أعربت جيانا فاروق، بطلة العالم للكاراتيه، عن سعادتها الكبيرة بالفوز ببطولة العالم للمرة السادسة على التوالى، وأشارت إلى أن مشاركة الكاراتيه فى أوليمبياد طوكيو 2020، يجعلها تحظى باهتمام عالمى كبير، وأكدت «جيانا» أن الكاراتيه سيعيد أمجاد مصر فى الأوليمبياد، بحصد عدد غير مسبوق من الميداليات فى لعبة وحيدة واستبعدت تراجع مستوى مصر، فى ظل اهتمام الدول المتقدمة باللعبة لمشاركتها فى «طوكيو». واعتبرت إلغاء الحافز الرياضى كارثة ستحل على كافة الرياضيين، وسيندم المسؤولون على اتخاذه، خاصة أن كثيراً من الأسر المصرية توافق على ممارسة أبنائهم الرياضة للاستفادة من الحافز الرياضى، وبإلغائه سيتوقف قطاع كبير عن ممارسة الرياضة. واتهمت نظام التعليم الحالى بأنه يقضى على الرياضيين، فهو يجعل البطل. أمام خيارين، إما أن يضحى بمستقبله التعليمى، أو الرياضى، وكشفت عن العديد من الحقائق والمفاجآت فى الحوار التالى:
■ مبروك الفوز والتتويج بطلة للعالم.
- الحمد لله على التتويج بلقب بطل العالم للمرة السادسة على التوالى، رغم المنافسة الشرسة فى بطولة العالم الأخيرة، خاصة من بطلة فرنسا، لكنى نجحت فى الحفاظ على لقبى وتصدرى للتصنيف العالمى.
■ ما سر الاهتمام الكبير بكأس العالم الأخير؟
- لا يخفى على أحد أنه بعد إدارج الكاراتيه كلعبة أوليمبية فى طوكيو 2020، والأمور انقلبت رأسا على عقب، والجميع أصبح يتابع بشغف رياضة الكاراتيه، والمشاركين، خاصة أن اللعبة بها أوزان كثيرة، وستكون فرصة للدولة المتقدمة فى اللعبة، ومن بينها مصر، لحصد عدد كبير من الميداليات الأوليمبية.
■ فى اعتقادك هل يمكن لمصر أن تتراجع بعد دخول منافسين جدد؟
- أعلم أن البعض يشيع أن مصر ستتراجع وتفقد مكانتها بين الكبار، بعد أن أصبحت اللعبة محط اهتمام الدول المتقدمة أملاً فى حصد ميداليات أوليمبية، لكن أحب أن أطمئن الشعب المصرى بأن الكاراتيه ستعيد أمجاد مصر الأوليمبية فى طوكيو بحصد عدد غير مسبوق من الميداليات فى لعبة وحيدة، وما لا يعرفه الجميع أن الكاراتيه لعبة شعبية فى العالم كله، وتشهد منافسات شرسة ومصر قادرة على الحفاظ على مكانتها.
■ معنى ذلك أنك تعدين بميدالية أوليمبية!
- بالطبع أعد بميدالية ذهبية فى طوكيو، ولكن الأهم هو الإعداد الجيد للأوليمبياد، والاحتكاك القوى من خلال المعسكرات الخارجية، وأعتقد أن اتحاد الكاراتيه أعد برنامجا رائعا لإعداد طوكيو أتمنى أن ينال دعم المسؤولين عن الرياضة بقيادة المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، خاصة أن الميزانية المحدودة للاتحاد فى السنوات الماضية كانت تقف حائلاً دون إقامة معسكرات خارجية، ورغم ذلك فإن منتخب الكاراتيه وضع نفسه بين الكبار على المستوى العالمى.
■ ما الفارق بين الكاراتيه والتايكوندو؟
- الكاراتيه والتايكوندو قد يبدوان متشابهين للبعض، وقد يكون ذلك السبب فى عدم إدراج الكاراتيه كلعبة أوليمبية، ولكن الممارسين يعرفون أن هناك فروقاً فنية فى طريقة اللعب وتوجيه الضربات، والكاراتيه أقل عنفاً من التايكوندو، وبها فنيات تثير إعجاب المتابعين.
■ هل الكاراتيه قائمة على استعراض المهارات القتالية؟
- بطولات الكاراتيه تشهد نوعين من المنافسة، أولهما الكاراتيه القتالى «الكوميتيه»، هو ما يحدث من خلاله اشتباك بين اللاعبين، والكاراتيه الاستعراضى ومن خلاله يتم عمل عرض استعراض قتالى للأفراد أو المنتخبات.
■ ما الذى دفعك لممارسة الكاراتيه؟
- والدى ووالدتى عضوان فى النادى الأهلى، وكنت أتدرب سباحة حتى 6 سنوات، والمصادفة هى التى قادتنى للعب الكاراتيه، حيث توجد صالة الكاراتيه، بالقرب من حمام السباحة فى النادى الأهلى، وأثناء خروجى من أحد التدريبات توجهت إلى صالة الكاراتيه لأشاهد ما يحدث، ووجدت الأطفال يمارسون اللعبة ولم أكن حتى أعرف اسمها فأعجبت بها بشدة، وطالبت من والدى الاشتراك فى اللعبة.
■ لكن البعض لا يفضلها باعتبارها من الرياضات العنيفة؟
- بالعكس الكاراتيه رياضة تهذب النفس وتحول الطاقة السلبية إلى إيجابية، ولا تستخدم فى العنف، ولكن فى الوقت نفسه هى سلاح للدفاع عن النفس، وأنصح كل البنات خاصة فى ظل الظروف الحالية وانتشار ظاهرة التحرش، والبلطجة، والسرقات، أن يتعلمن الكاراتيه، للدفاع عن أنفسهم.
■ هل تلجأين للكاراتيه فى التعامل مع زميلاتك؟
- لا لم يحدث بل بالعكس طباعى هادئة وعلاقتى بالجميع جيدة، وهذا لا يمنع أن يكون هناك هزار بالأيدى، ولكنى لا أستعرض مهارتى وقوتى على زملائى.
■ هل أثرت ممارستك للعبة على تفوقك الدراسى؟
- الحمدلله أدرس فى كلية الصيدلة، ولم أشعر يوماً بأن ممارستى للعبة تؤثر على دراستى، بالعكس كلما كنت أود استعادة نشاطى أقوم بممارسة الكاراتيه للعودة بنشاط إلى المذاكرة، وكل أفراد المنتخب فى كليات القمة، وهو دليل أن ممارسة الرياضة دافع للتفوق وليس العكس.
■ ما رأيك فى إلغاء الحافز الرياضى؟
- كارثة، ستحل على كافة الرياضيين، وسيندم المسؤولون على اتخاذه، خاصة أنه معروف من قديم الأزل أن العقل السليم فى الجسم السليم، وكثير من الأسر المصرية توافق على ممارسة أبنائهم الرياضة للاستفادة من الحافز الرياضى وشخصياً استفدت منه، وبإلغائه سيتوقف قطاع كبير عن ممارسة الرياضة، وهو ما لن يكون فى مصلحة أحد، وأتمنى من المسؤولين مراجعة قراراتهم حتى لا يندموا بعد فوات الأوان.
■ هل النظام التعليمى الحالى يساعد على إفراز أبطال رياضيين؟
- بالعكس النظام التعليم الحالى يقضى على الرياضيين، ولنا مثال فى سارة سمير، الحاصلة على برونزية الأوليمبياد، حيث اضطرت للتضحية بمستقبلها التعليمى من أجل المشاركة فى الأوليمبياد وحصد ميدالية، وهو أمر غير مقبول أن تجعل البطل الرياضى الذى يرفع علم مصر فى المحافل العالمية والأوليمبية أمام خيارين إما أن يضحى بمستقبله التعليمى، أو الرياضى، وهو أمر مرفوض، وأتمنى أن يتم نسف اللوائح العقيمة الحالية وتغيير نظام التعليم الحالى حتى يواكب العصر ويكون قادراً على إنتاج أجيال قادرة على العطاء للوطن فى شتى المجالات بصفة عامة والرياضة بصفة خاصة، فلابد من تحفيز الممارسين للرياضة، من خلال المنح الدراسية ودعمهم على ممارسة اللعبة كما يحدث فى أمريكا وأوروبا.
