قالت ماريسا ماتياس، رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع دول المشرق، الذي يزور مصر حاليًا، إن إيطاليا سوف تعيد سفيرها إلى القاهرة في يناير المقبل، وذلك تعليقا على أزمة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني خلال وجوده في القاهرة أبريل الماضي، وعدم توصل السلطات المصرية إلى الجناة حتى الآن.
وذكرت «ماتياس» خلال مائدة مستديرة مع عدد من الصحفيين، الأربعاء، أن الزيارة هامة للغاية لأن هناك صداقة وجيرة مع مصر، بسبب وضع مصر المركزي في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن هناك اهتمامًا وحرصًا على وجود علاقات مباشرة.
وأضافت «ماتياس» أن هدف الوفد هو تعزيز وتقوية العلاقات بين الاتحاد الأوروبى وبين مصر، موضحة أن البرلمان الأوروبي يفهم أن المرحلة الانتقالية في مصر، لحظة مهمة، وبحاجة إلى مزيد من التعاون مع الاتحاد، وهناك طرق يمكن من خلالها دعم مصر من أجل دعم الحوار لحل الأزمات في المنطقة، فتحدثنا مع المصريين عن الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، لأن هذه قضايا ذات اهتمام مشترك«، لافتة إلى أن الوفد أيضا ناقش مسألة الهجرة غير الشرعية.
وأوضحت أن الوفد التقى مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعدد من الوزراء، وأعضاء المجتمع المدني، وممثلين من الأحزاب السياسية، وشيخ الأزهر، وأعضاء من الكنيسة المصرية.
وتابعت: «تحدثنا مع المصريين عن المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان ونتفهم أن مثل هذه الموضوعات ليس لها حدود معينة، ولسنا هنا للتدخل على الإطلاق، وقمنا بالتعبير عن بعض مشاعر القلق عندما يتعلق الأمر بمنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، والمحبوسين».
وذكرت أن البرلمان الأوروبى أصدر عدة قرارات، لذا من الهام زيارة مصر، والاستماع للجانب المصري وتبادل الحوار، وبشكل خاص، قضية ريجينى، قائلة «ندرك جيدًا ما قاله السيسي عندما أخبرنا أنه يتابع تطور هذه القضية».
وقالت: «نحن سعداء للتعاون مع السلطات المصرية في محاولة للاستجابة للتحديات التي تواجهها».
وذكرت رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع دول المشرق، أن البرلمان الأوروبي يميل إلى انتقاد الأطراف الأوروبية أكثر من الجهات الأخرى، ويهتم بحقوق الإنسان ويسعى لوضع هذا البند في جميع اتفاقياته، ونظرًا لوجود اتجاهات وأحزاب مختلفة في البرلمان الأوروبى، فأحيانًا يكون هناك معايير مزدوجة، ويتم انتقاد بعض الدول أكثر من الأخرى، ونعمل على ألا يحدث هذا ونراقب عن كثب ما يحدث داخل البرلمان لمنع ذلك، مؤكدة «نحن لسنا هنا للحكم على المصريين إطلاقا، ونعمل مع أحزاب وجهات مختلفة».
وتابعت أنه لا يوجد أي حالات لقتل مصريين في أوروبا، وإذا حدث وقتل أي مواطن، نبحث في الأمر، وليس من المقبول أبدًا أن يقتل أي مواطن خارج موطنه، سواء هنا أو في أوروبا، داعية إلى وجود الشفافية لمعرفة من القاتل في أي من الحالات.
وأشارت إلى أن البرلمان الأوروبي يؤمن بالعلاقات القائمة على التبادل، ولا يوجد أي نوع من التدخل، ولدينا مسئوليات ولكننا لسنا مسؤولين عن السياسة الخارجية الأوروبية.
وبسؤالها عما إذا كانت هناك عقوبات على مصر من قبل البرلمان، فأكدت أنه فلا يوجد لديها معلومات عن هذا، ولم تسمع بأي مقترح بهذا الشأن حتى داخل أروقة البرلمان الأوروبي.
وأشارت إلى أن وضع مصر خاص جدًا، نظرًا لوجود تنظيم داعش في سيناء ومشاركة البلاد للحدود مع ليبيا التي تعاني من تدهور الأوضاع الأمنية، ونسعى لدعم مصر في مواجهة هذا.
وقالت ماريسا ماتياس، رئيس وفد البرلمان الأوروبى للعلاقات مع دول المشرق إن الحديث مع السلطات المصرية بشأن ريجيني كانت إيجابية، مشيرة إلى أن إيطاليا سوف تعيد سفيرها إلى القاهرة في يناير المقبل.
وذكرت خلال المؤتمر الصحفي أن كلا من مصر وإيطاليا يعملان معا بشأن هذه القضية، وبينهما تعاون مشترك.
وأوضحت أن هناك دولا في أوروبا لديها مشكلات في حقوق الإنسان ونوجه لها الانتقاد.
أما عن الإخوان، فأكدت ماريسا أن لجنة المشرق في البرلمان الأوروبي لم تقدم دعوة على الإطلاق للإخوان المسلمين، مشددة على أنها لا تعرف إذا كانت هناك لجنة أخرى دعتهم أم لا، وأشارت إلى أن لجنة المشرق لم تبعث وفدا رسميا لمصر منذ 2009، ولكن أعضاؤها قاموا بزيارة القاهرة في العديد من المناسبات، معتبرة أن عدم وجود برلمان في مصر، كان سببا في عدم مجيء وفد رسمي إلى مصر.
ومن ناحية أخرى، دعا جيل بارجينو، أحد أعضاء وفد لجنة المشرق في البرلمان الأوروبي الجميع إلى طاولة التفاوض، سواء في تونس أو مصر أو ليبيا، قائلا إن جميع الأطراف المعنية في مشكلات الشرق الأوسط يجب أن تتفاوض لحل المشكلات.