قالت د.إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا ومهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، إن ميزانية المهرجان لا تتجاوز 3 ملايين جنيه، ورغم ذلك يشارك ضمن فعالياته ما يقرب من 81 مطربا من 7 دول عربية، ولأول مرة سيغنى عاصى الحلانى فى المهرجان، وأضافت، فى حوارها لـ«المصرى اليوم»، أن آمال ماهر اعتذرت عن عدم الغناء، وكذلك شيرين عبدالوهاب، لظروف خاصة، وبعض المطربين المصريين تجاهلوا المهرجان، ولم يردوا حتى على هواتفهم.
وأضافت أن الأوبرا تحتفل باليوبيل الفضى للمهرجان هذا العام، وستشهد العديد من الأنشطة الموسيقية، وتقدم 25 موهبة شابة ضمن برنامج الحفل، وأكدت أن صعيد مصر ينتظر تنظيم مهرجان للموسيقى، فى ديسمبر المقبل، والأقصر ستكون منبر حفلات الأوبرا لعام 2017.. وإلى نص الحوار:
■ كيف كانت رؤيتك لليوبيل الفضى لمهرجان الموسيقى العربية؟
- لا شك أن المسؤولية كانت صعبة وكنت محظوظة بترأس الدورة الـ25 للمهرجان، بدأت التحضيرات منذ فترة بعيدة، والكل كان مدركا أهمية الحدث، اخترنا اللجان التحضيرية للمهرجان، وكذلك للمؤتمر، ومعنا فريق عمل ضخم جدا، وهذا العام اتخذت قرارا بزيادة عدد أيام المهرجان لـ14 يوما بدلا من 10 أيام، احتفالا باليوبيل الفضى، وبعد النجاح الكبير الذى حققه المهرجان من إقبال العام الماضى، وبدأت اللجان عملها على هذا الأساس، وكان هدف الجميع الاتفاق مع أكبر عدد من المطربين والموسيقيين الذين شاركوا على مدار سنوات المهرجان، وكذلك إضافة فنانين جدد، وكانت الحصيلة جيدة وإن كان البعض اعتذر نتيجة انشغالات وارتباطات شخصية، والبعض الآخر لم يجب على هاتفه، وفكرنا كذلك فى هذه الدورة أن نقدم 25 صوتا شابا مصريا وعربيا وهى أصوات معروفة فى مصر ولبنان وسوريا باختيار من اللجنة وسيشاركون فى حفلات المهرجان بهدف المزج بين الأجيال الصاعدة والمخضرمين، واتفقنا على أن يكون المؤتمر العلمى مميزا، لأنه أساس المهرجان منذ نشأته على يد د. رتيبة الحفنى، ويتضمن مجموعة من أهم الدكاترة والأكاديميين سيناقشون صناعة الموسيقى فى الوطن العربى كله، وبمشاركة باحثين من معظم الدول العربية، وتتميز الدورة أيضاً بالمسابقات بين الشباب فى الغناء والعزف، وحاولنا تقديم كم أكبر من الحفلات فى الإسكندرية ودمنهور ومعهد الموسيقى.
■ ومتى يتجه المهرجان إلى صعيد مصر؟
- هذه هى المفاجأة، حصلت على قرار من وزير الثقافة، الكاتب حلمى النمنم، بالتحضير لمهرجان للموسيقى العربية فى الصعيد، فى ديسمبر المقبل، وهى فكرة مطروحة منذ سنوات أشكر فيها «النمنم» على مساندته لها حتى ترى النور، وجارٍ اختيار المحافظة المقرر أن يقام فيها المهرجان، ونحضر لمفاجأة أخرى بعد اختيار الأقصر عاصمة للثقافة العربية 2017، بالتنسيق مع محافظ الأقصر، محمد بدر، ووزير الثقافة ووزير الآثار بتقديم العديد من الأنشطة والحفلات الموسيقية على مدار العام، وهو ما تناقشت فيه معهم أثناء تواجدنا فى مؤتمر شرم الشيخ للشباب.
■ من كان صاحب فكرة استضافة المطرب المغربى عبده شريف؟
- هذه هى المرة الأولى التى يشارك فيها عبده شريف بمهرجان الموسيقى العربية، نعم قدم عدة حفلات فى الأوبرا، لكنها لم تكن ضمن المهرجان، ولا أخفى عليك أن التواصل معه كان صعباً جداً وبحثت عن أسرته ووصلت له عن طريق عدد من أصدقائه وساعدنى السفير المصرى فى المغرب إيهاب عبد الأحد جمال الدين، وسيغنى إلى جانب أصالة وأنغام ومدحت صالح ومحمد الحلو وإيمان البحر درويش وهانى شاكر وفؤاد زبادى ومحمد عساف وريهام عبدالحكيم ومنال موسى وعلى الحجار.
■ ما سبب غياب آمال ماهر منذ الدورة الماضية وكذلك شيرين عبدالوهاب؟
- حاولنا التواصل مع آمال ماهر، واعتذرت لأنها تمر بظروف صعبة بعد وفاة والدها وخالها، وهى حرة فى النهاية، أما شيرين عبدالوهاب فقالت إنها مشغولة بتصوير برنامج جديد ومن الصعب قيامها بإحياء حفلات ضمن المهرجان.
■ لكن البعض يؤكد وجود خلاف بين الأوبرا وشيرين لأنها أهانت الأوبرا فى حديث سابق لها؟
- أنا ضد التعامل مع الموسيقيين وفق مواقف شخصية، وأرفض هذا المبدأ، والأوبرا مفتوحة للجميع، إلا إذا تجاوز حدود الأدب وقام بإهانة الأوبرا التى ترمز لمصر، وأحترم أعذار الفنانين، لكن فى النهاية هذا مهرجان مصر بلدهم.
■ هل يمكن للمهرجان أن يقدم أنماطا غنائية مختلفة كغناء محمد منير مثلا أم أنه ملتزم بالتراث الموسيقى؟
- طبعاً بدون شك، وأتمنى مشاركة منير، لكن إذا حدث ذلك «محتاجين نقفل منطقة الزمالك كلها»، لأنه يتمتع بجماهيرية عريضة، وهذا العام هناك تنوع فى الموسيقى كموسيقى لعازفين من عدد دول العربية، ونحن شعب ذواق للثقافات المتعددة، والدورة تشهد حفلات لنصير شمة وعماد الشارونى، وعماد عاشور وماجد سرور وممدوح الجبالى، كل أنماط الموسيقى موجودة، ويكفينا شرفاً أن المهرجان حافظ على كيانه، وعلى التراث على مدار 25 سنة، لكننا لا يمكن أن نخفى أن هذه السنوات شهدت تطورات عديدة فى الفكر الموسيقى أيضاً يجب أن يشارك.
■ كيف يساهم المهرجان فى تطوير الموسيقى والأغنية العربية؟
- هذا هو عمل اللجان المتخصصة فى المؤتمر، من خلال الأبحاث والمناقشات التى يحضرها صناع الموسيقى فى الوطن العربى.
■ هل هناك أى اعتذارات لضيوف أو مطربين؟
- البرنامج الذى تم طبعه وتوزيعه هو الذى يتم تنفيذه، دون أى تعديل، وفيه وجبة قوية تضم 65 مطربا و16سوليست و25 موهبة شابة يمثلون 7 دول عربية، وكذلك يكرم 16 شخصية، منهم اسم الموسيقار الراحل عبدالحليم نويرة وعمر خيرت وعاصى الحلانى وسمير صبرى وسليم دادا وفاروق هلال.
