قال اللواء علاء أبوزيد، محافظ مطروح، إن مدينة الضبعة هي صاحبة النصيب الأكبر من إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأكد أنه بدخول العمل في المحطة حيز التنفيذ قريبا ستصبح مصر في مصاف الدول الكبرى المنتجة للطاقة النووية المستخدمة في الأغراض السلمية.
وأضاف أبوزيد، في حوار لـ«المصرى اليوم»، أنه سيتم قريبا الإعلان عن افتتاح المرحلة الأولى من المدينة السكنية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشيرا إلى أنها وفرت حوالى 10 آلاف فرصة عمل، وبدأ تنفيذها على مساحة 2380 فدانا بتكلفة مليار جنيه.. وإلى نص الحوار:
■ كيف تقيم نظرة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الضبعة وأهلها؟
- مدينة الضبعة لها النصيب الأكبر من إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى واهتمامه، حيث لا توجد مدينة بها هذا الكم من الاهتمام ببناء مفاعل نووى ومدرسة نووية ومدينة سكنية جديدة لأبنائها ومحطة محولات كهربية جديدة لخدمة مدينتهم وشاطئ عام لأول مرة لأبناء الضبعة، ومحور جديد للسفر يوفر عليهم مشقة حوالى 100 كيلو متر من الضبعة إلى القاهرة، كل هذه الخدمات تؤكد أن لأهالى الضبعة نصيبا كبيرا من إنجازات الرئيس وحبه لهم واهتمامه بهم، وتم الإعلان عن تنفيذ أول محطة نووية في منطقة «الضبعة»، على ساحل البحر المتوسط بتكلفة إجمالية للمحطة تبلغ 26 مليار دولار وبإجمالى 4 وحدات تبلغ طاقة كل منها 1200 ميجاوات، وتنتمى المحطة إلى ما يسمى مفاعلات الجيل الثالث وهى تقنية تضم أحدث طرز المفاعلات النووية السلمية في العالم وبدخولها حيز التنفيذ قريبا ستصبح مصر في مصاف الدول الكبرى في إنتاج الطاقة النووية المستخدمة في الأغراض السلمية.
■ وما الموقف الحالى للعمل بالمحطة؟
- أتابع باهتمام مراحل التجهيز بالمحطة وأعطيت أوامرى بتقديم كل الدعم اللوجيستى للمحطة والاهتمام الأول بكل ما يطلب من أجلها لتذليل جميع أنواع العقبات التي من الممكن أن تقابل فريق الخبراء الروس الموجودين بالمحطة وقد قمت بزيارتهم لأكثر من مرة، والعمل داخل أرض موقع المحطة النووية بالضبعة يجرى على قدم وساق من أجل تحقيق الحلم النووى المصرى الذي يحرص على تحقيقه الرئيس عبدالفتاح السيسى كهدية لأبناء مصر ومواطنيها.
■ وإلى أين وصل العمل بالمرحلة الأولى من المدينة السكنية للمتضررين بالضبعة؟
- سيتم قريبا الإعلان عن افتتاح المرحلة الأولى من المدينة السكنية الذي سيكون بحضور الرئيس السيسى، ونحن في انتظار تحديد موعد الافتتاح بعدما تم الانتهاء من عمليات البناء والتشطيب النهائى لحوالى 500 منزل من منازل المدينة كمرحلة أولى كما سيتم افتتاح عدد من المبانى الخدمية الملحقة بالمدينة من طرق أسفلتية وشاطئ عام وأعمدة إنارة داخل شوارع المدينة كما تم بالفعل الانتهاء من بناء وتشطيب المسجد الكبير بالمدينة وهو أول مبنى تم استخدامه داخل المدينة من قبل أهالى الضبعة، ومع افتتاح المرحلة الأولى من المدينة السكنية سيتم الإعلان عن بدء المرحلة الثانية التي سوف يتم تشطيبها خلال العام القادم.
وأؤكد أن العمل بالمدينة السكنية للمتضررين وفر حوالى 10 آلاف فرصة عمل حقيقية من خلال الشركات العاملة بالمشروع التي تبلغ 29 شركة تساهم في إنشاء المدينة إضافة إلى قيامهم بمد شبكة طرق داخلية بأطوال تصل إلى 35 كيلو مترا داخل المدينة الجديدة، وبدأ تنفيذ المدينة السكنية على مساحة 2380 فدانا بأرض الضبعة بتكلفة مليار جنيه تحت إشراف الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، في نهاية ديسمبر 2014، كهدية من الرئيس السيسى لأهالى الضبعة الذين قاموا بتسليم أرض المحطة النووية للدولة للبدء في إنشاء المشروع النووى الوطنى المصرى، وتضم المدينة 1500 وحدة سكنية على الطراز البدوى، و324 عمارة سكنية، ومجمع مدارس ومكتب بريد ومحطة وقود، ونقطة شرطة، ومساجد ومستشفى، ووحدة صحية ومنطقة تجارية مفتوحة ومنشآت خدمية. والمدينة تضم أيضا مولاً تجاريا وأسواقا ومدارس تبدأ من مرحلة رياض الأطفال وحتى الثانوى العام ومسجدا يتسع لنحو 800 مصل، وشاطئا عاما يقام لأول مرة على الساحل الشمالى لأهالى المدينة.
■ وماذا عن طريق محور الضبعة الجديد؟
- سياسة الرئيس عبدالفتاح السيسى هي توفير الخدمات طويلة الأجل لمد العمران وخلق مجتمعات جديدة للقضاء على البطالة وتقليل نسبتها بين الشباب بعد أن ساهم الالتفاف حول شريط النيل بالتكدس وتقليل فرص العمل وبالتالى ستوفر عمليات مد الطرق الجديدة رئة جديدة للحياة للمصريين وتساهم في خلق فرص عمل ومناطق استثمارية جديدة تفتح باب الرزق للمصريين ومن أهم هذه الخدمات هي الطرق، وكان من نصيب الضبعة هذا المحور الجديد الذي يوفر حوالى 100 كيلومتر تقريبا من سفر أبناء مطروح إلى القاهرة ومثلها في العودة، ويجرى حاليا وضع اللمسات النهائية لافتتاح طريق الضبعةـ 6 أكتوبر الذي يبلغ طوله 140 كيلومترا، حيث يبدأ الطريق من مدينة 6 أكتوبر متجها بشكل عرضى مباشر للساحل الشمالى، حيث يتم حاليا وضع العلامات الإرشادية الفوسفورية والكيلومترية بالطريق.
■ وماذا عن المدرسة النووية الجديدة في الضبعة؟
- أعمال الإنشاءات في مدرسة الضبعة الفنية المتقدمة للتطبيقات النووية تجرى بشكل سريع للحاق أبناء مطروح للدراسة بها مع العام القادم بإذن الله وهى أول مدرسة نوعية للتقنية النووية في الشرق الأوسط مع الحرص على تأهيل أبناء مطروح تعليميا وأكاديميا تزامنا مع إنشاء المشروع النووى على أرض الضبعة ليتحقق حلم المصريين في إقامة المشروع القومى على أرض مطروح، والمدرسة هي حلم مصرى وحلم لأبناء مطروح في تعليم جديد وجيد يتماشى مع معطيات العلم الحديث للمفاعلات النووية، والذى تبدأ مصر فيه بإنشاء مفاعلها النووى بمدينة الضبعة، فهى تساهم في صنع تاريخ حديث لمصر، وتحقق فرصة ذهبية لأبناء مطروح في أن يكون من أبنائهم أول جيل يتخرج من المدرسة النووية، والمدرسة هي كيان موجود الآن على الأرض بعد الانتهاء من الرسومات والتصميمات وبدء أعمال الحفر وصب الخرسانات بالفعل على أرض المدرسة التي تضم تخصصات كهرباء والكترونيات وميكانيكا ومكونة من دور أرضى وثلاثة أدوار علوية عبارة عن 15 فصلا دراسيا بالإضافة إلى المكاتب الإدارية والخدمية وملاعب كرة قدم وسلة وطائرة ومسرح رومانى مكشوف.
■ كانت هناك مشكلة في إجلاء بعض أصحاب البيوت داخل حرم المحطة كيف واجهتها؟
- نجحنا في إنهاء أزمة إخلاء وإزالة 22 منزلا كانت بنيت داخل حرم مشروع محطة الضبعة النووية، وكان قد صدر بشأنها قرار جمهورى بإزالتها للمنفعة العامة، ولبى الأهالى دعوتى لهم وغلبوا المصلحة العامة للدولة على مصالحهم الشخصية من أجل الحلم النووى المصرى، وبالفعل خرج الأهالى من بيوتهم دون قيد أو شرط وتمت أعمال الإزالة. وذلك بعد كانت إحدى الجهات على وشك تنفيذ الإزالة الفورية دون سابق إنذار.
والتقيت بأصحاب البيوت، وتم الاتفاق على تعويضهم التعويض المناسب بناء على توجيهات الرئيس السيسى، لأن أصحاب البيوت كانوا في السابق داخل موقع المحطة النووية، فتم إخراجهم فأقاموا هذه المساكن خارج السور القديم أي ما بين السور والطريق الدولى السريع، ثم صدر القرار الأخير بنقلهم من هذه المنطقة لتكون الأرض من البحر إلى الطريق الدولى خاضعة للدولة، واستجاب الأهالى وأصبحت المنطقة الكائنة بها البيوت خالية تماما بعد إزالتها، وتم الإخلاء بطريقة بعيدة عن أي توتر رغم ارتباط الأهالى بالأرض والمكان لدرجة أنهم قاموا بعدها بأنفسهم بخلع الأبواب والشبابيك وحملوا أمتعتهم وخرجوا مقتنعين بتعلية الواجب الوطنى على مصلحتهم الشخصية، وهذا شعور ليس غريبا على أهالى مطروح أصحاب القيم والأخلاق الأصيلة والوطنية التي تعودتها منهم.
■ هل إنشاء محطة محولات الضبعة الجديدة سيخدم المدينة السكنية فقط؟
- وافقت على التصديق على إنشاء محطة محولات الضبعة الجديدة جهد 220 /66/22 كيلو فولت بتكلفة 3.2 مليون جنيه بمشاركة شركة كهرباء البحيرة والتى أقيمت بموقع المحطة النووية وتم إنشاؤها لخدمة المدينة السكنية الجديدة، والمحطة الجديدة سيتم الاستفادة منها أيضا لتوصيل التيار الكهربائى لمدينة الضبعة وضواحيها بعدد 2 كابل أرضى بطول 6 كيلومترات، وكانت المدينة تتغذى من قبل عن طريق 2 خط هوائى قادمين من محطة محولات الحمراء بسيدى عبدالرحمن بطول 45 كيلو مترا وكانت الخطوط الهوائية تتأثر بالعوامل الجوية وتتسبب في انقطاع دائم للتيار الكهربائى لأهالى الضبعة. بالإضافة إلى أن محطة محولات الضبعة الجديدة ستؤدى إلى استقرار التغذية الكهربائية وتحسين الجهد على الخط الهوائى نظرا لقرب المحطة من مدينة الضبعة وتوصيلها بكابلات أرضية على أعلى كفاءة، وتستوعب أحمالا إضافية في المستقبل مع الاحتفاظ بالخطوط الهوائية كبديل احتياطى بين المحطتين الحمراء والضبعة الجديدة.
■ وماذا عن الاستثمار السياحى بالضبعة؟
- الاستثمار سيكون بمدينة الضبعة جنبا إلى جنب مع المشروع النووى، وحركة العمران السياحى لن تتأثر بالمشروع النووى، وقد تزايدت فرص الاستثمار والطلب على الاستثمار بمدينة الضبعة بعد تكثيف الخدمات بالمدينة لصالح المشروع النووى ولصالح الاستثمار أيضا، وتم توقيع عدة مشروعات جديدة استثمارية كبرى كمذكرات تفاهم خلال المؤتمر الاقتصادى بالمحافظة، منها مشروع سياحى يتكون من مجموعة فنادق ومنطقة تجارية وشاليهات وفيلات سياحية بمركز الضبعة وسيتم إنشاؤه على 241 فدانًا، كما تم التوقيع المبدئى على مشروع سياحى استثمارى آخر بالضبعة أيضا مكون من فندق خمس نجوم ومنطقة تجارية وعدد من شاليهات الإسكان السياحى بمركز ومدينة الضبعة على مساحة 392 ألف متر مربع، وأؤكد أن حركة الاستثمار السياحى بالضبعة لن تتوقف بل على العكس الطلب عليها يتزايد بعد بدء التنفيذ العملى للمشروعات المصاحبة للمشروع الوطنى النووى المصرى بالضبعة.