أكد المشاركون فى اليوم الثالث لمؤتمر «القلة المندسة» الذى تنظمه حركة شباب 6 أبريل، بالتوازى مع المؤتمر السنوى للحزب الوطنى، أن التغيير فى مصر لن يحدث إلا بتخطى الاختلافات الأيديولوجية والتنظيمية، وعندما يتحدث السياسيون فى قضايا رجل الشارع بالطريقة التى يفهمها وليس بطريقة السياسيين، وكشفوا عن إحصائية جديدة لعدد العشوائيات فى مصر، التى بلغت 1700 منطقة منها 40% فى القاهرة فقط. قال الدكتور ممدوح حمزة، المهندس الاستشارى المعمارى، خلال المؤتمر، إن خطط التنمية العمرانية مصيرها دائماً إلى الفشل، فقد سبق أن وضعت خططاً لتحويل الأراضى الصحراوية إلى زراعية، وكان يتم تخصيصها دون أموال، وكانت النتيجة أن تحولت هذه الأراضى إلى منتجعات يتربح أصحابها منها أموالاً طائلة، واعتبر ذلك أكبر دليل على فشل الحكومة فى التخطيط، إلى جانب عدم مراعاتها التوزيع الجغرافى للسكان، وتابع: «كانت المدن الجديدة خارج القاهرة بديلاً للعشوائيات، لكنها تحولت إلى عبء على القاهرة». وأكد حمزة أن هناك العديد من المشروعات التى قدمت للحكومة والحزب الوطنى لحل مشكلة المرور المزمنة وتم رفضها لأن مقدمها ليس من ضمن «الشلة».
وقال الدكتور عمرو الشوبكى، خبير العلوم السياسية بمركز الأهرام للدراسات، إن حالة الحراك السياسى التى حدثت منذ 2004 وحتى الآن، كان سببها حركات وجماعات سياسية غير حزبية، بدأت بحركة كفاية، وشباب 6 أبريل وغيرهما من الحركات، خاصة مع الانقسامات الرهيبة التى شهدتها الأحزاب مثل التجمع والوفد، وما حدث عقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التى جعلت مجلس الشعب دون معارضة. وأضاف الشوبكى أن الدعوة إلى الإضراب العام أو التحركات ذات الطابع الشامل لا تنجح، لأن الناس تحتاج إلى مجهود أكبر فى القضايا الجزئية المتعلقة بالواقع الاجتماعى الذى يعيشون فيه، وأعرب الشوبكى عن اندهاشه من فكرة البرلمان الموازى، وقال: «أتعجب من الخلل الموجود فى أداء المعارضة، فكيف لأى شخص محبط من الانتخابات أو لديه موقف من النتيجة أن يعلن عن برلمان مواز؟»، ووصف هذا البرلمان بـ«المكلمة الجديدة». وقال أبوالعلا ماضى، وكيل مؤسسى حزب الوسط، إن مصر ليست بها تعددية حزبية حقيقية، مشيراً إلى أن حزبه مازال يعانى من أجل الحصول على رخصة، وأضاف: «إن الأحزاب الموجودة أغلبها «ملحق» بالنظام وليست معارضة حقيقية»، وتابع: «هذا مبرر منطقى لظهور حركات احتجاجية مثل 6 أبريل وشباب التغيير وغيرهما»، واعتبر تلك «الحركات» بمثابة إعلان عن انتهاء دور المعارضة الحقيقية فى مصر، وأوضح «ماضى» أن انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة لن تكون لها قيمة إذا ظل الوضع الحالى.