■ متى ستشارك ماجدة الرومى مرة أخرى فى المهرجان؟
- بالفعل تواصلنا معها، وأبدت كل الاستعداد، لكن ظروفنا الاقتصادية لم تكن كافية لإتمام الاتفاق معها بسبب الأجر، والمهرجان محكوم بميزانية بسيطة، ونعانى العديد من المشاكل، ولكنى أحترم كل من قبل المشاركة عاصى الحلانى ومروان خورى وعبده شريف، لأنهم جميعاً تطوعوا بأجورهم وتقبلوا الوضع، لأنهم يحبون مصر ويدركون ريادة مصر، وكذلك أصالة وأنغام ومحمد عساف، نتحمل فقط أجور الفرق الفنية الخاصة بهم، وطلبوا فقط الظهور بصورة لائقة وهو يحترم.
■ بذكر الميزانية ماذا عنها؟
- ميزانية المهرجان تكون ضمن الأنشطة الخاصة بدار الأوبرا وليس له مخصص من وزارة الثقافة، وهو خطأ كبير، لأن ذلك لا يحدث مع مهرجانات السينما التى تتمتع بميزانيات مستقلة، وهو ما طالبت به على مدار السنوات الأخيرة، وكنت أتعجب من ذلك، وطلبت توفير ذلك العام المقبل، خاصة أن المهرجان قوى، والميزانية تتراوح بين 2 و3 ملايين، شاملة أجور الفرق والإقامات وتذاكر السفر، ولولا تبرع معظم المطربين بأجورهم ما كان خرج المهرجان للنور.
■ متى يتم تطبيق فكرة دخول الرعاة لدعم المهرجان؟
- هذا الأمر بات ملحاً وضرورة، ونحاول أن ننفذه خلال الفترة المقبلة، وتواصلت مع وزير الثقافة فى هذا الأمر، وإن شاء الله يتم تنفيذه العام المقبل.
■ ما أكثر المعوقات التى تعرضتى لها أثناء تنظيم هذه الدورة؟
- ما أرهقنى واللجنة التحضيرية وجيهان مرسى، خلافات بعض المطربين المصريين الشباب على ترتيب غناهم فى الحفلات، من يغنى قبل الآخر، ومدة غناء كل منهم على المسرح، وبذلنا فى ذلك مجهودا ضخما، ما دون ذلك كان مجهدا لكن ليس بنفس القدر، وكنت حريصة عليهم، لأن د. رتيبة الحفنى على مدار رئاستها كانت تتبنى منهج وجود فنانين لا يظهرون كثيراً فى حفلات ليشاركوا بالمهرجان، وهو ما عملت على تغييره مؤخراً لمشاركة أولادنا الذين يقدمون حفلات على مدار العام، لكن وقوفهم إلى جانب نجوم كبار يمثل شيئا مهما، لكنى أصدم بثقافة مختلفة، وبأن الأجيال الجديدة متسرعة جداً، ولا تقدر مشاركتها فى حفل مع نجم كبير.
■ هل هناك حفلات لن تتم إذاعتها على الهواء عبر شاشة التليفزيون المصرى؟
- حتى الآن كل الحفلات مذاعة على الهواء، ولم يعترض أحد من المطربين.
■ فكرة قلة عدد الكراسى فى مسارح الدولة كيف تتعاملين معها؟
- أقولها وأكرر، دار الأوبرا أصبحت صغيرة على المصريين، محتاجين مسارح أوسع، وهو أمر صعب، لذلك اتخذت قرارا بزيادة أيام المهرجان، وأسعى العام المقبل لأن تقدم الحفلات المميزة مرتين ضمن فعاليات المهرجان.
■ إذا تحدثت إيناس عبدالدايم عن د. رتيبة الحفنى فى اليوبيل الفضى للمهرجان ماذا تقول؟
- أقول لها أنتى عظيمة، لأنك صاحبة الفكرة الأساسية، تمسكت بها وكان المهرجان بمثابة طفلها الذى ترعاه عاما بعد الآخر حتى نضج، واشتغلت عليه بقوة، بفكر ومجهود، واحتضنت عددا كبيرا من الفنانين العرب والمصريين، ونكرمها هذا العام ونقدم كتابا خاصا عنها، وهى حاضرة معنا فى كواليس التحضير ونقدم فيلما تسجيليا بصوتها يعرض فى افتتاح المهرجان عن تجربتها.