■ نعود إلى الكاراتيه.. ما مقدار مكافأة الفوز بكأس العالم؟
- 90 ألف جنيه هى مكافأة الفوز بكأس العالم، وأعتقد أنها لا تتناسب مع حجم الجهد والتعب الكبير، وعموماً أغلب أبطال المنتخب المصرى لا يمارسون اللعبة من أجل المال، ولكن ما يحزنهم هو أنهم لا يجدون التكريم اللائق على جهدهم ورفع اسم مصر، وعزف السلام الجمهورى فى بطولات العالم.
■ هل تشعرون بالظلم للتجاهل؟
- بالطبع نشعر بالظلم للتجاهل، وأنا أحمّل الإعلام الجانب الأكبر من المسؤولية، ففى الوقت الذى يعطى مساحات لا تذكر لحدث مثل الفوز ببطولة العالم، تجده يفرد فى الوقت والمساحات لمباريات كرة القدم.
■ ألا تشجعين فريق كرة القدم بالأهلى؟
- أعتز بانتمائى للأهلى، ولكنى لا أشجع فريق كرة القدم، فأنا أكره كرة القدم ولا أحب مشاهدتها، خاصة أنها ظلمت الألعاب الأخرى، والتى تحولت إلى ألعاب شهيدة، بجوارها وهو أمر لا يحدث سوى فى مصر، فكل رياضة لها متابعوها فى الخارج، وما يحزننى كثيراً أننى مشهورة فى الخارج، أكثر من مصر، ورغم ذلك لا تتخيل حجم السعادة التى أشعر بها، وأنا على منصة التتويج والسلام الوطنى يعزف فهذه اللحظة تعوضنى عن أى شىء وأتمنى أن أنجح فى تحقيق ذلك فى الأوليمبياد.
■ ألا تعتقدين أنه من الصعب حفاظك على صدارتك لمدة أربع سنوات مقبلة؟
- تقصد بالنسبة لعامل السن، عمرى حالياً 22 عاماً، وفى الأوليمبياد سيكون 26 سنة، وهو ليس سن متقدمة، خاصة أن هناك أبطال عالم فى الخارج يمارسون الرياضة حتى سن 32 سنة.
■ هل الارتباط والزواج يؤثر على مسيرة الرياضيات؟
- لا أعتقد ذلك، ولست مع المقولة بأن عمر ممارسة الرياضة بالنسبة للسيدات فى مصر قصير لاعتزالهن بعد الزواج حالياً لست مرتبطة، ولكنى أثق أن من ارتبط به سيكون داعماً لى لاستكمال مسيرتى، وما ينطبق على الرياضة، ينطبق على كل المجالات، فالفتاة المصرية غيرت النظرة الخاصة عنها بعدما حققت النجاح فى كافة المجالات التى عملت بها وأصبح لها دور واضح فى خدمة مجتمعها سياسياً ورياضياً واجتماعياً.
■ ما علاقتك بالمطبخ وهل تجيدين الطهى؟
- ترد ضاحكة.. علاقتى بالمطبخ «مش قد كدا» فظروف الدراسة والرياضة جعلتنى لا أجيد الطهى، لكن أعلم جيداً أنه لابد من وقت أتعلم فيه «هروح من المطبخ فين»، وعموماً والدتى متفهمة للظروف وهى دائماً داعمة لى وأحد أسباب نجاحى وتفوقى.
■ هل فكرت يوماً فى الاعتزال للإصابة أو الإحباط؟
- الحمد لله، لم يحدث ذلك، فرغم تعرضى لإصابات عديدة إلا أننى كنت أصر على العودة أفضل مما كان، ولم أشعر مطلقاً بالإحباط، خاصة أننى أجد دائماً من يدعمنى، وكنت أتمنى أن أشكر كل من ساندنى، ولكن القائمة تطول وهو ما يجعلنى لا أحب أن أذكر أسماء حتى لا أنسى أحداً.
■ ما أحلامك الفترة المقبلة؟
- كنت من المحظوظين بمقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال تكريمه للشباب بعام الشباب، وأتمنى أن أنال وزملائى فى منتخب الكاراتيه شرف تكريمه كما حدث مع أبطال الأوليمبياد، والبارالمبية، خاصة أنه سيكون دافعاً كبيراً قبل المشاركة فى أوليمبياد طوكيو.