تلقى الرئيس حسنى مبارك الثلاثاء رسالة من رئيس جمهورية كينيا، مواى كيباكى، تتعلق بالحرص على تعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية مع مصر فى المجالات المختلفة، والتعاون من أجل الاستغلال الأمثل لمياه النيل.
نقل الرسالة كالونزو ماسيوكا، نائب رئيس جمهورية كينيا، خلال استقبال الرئيس مبارك له بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة.
وقال نائب الرئيس الكينى إن رئيس بلاده أكد فى رسالته إلى الرئيس مبارك إنه فيما يتعلق بموضوع مياه النيل فلا يمكن لكينيا أن تتصرف على نحو يعرض مصالح الشعب المصري للخطر، وإن موقف كينيا يقوم على حقيقة مفادها أن النيل سيستمر فى التدفق إلى الأبد، وأن الجهود يجب أن تتركز على كيفية الاستغلال الأمثل لهذا المورد المشترك، مشيرا إلى أن كينيا تدرك الأهمية الكبيرة التى يمثلها النيل بالنسبة لمصر.
وقال كالونزو ماسيوكا إن هناك اتفاقا واسع النطاق فى دول حوض النيل على ضرورة المشاركة فى الاستفادة من موارد نهر النيل، وبالتالى فلا يمكن تصور أمر يمكن أن تراه مصر سلبيا بالنسبة لها.
كما أكد فى هذا الخصوص على أهمية تفعيل الاتفاقية الإطارية فيما يتعلق بالاستخدام المشترك لموارد النيل من جانب دول الحوض، مشيرا إلى أنه بالنسبة للدول التى وقعت على الاتفاقية الإطارية، ومن بينها كينيا فإنها منفتحة تماما على أى حوار مع كل الأشقاء من دول الحوض.
وحول ما إذا كانت هناك إمكانية لأن تغير كينيا من موقفها إزاء الاتفاقية الإطارية، أكد ماسيوكا على ضرورة أن يتم منح الحوار بين دول الحوض فرصته الكاملة، وأن من المهم أن يكون الحوار صريحا وواضحا فى كل القضايا.
وقال ماسيوكا إنه نقل رسالة تهنئة من الرئيس الكينى للرئيس مبارك بمناسبة فوز الحزب الوطنى الكبير فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة. كما نقل رسالة تحية وتقدير إلى الرئيس مبارك، متمنيا له ولشعب مصر كل تقدم وازدهار مع قدوم العام الجديد.
ووصف نائب رئيس كينيا اللقاء بأنه ممتاز ومثمر وساهم فى تحقيق رغبة البلدين فى المزيد من التعاون وتعميق العلاقات الثنائية فى المجالات المختلفة، مشيرا فى هذا الخصوص إلى الاتفاق على أن تقوم شركات مصرية مثل شركة «المقاولون العرب» بافتتاح مكاتب لها فى كينيا لتسهيل مشاركتها فى مشروعات البنية الأساسية، بما يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين، وخاصة فى المجال الاقتصادى والتجارى، معربا عن سعادته باستمرار الزيادة فى الصادرات الكينية إلى مصر وفى مقدمتها الشاى الكينى، حيث تعد مصر من الأسواق المهمة لهذا المحصول الكينى.
وأعرب نائب الرئيس الكينى عن سعادته بزيارته للقاهرة، بكل ما تحمله من عراقة تاريخية ودور لا ينسى فى دعم حركات التحرر الإفريقية ضد الاستعمار.
كما أعرب عن تقدير كينيا البالغ لدور مصر الحيوى والبناء فى دفع عملية السلام بالشرق الأوسط، مؤكدا على أن بلاده تدعم مصر للاستمرار فى هذا الدور البناء.
وأوضح ماسيوكا أنه تم التطرق أيضا إلى الأوضاع الإقليمية فى القارة الإفريقية، بما فى ذلك الأوضاع بالسودان، فى ضوء الاستفتاء الذى سيجرى فى التاسع من يناير المقبل فى جنوب السودان.
وأشار فى هذا الخصوص إلى أن الرئيس مبارك كلفه بأن ينقل للرئيس الكينى أن الرئيس مبارك قد أكد بكل بوضوح خلال زيارته الأخيرة إلى الخرطوم ومحادثاته مع كل من الرئيس عمر البشير ونائبه سلفا كير رئيس حكومة جنوب السودان على ضرورة تجنب أية أعمال عدائية عقب إجراء الاستفتاء، وأن البشير وكير أعربا عن احترامهما لنتائج الاستفتاء أيا كانت.
كما تم التطرق إلى الأوضاع فى الصومال، فى ضوء حرص مصر وكينيا على بذل كل الجهود لتحقيق الاستقرار والسلام فى هذا البلد الإفريقى، الذى تربطه بكينيا حدود طويلة.