x

«المصري اليوم» ترصد «الدمار فى رأس غارب»

الأحد 30-10-2016 23:25 | كتب: محمد السيد سليمان |
آثار السيول أوقفت الحياة فى رأس غارب آثار السيول أوقفت الحياة فى رأس غارب تصوير : اخبار

رصدت «المصرى اليوم» مشاهد الدمار التى طالت منازل وشوارع مدينة رأس غارب فى محافظة البحر الأحمر، بسبب السيول التى اجتاحت المحافظة، وألحقت خسائر بممتلكات الأهالى، فى المحال التجارية والمنازل والسيارات، وسجلت فى هذا التقرير حكايات الأهالى فى مواجهة مياه السيول، ومظاهر الخراب التى ضربت المدن ومنازل الأهالى.

وقالت نصرة محمد إن أسرتها المكونة من 5 أطفال وزوجها المعاق فوجئوا بمياه السيول تدخل للمنزل ليلاً وبعد دقائق تمكن عدد الجيران من إنقاذهم بنقلهم إلى أعلى المنزل، وأنهم خرجوا من منزلهم بملابسهم فقط. وأضافت أن السيول دمرت الكشك الخشبى الذى يملكه زوجها أمام مدرسة الساعاتى، وجرفت البضائع الموجودة به، وأن هذا الكشك هو مصدر رزقهم الوحيد، كما جرفت مياه السيول كل محتويات المنزل، ولم يتبق لهم سوى عدد من الأطباق وحلل المطبخ، مدفونة وسط الرمال والطين، لافتة إلى أن وسيلتهم فى شفط المياه من المنزل هى «الجرادل» وعلب البويات الفارغة.

وتابع إيهاب يونان، صاحب ورشة موبيليا، أن السيول جرفت 5 غرف نوم كانت جاهزة لتسليمها لأصحابها المقبلين على الزواج، مؤكداً أنه تسلم ثمن هذه الغرف من أصحابها، وأصبح الآن مطالبا بتسليمها لأصحابها، بالإضافة إلى جرف السيول لكميات كبيرة من الأخشاب من داخل الورشة تسلمها قبل الكارثة بأيام كانت معدة لتجهيز طلبيات أخرى من الأثاث تصل قيمتها لنحو 200 ألف جنيه، وأن هذه الأخشاب تحطمت وطفت على شاطئ البحر.

ودمرت مياه السيول أحد المنازل التى استأجرها اثنان من العاملين الصينيين بإحدى الشركات العاملة بالمدينة، كما دمرت المياه ممتلكاتهما، وقالا لـ«المصرى اليوم» إن الأهالى ساعدوهما فى الخروج من وسط المياه وإنقاذهما من الغرق، إلا أن ممتلكاتهما تم تدميرها ولم يعثرا عليها.

وخيم الحزن على أسرة عبدالخالق الخروف- الذى فُقد منذ الساعات الأولى للسيول بعد أن داهمت المياه منزله، وتم العثور عليه جثة هامدة وسط مخلفات السيول فى اليوم الثانى، جنوب المدينة بنحو 20 كيلو متراً- أثناء تواجدهم أمام مشرحة المستشفى لتسلم الجثة، وأكدوا أن السيول جرفته من أمام منزله بمنطقة مساكن الـ46 وحدة فى ظل عدم وجود أى عمليات إغاثة أو إنقاذ من الأجهزة المختصة.

ولم تتوقف مشاهد المأساة على دمار المنازل والمبانى والمنشآت، بل قضى أهالى المدينة ليلتهم الثالثة على أسطح منازلهم الغارقة تحت حصار الظلام والعطش، بعد انقطاع التيار الكهربائی ومياه الشرب، ما تسبب فى صعوبة توصيل المساعدات لهم، وواصل مسؤولو الكهرباء إصلاح عدد من المحولات ووحدة التوزيع التى تضررت من مياه السيول لإعادة تشغيلها، وإعادة تشغيل محطات المياه المتوقفة. وبالتزامن توجهت عدة قوافل من المساعدات الإنسانية من مدينتى القصير والغردقة، لإغاثة المتضررين وتوفير الأدوية والأغذية والشموع والبطاطين ومياه الشرب لهم.

وكشفت مصادر بالمحافظة أن الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، قرر توفير 6 آلاف كرتونة مواد غذائية، للأسر بالمدينة، كما قرر رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الدفع بـ«12 قلاباً» و«3 لوادر»، والتنسيق مع وزير النقل ورئيس هيئة الطرق والكبارى، لرفع وإزالة آثار السيول بالمدينة، وفتح الطرق الرئيسية والفرعية للمعاونة فى استعادة الموقف لما كان عليه قبل الكارثة.

وتمكن الأهالى من قتل العشرات من الأفاعى والزواحف السامة التى جرفتها السيول من الصحراء إلى المدينة، وهاجمت المنازل، وحذر أطباء مستشفى رأس غارب من خطورتها ودعوا الأهالى إلى تجنبها حرصاً على سلامتهم.

ومن جانبه أكد المهندس يحيى صديق، رئيس شركة المياه، أنه تم الدفع بعدد من سيارات مياه الشرب لتوزيعها على المناطق المتوقف بها الضخ، فيما قررت مدارس المدينة إعطاء إجازة إجبارية للطلاب والمدرسين بعد أن أغرقت السيول معظم المدارس ودمرت محتوياتها وأسوارها وجرفت مقاعد الطلاب، ومازالت المياه وكميات من الطمى والرمال تتراكم فى أفنية وفصول عدد من المدارس ولم يتم البدء فى شفطها أو إزالتها، وأكد عدد من أولياء الأمور والطلاب أن الكتب الدراسية وجميع ملابس أبنائهم وحقائبهم جرفتها السيول من داخل المنازل ولم يتبق منها شىء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية