفنية من جهة أخرى».

وأضاف: «بدأنا منذ أربعة أعوام فى رفع أعمالنا وما قمنا بتصويره بإمكانياتنا المحدودة على شبكة الإنترنت، حيث قمنا برفع نحو 21 كليباً استعراضياً لمعارك ومطاردات أكشن وأكروبات، قمنا بتنفيذها وإخراجها على شبكة اليوتيوب، ومنذ عامين قمت بمساعدة أصدقائى بكتابة وتمثيل وإخراج عدد من الأفلام القصيرة مثل (الخاتمان)، وإعلان المياه الغازية (كوكا والعفريت)».

وتابع: «الفريق يضم 5 أفراد يجمعنا بخلاف الصداقة حب التمثيل والاستعراض والمعارك والمطاردات البوليسية، حيث أتولى تأليف وإخراج أعمالنا، ويشاركنى فى التمثيل شقيقى فراس (22 سنة)، حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق، ومحمد يحيى، الملقب بـ«محمد شان»، وبلال محمود، وأحمد كوكا، وجميعنا متقاربون فى الأعمار، ولا يتجاوز سن أكبرنا وهو محمد شان، 25 عاماً».

وروى «نور» عن بدايات الفريق الفنية قائلاً: «فى البداية كان يجمعنا حب رياضة الجمباز والاستعراض ورياضة الكونغ فو، وكنا نقوم عقب كل فيلم بمحاكاة وتقليد ما شاهدناه وتمثيله، وفى أحيان أخرى كنا نضيف لها معارك نقوم بتنفيذها فيما بيننا».

وأضاف: «بعدها فكرنا فى تصوير هذه المعارك والاستعراضات والاحتفاظ ورفعها على شبكة اليوتيوب، فكنا نقوم بتصويرها بالموبايل، أو تأجير كاميرا تصوير فيديو من أحد مصورى الأفراح مقابل إيجار قدره 20 جنيهاً يومياً، وكان يقوم بالتصوير محمد شان، وفى عام 2007 قمنا بشراء كاميرا ديجيتال 5 ميجا بيكسل خاصة بنا، وبدأنا فى تصوير مشاهد استعراضات ومطارادات ومعارك أكشن، والقيام بعمل المونتاج والمكساج والصوت لها وإضافة خدع سينمائية لها ورفعها على اليوتيوب».

يستخدم «فادى» الخدع والخيال العلمى أيضاً فى مونتاج أفلامه، وعلى الرغم من صغر سنه، قام وهو فى سن السابعة عشرة، بإنتاج فيلم بعنوان «الخاتمان» قام برفعه على «فيس بوك»، واستخدم فيه الخدع السينمائية والمؤثرات البصرية بحرفية عالية وينتمى لنوعية أفلام الخيال العلمى، وتحكى عن أسطورة الخير والشر فى الكون من خلال «خاتمان» يتيحان لمن يملكهما قوة طاغية، ويقوم شقيقه «فراس» بدور «ميجا» حارس الكون الذى يقوم بتقسيم القوة إلى جزئين أودع كل منهما فى «خاتم»، يستحوذ أحد الأشرار على أحدهم، ويحاول الحصول على «الخاتم» الآخر، وتم تصوير غالبية مشاهد الفيلم، الذى تبلغ مدته نحو 20 دقيقة تصوير خارجى، فى مكتبة الإسكندرية والكورنيش، وشوارع الثغر.

وتدور خلال الفيلم عدة معارك بين حارس الخير وغريمه للحصول على «الخاتم» وكرات لهب وقفزات وأشعات صادرة منهم خلال معاركهم بحرفية سينمائى محترف، وفى نهاية الفيلم يتضح أن كل المشاهدات السابقة كانت حلماً لأبطاله وصناعه، بالإضافة لإعلان للمياه الغازية قام هو بتأليفه وإخراجه مع شقيقه فراس وصديقيه بلال وماندو، حيث يتصارع فيه الأربعة فوق سطح إحدى البنايات الشاهقة الارتفاع من أجل فوز أحدهم بزجاجة المياه الغازية، ويتضمن مشاهد فى غاية الخطورة ومعارك بينهم تلعب فيها المؤثرات الصوتية دور البطل، بالإضافة إلى حرفيتهم العالية فى مشاهد الأكشن ومطاردات السيارات، وتبلغ مدة الفيلم نحو 4 دقائق.

أما أجمل أعماله، من وجهة نظره، فهو فيلم بعنوان (كوكا وعفريت من 2010)، الذى قام بتأليفه وإخراجه، ووصفه على «فيس بوك» وصفاً ينم عن عفويته وصدق موهبته وبراءته أيضاً: «فيلم.. أكشن كوميدى فانتازيا روائى قصير»، وهو تعبير يحمل كماً غير عادى من المتناقضات السينمائية.

ويقوم فيه بدور عفريت «فاشل ومستغل» يظهر لـ«كوكا»، وبدلاً من أن يقوم بتلبية أمنياته، يشرع منذ اللحظة الأولى فى استغلاله، طالباً منه تحقيق ثلاث أمنيات له بدلاً من العكس، حيث يطلب من «كوكا» بمجرد ظهوره شقة وسيارة وموبايل، قبل أن يشرع «العفريت» فى تلبية أى طلبات، بالإضافة إلى طعام لشعوره بالجوع الشديد بسبب حبسه، بعدها يستغرق فى النوم وسط دهشة «كوكا» من حظه «التعس» فى عثوره على «عفريت مستغل» غير قادر على تحقيق أحلام سيده، وينتهى الفيلم بنصيحة من «العفريت» لـ«كوكا» بأن يثابر ويعمل حتى يحقق أحلامه بالاجتهاد، بدلاً من انتظار «عفريت» يحقق آماله وطموحاته.

وعن كيفية قيامه بأعمال المونتاج والخدع السينمائية والصوت والإخراج بالحرفية التى تظهر فى أعمالهم، يقول «فادى» ضاحكاً: «عن طريق الإنترنت أيضاً، حيث قمت بتحميل برامج للمونتاج والقطع، وتركيب الصوت على الصورة، وواجهتنى فى البداية مشكلة أنها مكتوبة باللغة الصينية وليس بها أى ترجمة، وإن كان يصاحبها أعمال وتدريبات عليها».

وعن المدة الزمنية للأعمال التى قام بتصويرها وإخراجها مع أصدقائه وقام برفعها على «الفيس بوك» وتكلفتها من الناحية المادية، يقول «فادى»: «أقل عمل مدته 10 دقائق، وأكبر عمل مدته نحو 20 دقيقة، لأننا لسنا نجوماً حتى نجوم بعمل مدته أكبر من تلك المدة، وحتى لا يشعر المتفرج بالملل أو الضيق، والتكلفة حسب مواصلات انتقالنا لمكان التصوير ومصاريف الأكل والشرب فقط».

وقال «فادى»: «فى عام 2008 قام شقيقى فراس ومعه محمد شان وبلال محمود بالتوجه للقاهرة ومعهم نماذج من أعمالنا على (سى دى) وتوجهوا بها لمكاتب المخرجين والمنتجين والريجيسيرات، من أجل الظهور على شاشة السينما، وقابلوا عدداً من المخرجين والفنانين، منهم الفنان الجميل نور الشريف الذى قام بتشجيعهم والثناء عليهم ومطالبتهم بالصبر والاجتهاد ووعدهم بالاستعانة بهم فى أعماله».

وتابع: إن النجم الشاب أحمد السقا انبهر بما شاهده ورشحهم للمخرج شريف عرفة للقيام ببعض مشاهد الأكشن فى فيلم «الجزيرة»، وكذلك رشحهم الفنان مصطفى شعبان، للمشاركة فى إعلان قام به عن أحد المنتجات الغذائية، بعدها شاركوا فى أكثر من عمل سينمائى مثل أفلام «خليك فى حالك»، «البلد فيها حكومة»، وقام أحد المنتجين بتوقيع عقد احتكار معهم لمدة 5 سنوات بشرط جزائى قدره مليون جنيه لمدة 5 سنوات، وعلى الرغم من مرور عامين على توقيعهم العقد لم يشاركوا فى أى عمل ولم يقم المنتج نفسه بإنتاج أفلام سينمائية، وتواجههم مشكلة الشرط الجزائى وقيمته الفادحة».

وأضاف: «منذ بداية العام قررت التواجد بالقاهرة مع شقيقى فراس، بحثاً عن الانتشار وأستأجرنا حجرة فى منطقة أرض اللواء، وقمنا بالتوجه للاستديوهات ومدينة الإنتاج الإعلامى، وقابلنا المخرج محسن أحمد، أثناء مشاركتنا فى أحد أفلامه ضمن المجاميع، وعرضنا عليه أثناء الاستراحة مقطعاً قمنا بتصويره بالتليفون المحمول، فأبدى إعجابه به، وفوجئنا به يقول لنا: «أنتم هايلين والنهاردة إجازة لكم»، وهو ما أصابنا بالصدمة بسبب حاجتنا للعمل والمال»، لكنه أضاف: «أحضر فيلم مع هانى رمزى وستكونون معى فى عدد من مشاهد الفيلم، وطلب من مساعده الحصول على أرقام هواتفنا، وبالفعل استعان بنا فى استعراضات فيلم هانى رمزى الأخير «الراجل الغامض بسلامته»، الذى قام ببطولته مع الفنانة نيللى كريم وتم تصوير عدد من مشاهده فى العين السخنة». وتابع: «بالتأكيد «فيس بوك» و«يوتيوب» ساعدنا كثيراً وأرضانا فنياً وحقق لنا انتشاراً ملحوظاً، فبعد قيامنا برفع فيلم «كوكا والعفريت» على «فيس بوك»، فوجئنا بقيام الفنانة والمنتجة إسعاد يونس بمشاهدته والتعليق عليه بالإعجاب، وقيام مدير مكتبها بالاتصال بنا، ويطلب حضورنا للقاهرة لمقابلتها، وبالفعل توجهنا إليها وقابلناها فى الشركة العربية للإنتاج السينمائى، وأثنت علىّ وتوقعت لى مستقبلاً فنياً ناجحاً، وعرضت علينا العمل معها والمشاركة فى أعمال شركتها، مقابل عقد احتكار نقوم بتوقيعه، إلا أننى بعد قراءة بنود العقد رفضت التوقيع خشية تكرار ما حدث لأصدقائى فى تجربتهم السابقة». وعن أمنيته وما يطمح لتحقيقه قال: «أصبحت سعيداً جداً كونى استطعت استغلال التكنولوجيا والإنترنت الاستغلال الأمثل، وأفكر فى الالتحاق بمعهد السينما هذا العام فى قسم الإخراج، من أجل أن أعرف وأتعلم كيف أدير نفسى وأدير الممثلين العاملين معى، وأتعلم كيفية صناعة السينما، لأن المخرج أهم واحد فى الفيلم والأب الشرعى له، وكلما كان على دراية بإمكانيات الممثل وتوجيهه كان ناجحاً».

 

«مادو فتحى»: لجأنا لـ«الإنترنت» بسبب «اليأس».. واعتبرناه بديلا مؤقتاً عن «المنتجين»

 

4 أصدقاء جمعهم حب الموسيقى والغناء والتأليف والتلحين وحلم الشهرة والانطلاق، وتحقيق النجومية فى وسائل الإعلام، من خلال كتابتهم وتلحين عدد من الأغنيات منها العاطفى ومنها الساخر الناقد للأوضاع الاجتماعية وأشهرها أغنيتهم «يا لطيف يالطيف الحق اسمع أبوالليف».

تحقيق الانتشار والتواجد على الساحة الغنائية فى «الثغر» كان أهم العقبات، التى واجهتهم ولا تزال- بحسب تأكيدهم- فغالبية منتجى «الكاسيت» يحجمون عن التعامل مع الشباب الصغير السن إلا بعد تحقيقه جزءا معقولا من النجاح وفق آليات سوق الكاسيت الموجودة حاليا، التى يرونها آلية فاشلة- حسب تعبيرهم.

وقال مادو فتحى (24 سنة) بكالوريوس تجارة ومطرب ومؤلف وملحن الفريق: «كل ما سبق دفع بنا إلى إنتاج أعمالنا بأنفسنا ورفعها على الفيس بوك، والاستغناء مؤقتا عن شروط المنتجين المجحفة وأبسطها عدم الحصول على أى عائد مادى مقابل إنتاج 3 ألبومات غنائية عادة لا يتم إنتاجها، يقوم فيها المنتج باختيار كلمات الأغانى والملحنين والموزعين الموسيقيين».

وأضاف: «يوقع المطرب مع المنتج عقد احتكار لمدة 5 سنوات على الأقل، ولا يحصل فيه المطرب على عائد مادى من المنتج، بالإضافة إلى أنه غير مسموح له بالمشاركة فى أى حفلات أو الظهور فى وسائل الإعلام، إلا بموافقة الأخير ورضاه، وإلا يتعرض لغرامة مخالفة شروط العقد، ودفع مبلغ عادة لا يقل عن مليون جنيه، وهو مبلغ إذا كان مع أى مطرب فى بداياته الفنية لاستغنى تلقائيا عن قيود الاستعانة بالمنتجين فى الأساس».

وقال «فتحى»، مطرب الفريق، إن الأغانى الخاصة بهم على الـ«فيس بوك» استطاعت خلال مدة شهر ونصف الشهر أن تنجح ويشاهدها ويستمع إليها نحو 1500 عضو، أصبحوا أعضاء بالجروب خلال فترة وجيزة.

وذلك نتيجة أن تكلفة الأغانى على الشبكة تكاد تكون معدومة، فى حين أن سعر تسجيل أغنية واحدة بأقل استديو صوتيات فى «الثغر» لن تقل عن ألف جنيه، تزيد فى حالة رغبتهم فى توزيعها موسيقيا، حيث يبلغ إيجار تسجيل الساعة الواحدة 150 جنيها، والأغنية الواحدة تحتاج فى بعض الأحيان- حسب قوله- لما يقل عن 4 ساعات تسجيل.

ويروى منذر نبيل محمد (22 سنة)- بكالوريوس تجارة- مطرب وملحن بالفريق، تجربته مع الإنترنت قائلا: «قمت بتلحين وغناء أغنية واحدة خاصة بى ثم رفعتها على الفيس بوك، وحققت لى انتشارا معقولا، فى بدايتى الحالية وحاليا الـ(فيس بوك) و(يوتيوب)، هما المتنفس الوحيد لنا، والنافذة التى نطل منها على أحلامنا المستقبلية».

وعن كيفية استغلالهم الـ«فيس بوك» و«يوتيوب» وتكلفة الأغانى التى يقومون برفعها على شبكة الإنترنت، قال أحمد محمد عاشور(24 سنة) بكالوريوس نظم معلومات، الذى يتولى مهمة تصوير أغانى الفريق والقيام بمعالجة الصوت وعملية المونتاج والإخراج: «قمنا بتصوير وإخراج نحو 14 أغنية من تأليفنا وتلحيننا وتصويرها ورفعها على الفيس بوك واليوتيوب، وغالبية برامج المونتاج والميكساج موجودة على شبكة الإنترنت، ومتاحة للجميع وتعليمها سهل وهى بالمجان، لكن الصورة النهائية هى الأصعب، ونقوم بتصوير غالبية كليبات الفريق فى المعمورة والمنتزه وبحرى بجوار قلعة قايتباى، وتكلفتها شبه معدومة تقريبا، إلا إذا قمنا بتسجيل الأغنية فى استديو تسجيلات».

وقال بسام السيد (19 سنة)- خريج معهد حاسب آلى- مؤلف كلمات أغانى الفريق: «كتبت نحو 15 أغنية للفريق لحنها وأداها غنائياً مادو فتحى، والمشكلة التى تواجهنا فى الثغر هى إحجام المنتجين عن المطربين والفرق الغنائية نهائيا.

ورغبتهم فى إنتاج الغناء الشعبى الهابط فقط، وليس الشعبى الراقى القديم، وهو ما نرفضه لأننا لا نريد إلا أن نكون أنفسنا، ولا نريد أن نكون صورة كربونية من الآخرين».

.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية