x

كشف حساب سيول «رأس غارب».. غرق 6 آلاف منزل

تصوير : آخرون

وصلت قافلة مساعدات إنسانية ومعدات إصلاح من القوات المسلحة إلى سوهاج، أمس، لتقديم المساعدات لأهالى القرى التي أغرقتها السيول بمركزى «ساقلتة وأخميم»، والمعاونة في إصلاح وتمهيد الطرق التي أتلفتها السيول.

وقال الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، خلال استقباله القافلة لدى وصولها إلى قرية «الحاجر» بمركز ساقلتة، وبرفقته اللواء أركان حرب توفيق خالد، قائد المنطقة الجنوبية العسكرية، إن الفريق صدقى صبحى، وزير الدفاع، أجرى اتصالاً به للتعرف على ما يمكن أن تقدمه القوات المسلحة لأهالى القرى المضارة، بما يسهم في تخفيف المعاناة عنهم، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشدداً على ضرورة عودة الحياة إلى طبيعتها بالقرى المضارة من السيول.

وأضاف المحافظ أن القافلة تضمنت تشغيل مخبز متنقل بقرية «الحاجر» ونجوعها لتوفير الخبز للأهالى، وضمت مستلزمات طبية لعلاج المضارين، وأخرى بيطرية للمواشى، فضلًا عن توزيع 20 ألف كرتونة مواد غذائية، وصل منها 3 آلاف تم توزيعها على الأسر بقريتى «الصوامعة والحاجر»، إلى جانب توزيع 10 آلاف وجبة مجهزة لأهالى القريتين.

وأشار إلى وصول لجنة من الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة لدراسة الوضع على الطبيعة بالقرى المضارة، وتحديد أنسب الحلول لمنع تكرار الكارثة، والتعاون مع الأجهزة المعنية بالمحافظة لرفع كفاءة الطرق من خلال توفير «2 لودر، وقلاب، و2 جريدر»، وإعادة ترميم المنازل المتضررة، كما وصلت لجنة من الأزهر الشريف بتوجيه من الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لتقديم مساعدات مادية لأهالى قريتى «الحاجر والصوامعة» الأكثر تضررًا من السيول بقيمة 7 ملايين جنيه، وإعادة ترميم المنازل المضارة من صندوق بيت الزكاة، بالإضافة إلى توجيه اللواء عادل عبدالغفار، وزير الداخلية، قافلتين طبيتين من الوزارة للقريتين بدأتا عملهما بالتزامن مع وصول مساعدات وتبرعات عينية من أثاث وفرش وأجهزة عرائس للمضارين مقدمة كتبرعات من أهل الخير والجمعيات الأهلية، سيتم تقديمها للمضارين عقب انتهاء اللجان من إعداد حصر دقيق بالإضرار التي وقعت بكل حالة.

وقرر المحافظ نقل 27 أسرة متضررة بقرية الصوامعة شرق إلى مساكن تابعة للوحدة المحلية بـ«نجع عميرة» لخطورة موقعها وبنائها على أراضى أملاك دولة أسفل الجبل مباشرة، وكلف رئيس الوحدة المحلية لمركز أخميم بمساعدة الأهالى في نقل أمتعتهم وإنهاء إجراءات تسليم الوحدات الجديدة لهم.

في السياق نفسه، أعلنت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة إيقاف تشغيل مآخذ محطات مياه الشرب السطحية في مراكز «البلينا، ودار السلام، وجرجا» بسبب ارتفاع نسبة العكارة في مياه النيل نتيجة السيول التي تعرضت لها محافظات الصعيد، ونزوح رمال الجبال إلى مياه النهر.

وقال اللواء محمد بدرى محمدين، رئيس الشركة، إنه تم إيقاف تشغيل محطات مياه شرب قرى عرب العطيات وأولاد سالم ونجع عمار السطحية ودار السلام المطورة والبلينا وجرجا السطحيتين وتوسعات جرجا، لارتفاع نسبة العكارة بمياه النيل، لافتاً إلى أنه يتم الاعتماد حالياً على كميات المياه المتوافرة بالخزانات الأرضية بالمحطات السطحية، بالإضافة إلى تشغيل محطات المياه الارتوازية بالقرى ما يتسبب عنه ضعف المياه في المراكز الثلاثة. وأشار إلى أنه تم التنسيق مع الوحدات المحلية للتنبيه على الأهالى بتخزين كميات من مياه الشرب التي يحتاجونها لاستخدامها في تلك الفترة التي من المتوقع أن تستمر لمدة يومين، إلى جانب التنسيق مع مديريتى «الصحة والتموين» لتخزين كميات مناسبة بالمستشفيات والمخابز لضمان استمرار العمل خلال تلك الفترة.

وعلى صعيد مواز، واصلت قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية والطبية توافدها على أهالى رأس غارب المتضررين من السيول، أمس، والتى نظمها العشرات من الجمعيات الخيرية وأهالى مدن «القصير والغردقة وقنا»، فيما واصلت القوات المسلحة إزالة آثار السيول التي ضربت المدينة، لليوم الثانى على التوالى، من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى.

وقال اللواء محمدعبداللاه، قائد الجيش الثالث الميدانى، إنه بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، واصلت مجموعات من المعدات الهندسية، بالإضافة إلى المعدات التي تعمل في فتح الطرق وإزالة الأنقاض بمنطقة رأس غارب ومدن البحر الأحمر بإجمالى 20 لودر، و10 جريدر، و30 عربة قلاب، و10مجموعات كسح وشفط المياه، ورفع أنقاض المنازل المهدمة وإزالة الرمال من الطرق ودفع معدات توليد كهرباء بقدرات عالية للمعاونة في سرعة السيطرة على الأوضاع بالمناطق المتضررة.

وأضاف أن القوات المسلحة وزعت 100 ألف كرتونة مواد غذائية للمتضررين، و30 ألف عبوة «تعيين»، وفتحت عددا من خطوط إنتاج الخبز، ودفعت بقوافل طبية لتقديم الخدمة العلاجية اللازمة. وكشفت أعمال الحصر المبدئى لمنكوبى سيول «رأس غارب» عن غرق 6 آلاف منزل وورشة ومحل تجارى بالمياه وانهيار 120 منزلاً أخرى وتدمير 310 سيارات.

وتجمع أهالى المدينة أمام قسم الشرطة لتحرير محاضر إثبات الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم، وشملت قائمة المحتويات المفقودة والمدمرة أجهزة كهربائية وأموالا ومصوغات ذهبية تقدر بنحو 15 كيلو ذهب، وأثاثات عبارة عن ثلاجات وبوتاجازات وغسالات وتليفزيونات وأجهزة حاسب آلى وأسطوانات غاز وآسرة، ودواليب ومراتب. وشملت المنشآت الحكومية المتضررة نادى رأس غارب، وسقوط أسوار مدارس ومساجد وقاعات حفلات.

وواصلت مديرية التضامن الاجتماعى بمحافظة البحر الأحمر أعمال الحصر من خلال عدة لجان تقوم بتسجيل المفقودات والتلفيات سواء في المنازل أو الأجهزة أو الأثاث، بهدف صرف التعويضات المالية اللازمة.

وتواجه اللجان صعوبات في الوصول لجميع المضارين، بسبب تراكم مياه السيول بعدة مناطق لليوم الرابع على التوالى.

وقال الدكتور عباس منصور، رئيس جامعة جنوب الوادى، إنه تم تسليم مساعدات وإغاثة طبية وإنسانية لمضارى سيول رأس غارب، وأشار الدكتور محفوظ عبدالستار، عميد كلية التربية بالغردقة، إلى أن القافلة ستوزع بطاطين ومساعدات غذائية وإنسانية تبرع بها طلاب الكلية. ومن جانبها، بحثت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، أمس، مع الدكتور على جمعة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مصر الخير»، مفتى الديار المصرية السابق، تعاون المؤسسة مع الوزارة في التخفيف عن المتضررين من السيول.

وقال «جمعة» إن المؤسسة قررت إعادة تشكيل غرفة الطوارئ والأزمات لمواجهة الكوارث الطبيعية التي تواجهها العديد من محافظات مصر، فضلًا عن تشكيل فرق للتدخل السريع، بالتنسيق مع مديرى مكاتب المؤسسة المنتشرة بالمحافظات، للتدخل السريع في تقديم الإغاثة والمساعدات، عبر توزيع بطاطين وكراتين مواد غذائية، لمواجهة أي آثار للأمطار الشديدة أو السيول، موضحاً أن هناك 3 مراكز رئيسية للتعامل الفورى مع السيول بـ«القاهرة، وسوهاج، وأسوان». وأشارت «نصر» إلى أن وزارتها تحركت سريعا لمساعدة المتضررين من السيول، بالتنسيق مع الشركاء في التنمية، وعلى رأسهم البنك الأفريقى للتنمية، الذي خصص منحة بقيمة مليون دولار لدعم ضحايا السيول في مصر، ومن المنتظر توجيه جزء منها لدعم محافظات الصعيد المتضررة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية